الامير والوحش

تاريخ النشر: 12/06/12 | 22:15

كان ياما كان في قديم الزمان ملك يعيش في مملكته مع ابنه الوحيد وفي يوم من الايام امسك الأب بوحش كبير ووضعه في سجن داخل القلعة التي يسكن فيها مع ابنه الأمير ثم أعلن للناس أن الوحش داخل سجن وأن من يطلق سراح هذا الوحش سوف يقطع رأسه . ذات ليله لم يستطع الامير النوم من أنين وصراخ الوحش فذهب اليه وعندما رآه اشفق عليه وقرر أن يطلق سراحه.

في صباح اليوم التالي علم الملك أن الوحش قد أطلق سراحه فغضب غضباً شديداً وقال انه سوف يقطع رأس من اطلق سراح الوحش و أمر جنوده ان يحضروا من اطلق سراح الوحش

وكانت المفاجأة ان ابنه الامير قد حضر عنده وقال له انني انا يا أبي من اطلق سراح الوحش لأنني شعرت بالحزن عليه عندما كان يصرخ من الألم ، ماذا سوف يفعل الملك الآن فعليه ان يقطع رأس ابنه الأمير كما وعد فزاد حزن الملك ولم يعرف ماذا يفعل فقرر ان يجمع المستشارين والوزراء ليناقشهم في هذه المشكله التي اوقع نفسه فيها وسوف يخسر ابنه الوحيد بسبب قراره ولكن احد المستشارين اقترح عليه أن ينفي ابنه الى بلادٍ بعيده وهكذا لن يقتل ولده الوحيد ولن يخلف وعده الذي وعد به أمام الناس .

في اليوم التالي قابل الملك ولده الوحيد وقلبه يتفطّر حزنا  وأعطاه رسالة وقال له يا بني سوف ارسلك الى مملكة اخرى ملكها صديق لي فهو رجل عادل وأمين وأعطهِ هذه الرسالة وسوف أرسل معك الخادم وعندها عانق الأمير والده باكياً ثم امتطى فرسه وانطلق مع خادمه ِ في طريقهما الى تلك المملكة البعيدة عبرا غابات كثيفة وأراضٍ شاسعة الى أن شعرا بالعطش الشديد عندها بدءا بالبحث عن ماء الى ان وجدا بئر فقال الامير للخادم ليس لدينا وعاء لنشرب به افضل طريقه  أن أمسك بقدميك لتشرب ثم يأتي دورك لتمسك بقدمي وأشرب ثم نتابع رحلتنا

وبالفعل امسك الامير بقدمي الخادم وأنزله للبئر فشرب ثم سحبه الامير للأعلى والآن جاء دوري قال الأمير فأمسك الخادم بأقدام الامير وأنزله الى البئر وعندها قال الخادم للأمير لن اخرجك من البئر حتى تعطيني رسالة الملك وأصبح انا الامير وأمتطي حصانك وتصبح انت خادم .وافق الامير على ذلك مقابل ان يخرجه الخادم من البئر وبالطبع بدّل الامير ملابسه مع الخادم وامتطى حصانه وسارا الى المملكة الجديدة.

وعندما وصلا وجدا الملك وجنوده وجميع الوزراء بانتظارهم وحالما دخلا ساحة القصر اسرع الملك ووزراءه لاستقبال الخادم بدلا من الامير وصعدا معا الى القصر الى مأدبة من الطعام الفاخر بينما ارسل الامير الى كوخ الخدم قرب القصر . حيث يعتني الخدم بحيوانات متوحشة يحتفظ بها الملك قرب قصره كان قد اصطادها في رحلات الصيد التي يقوم بها اسبوعياً

وبعد مرور شهور عديدة والخادم يعامل كأمير يعيش حياه مرفهه في قصر الملك بينما الامير يعيش في كوخ ويعمل عملا شاقاً جلس الامير يفكر ويقول لنفسه بصوتٍ عالي : سوف أذهب للملك وأخبره بقصتي مع الخادم لقد مللت من البقاء هنا.

فسمعه الخادم عندما كان ماراً بقرب الكوخ فخشي ان ينكشف امره ويقتله الملك عندما يعرف ما فعله بالأمير فأسرع الى قصر المللك وجلس مع الملك وقال له يا جلالة الملك منذ حضوري هنا الى مملكتك لم تخرج الدببة المتوحشة لترعى فقال له الملك اذا خرجت الدببة فإنها لن تعود فقال الخادم يا جلالة الملك ولكنني اعرف شخصاً يستطيع اخراجها الى الغابة من الصباح وحتى الغروب ثم يعيدها الى اقفاصها فقال له المللك من يستطيع عمل هذا قال الخادم انه خادمي يا جلالة الملك فقال الملك خذني اليه حالا يا سمو الامير

فأخذه الخادم الى الكوخ فقال الملك له اريدك ان تخرج هذه الدببة الى الغابة ثم تعيدها مع غروب الشمس الى اقفاصها فقال الامير لا استطيع يا جلالة الملك كيف يمكن ان افعل هذا

قال لا تكذب انت تستطيع ان تفعل هذا وإذا لم تفعل سوف اقطع رأسك

قال الامير اقطع راسي الآن فانا لا استطيع قال الملك لا تكذب انت تستطيع ان تفعل هذا

فغادر الامير مع الدببة نحو الغابه وجلس يبكي تحت شجرة كبيره وفجأة سمع شيئاً يتحرك وراءه فالتفت بسرعة ليجد الوحش الذي اطلق سراحه من قصر والده الملك سأله الوحش لماذا تبكي يا صديقي ؟ قال الامير لقد طلب مني الملك ان ارعى مع هذه الدببة وأعيدها الى أقفاصها مع غروب الشمس وإلا قطع رأسي قال له الوحش لا تقلق خذ هذه الخرزه عندما تغيب الشمس وانقر عليها ثلاث مرات وسوف تأتيك الدببة مسرعة وتسير ورائك كما تريد وعند غروب الشمس قام الامير بنقر الخرزه ثالث مرات وتجمعت حوله الدببة وسارت وراءه الى القفص عند قصر الملك وسط ذهول الخادم من هذا

وفي اليوم التالي فكر الخادم بطريقة ليتخلص بها من الامير قبل ان ينكشف امره ففكر ان الذئاب اكثر خطورة وشراسة ولا يمكن للأمير ان يعود بها الى القصر.

فذهب الى الملك مرة أخرى وقال له أرأيت يا سيدي كيف استطاع خادمي ان يرعى الدببة الم اقل لك انه بارع لماذا لا تطلق الذئاب الى الغابة لتقضي يوما هناك ثم يعيدها خادمي ؟ اعجب الملك بالفكرة وقال حسنا سوف انزل لآمر خادمك بهذا .

غادر الامير مرةً ثانيه الى الغابة مع الذئاب وجلس تحت شجرة ومع غروب الشمس نقر الخرزه ثلاث مرات ليجمع الذئاب ويعود للقصر مرةً اخرى

وعندما رآه خادمه وقد عاد غضب بشده وراح يفكر بطريقة أخرى ليتخلص منه وعندها خطرت له فكرة ولم يستطع النوم حتى صباح اليوم التالي.

وعند الصباح اسرع الخادم للقاء الملك واقترح عليه اطلاق طيوره الجارحه من نسور وصقور ولكن الملك قال له اذا استطاع الخادم ان يعيد الدببة والذئاب فانه لن يستطيع اعادة الطيور وأنا لست مستعداً للاستغناء عن طيوري التي امضيت شهوراً لاصطيادها .ولكن الخادم قال له إن خادمي يستطيع اعادتها وإذا لم يفعل اقطع رأسه يا سيدي .

فكّر الملك قليلا ثم وافق على الفكره وأمر الامير ان يخرج طيوره الى الغابة ويعيدها الى القفص مع غروب الشمس

وبالفعل غادر الامير هذه المرة وهو حزين ومهموم فالطيور ليست مثل الذئاب والدببة فهي ان طارت الى اعالي السماء لن تعود مهما فعل وبينما هو يفكّر جاءه الوحش وقال له لا عليك يا صديقي انا اعرف ما يحزنك ولكن لا تقلق خذ هذا الناي واعزف عليه وستعود الطيور معك. وعند الغروب عزف الامير على الناي وإذ بالطيور تحلّق حوله وعندها سار نحو القصر وعندها وجد جموع الناس بانتظاره ليشاهدوا هذا الرجل العجيب الذي يسيطر على الوحوش وعندما دخلت الطيور صفق الجميع له واقترب الملك منه وسأله كيف يفعل ذلك فقال له الامير انا لم افعل شيئا ولكن علي ان اخبرك بقصتي مع الوحش الوفيّ والخادم الغدّار الذي خدعني وأراد ان يتخلص مني بقتلي

وعندها طرد الملك الخادم من قصره وزوّج الامير من ابنته وعاشا في المملكه سعداء.

ابتسام الهرش

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة