موسم تدريب الأرواح

تاريخ النشر: 19/07/12 | 14:14

كم هي حاجة ارواحنا لتنتعش ، وكم هو شوقها لتسعد ، وكم نفكر بأن نملك روحا ذات بهجة ونور ، ولعل هذه الروح تحتاج الى تدريب كما يحتاج الجسد وكما يحتاج العقل ، وها قد حان موسم تدريب الأرواح .

إنه رمضان .. شهر النور .. شهر الخير .. شهر القرآن ..شهر الإيمان .. شهر الصيام .. شهر الصدقة .. شهر العائلة .. شهر البر والاحسان .. شهر إطعام الطعام .. وصلاة القيام .. وإفشاء السلام ..

وتحمل المشقة .. والصبر على الأذى “إني صائم” .. والأنشغال بفضائل الكلام .. والسكوت عن سفاسفه .. والتآخي .. والتراحم .. والتزاور .. والتكافل .. والاجتماع ..

والطاعة .. والعبادة .. وفتح ابواب الجنة .. وإغلاق أبواب النار .. وتصفيد الشياطين .. ومضاعفة الاجر على الفرائض .. ورفع أجر النافلة الى الفريضة .

شهر الاقصى .. شهر الزكاة .. شهر الختمات .. شهر الدعاء .. شهر التراويح .. شهر …..

وهل تظنون أنه بالامكان حصر فضائل هذا الشهر .. ألم يروي النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل “كل عمل أبن آدم له إلا الصوم لي وأنا أجزي به ” ..

ولكن أحببت أن أقول كم هي الفرصة مواتية لندرب أرواحنا فتصفى .. ونعالجها فترقى .. ونصبر عليها فتقوى وتغنى .. ونشبعها فتسمن بالنور .. وتصح بالقرآن .. وتعافى بالتسابيح .. وتقوم شامخة برضى الله ..

ذلك بأن نغمس ارواحنا بالهدوء والسكينة .. والرضى والطمأنينة .. والخير والمعونة .. والصبر والليونة .. والتفاؤل بالانتصارات المتينة .. على كل حقد وضغينة .. وعداوة لعينة .. وكلمات مهينة .. بل نستبدلها بكلمات رزينة .. وابتسامات حنونة .. وتصرفات رصينة .. وتوجيهات أمينة .. وعيون دامعة على ذنبوها حزينة .. وجوارح خاضعة لربها مستكينة .. وأمل بنور يملأ الروح ويدربها ويحيها .

لأن دواؤك فيك وما تشعر .. دواؤك فيك وما تبصر .. وتظن أنك جسم صغير .. وفيك ينطوي العالم الأكبر .. الم يقل ربنا ” فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ” .. هذه الروح التي كنت تظن خاطئا ان إمكانياتها قليلة .. تفاجئك في رمضان .. فتصبر على العطش .. وعلى كل انواع العبادة .. وتحتمل من أجل هدف أسمى وأعلى .. فأنا أنصحك ان تبقى على هذه المعاملة المستمرة لها خلال وبعد رمضان .. وترسم كل مرة لها هدفا اعلى حتى تصبر روحك العظيمة عليه فتشجع جسدك وعقلك على سلوك سوي قوي ايجابي لتحقيق هذا الهدف .

يا أيها العقلاء .. هذا شهر يقوى فيه الدعاء .. ويجزل فيه للمحتاج العطاء .. ويتكرر الالحاح أمام الله والرجاء .. وفيه الصبر على الابناء .. وتعليمهم الاداب بصبر وإن كان فيه عناء .. والتفكير في الذنوب وفتح باب التوبه والبكاء ..

يا أيها العقلاء .. كلنا مقصرون وجاءت الفرصة .. وكلنا نتألم وجاءت الفرحة .. وكلنا نسأل وجاءت الاجابة .. وكلنا ننتظر وحلت أعظم فترة ..

دربوا أرواحكم في رمضان .. دربوا قلوبكم في رمضان .. دربوا أبناءكم في رمضان .. دربوا أخلاقكم في رمضان .. دربوا كلكم في رمضان .. لعلكم تتقون .

بقلم : هاني طه – خبير التنمية البشرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة