مسيرة الدراجات الهوائية من الفريديس الى طبريا
تاريخ النشر: 08/11/14 | 7:58في قرية الفريديس التي تربض على شاطئ المتوسط فتغازل أمواجه، وتنظر نظرة الأخت الحانية إلى أخواتها القرى الشاطئية المنكوبة الطنطورة وصرفند بمسجدها المغدور وكفر لام وإجزم وكأنها تعتذر من أخواتها على قلة حيلتها في نصرتها وصدّ البلوى عنها.
وسط هذا الجو، ومع بزوغ فجر يوم الجمعة الماضي بدأت الحركة تنشط في محيط “نادي الفردوس” التابع لجمعية “شباب وعطاء”، حيث بدأ فرسان مسيرة الدراجات الهوائية يتوافدون على النادي للانطلاق في مسيرتهم من الفريديس إلى طبريا تحت عنوان “نتواصل مع الوطن”، والتي نظمها نادي الفردوس في سابقة هي الأولى من نوعها في الوسط العربي، حيث شكل النادي فريقا من هواة ركوب الدراجات، وقد لفت الانتباه بشكل خاص الميزات التي تحملها الدراجات، فكلها دراجات مهنية ومزودة بالمجسات الخاصة وماصّات الصدمات وما إلى ذلك من الأمور المهنية الخاصة بهذا المجال.
وقف مرشد المسيرة السيد إياد حامد المتمرس في ركوب الدراجات الهوائية والخبير بالدروب الوعرة التي يجب أن يسلكها هؤلاء الفرسان في مشوارهم، وقف أمام المشاركين في المسيرة ووزع التعليمات التي يجب أن يتقيد بها الجميع من المحافظة على النظام وقوانين السير وأوصى الجميع بالتزام تعليماته خلال المسيرة حتى لا يتعرض أي راكب منهم إلى الخطر، ثم انطلقوا من أمام النادي مع دقات الساعة السابعة صباحا نحو المحطة الأولى وهي في “تل المتسلّم” قرب قرية اللجون المهجرة، حيث سيتناولون طعام الفطور ثم يتابعون طريقهم إلى المحطة الثانية في قرية إكسال.
بعد المكوث في المحطة الأولى وتناول طعام الفطور فيها تبين أن الوقت لن يسعفهم في الوصول إلى المسجد في إكسال، وذلك لأن ظروف الطريق كانت صعبة بسبب الأمطار والوحل الذي تراكم في الطريق أدوا صلاة الجمعة في محطتهم الأولى حيث خطبهم الشيخ هلال حسينية، وبعد الصلاة تابعوا مشوارهم حسب التخطيط.
كان الجو ماطرا وشكل عائقا أمام تقدم المسيرة بالوتيرة المطلوبة، ولكن المطر لم يزد فرسان الفردوس إلا تصميما على تحقيق الهدف واقتحام المصاعب، يشهد على ذلك الغبطة التي غمرت وجوههم طوال المشوار، والتوثب لقطع الطريق البالغة 100 كم.
جدير بالذكر أن الفريق لا يتكون من شبان حديثي السن وإنما أعضاؤه رجال دخلوا معترك الحياة، وهو ما أضفى على الموضوع جدية وأوحى بتحملهم للمسؤولية، حيث انصاعوا لتعليمات المرشد السيد إياد حامد، كل هذا ومرافقهم الأمين مركّز نادي الفردوس السيد سمير عبد الهادي يحرسهم من الخلف ويحميهم من السيارات باللافتات الخاصة التي حملتها سيارته وأضواء سيارته التي تحذر السائقين القادمين من الخلف.
وعند حوالي الساعة السادسة مساء وصل الفريق إلى النزل الذي استأجرته إدارة النادي مسبقا، ووجدوا في انتظارهم مدير جمعية “شباب وعطاء” الأستاذ محمد عمارنة الذي رحب بهم وأثنى على جهودهو وحيا فيهم روح المثابرة، وبعد أن استحم الجميع قام مدير النادي سمير عبد الهادي على تحضير وجبة العشاء من اللحم المشوي، حيث تناول الفريق طعام العشاء، وبعد القليل من السمر خلد الجميع إلى النوم.
في صبيحة اليوم التالي أجرى الحضور تقييما للرحلة حول مائدة الفطور، حيث استخلصت العبر واستُفيدت الدروس، ومن ثم قفل الجميع عائدين إلى بيوتهم في انتظار المسيرة القادمة.
الأستاذ محمد عمارنة – مدير جمعية “شباب وعطاء”: لا شك أن هذه التجربة المصغرة ستعجّل في إخراجنا لمسير الدراجات القطرية إلى حيز التنفيذ، حيث أننا وضعنا في سلة مشاريعنا إنشاء “فرق ركوب الدراجات الهوائية، وبعد المتعة التي شاهدتها على وجوه جميع المشاركين لا يسعني إلا أن أقول… بارك الله في إخوتنا إدارة نادي الفردوس، لقد تكللت جهودكم بالنجاح…. نشد على أيديكم… قدما وإلى الأمام.
تقرير وتصوير: أحمد سليم “أبو بلال”
كل الاحترام لهيك شباب