الإنتماء إلى الأقصى عقيدة تزرعها العائلة

تاريخ النشر: 14/10/14 | 20:51

إن من أهم الاسس في بناء المجتمع السليم الذي يرتكز على العقيدة الثابتة والتربية الصالحة بكل بساطة هو الانتماء.
يبدأ الانتماء حين تنشئ العائلة افرادها على التكافل، والترابط واللحمة والاهتمام بكل احتياجات افراد الاسرة، وكتم الاسرار ومعالجة المشكلات، والاحترام المتبادل، والحوار والاحتواء والدعم المادي والمعنوي.
ومن العائلة يكون الانتماء للبلد، كتربية الأبناء على حب مدينته او قريته، ويبدأ من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “اماطة الاذى عن الطريق صدقة”، ومن هذا المبدأ يكون الحفاظ على الممتلكات والحرص على النظافة العامة للبلد، هذا البلد الذي نعيش فيه وبه، يجب ان ننتمي إليه بشكل فعلي، فواجبنا هو غرس العمل التطوعي في نفوس الابناء وعقولهم على انه عمل خير، وثمنه احترام الناس وتقديرهم في الدنيا، والاجر والثواب العظيم عند الله تعالى، نعلم ونغرس في نفوس أبنائنا ان تطوير البلد هو واجب، يجب ان نجعلها في سلم اولوياتنا، وتشجيعهم على التواصل مع الناس وأبناء البلد ومن ثم نغرس في نفوسهم حب الوطن، فأعظم البشر حباً لله وولاءً له هو النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يمنعه ولاؤه لربه من أن يعبّر عن حبه لوطنه فقال عن مكة المكرمة (ما أطيبك من بلد وما أحبك إليّ ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك) وعندما هاجر إلى المدينة واستوطنها ألفها وحينها أحب المدينة ودعا الله أن يرزقه حبها فقال) (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، إذ في مكة مولده ونشأته وفي المدينة منزله ومسكنه وكلاهما وطنه وحبه.
ومن العائلة يكون الانتماء للمجتمع والناس، حيث يكون الاحترام المتبادل بين الافراد واظهار الهوية الاسلامية في السلوك والتعامل مع الناس، كرم وأخلاق وأمانة.
ومن العائلة تتشكل في نفوس الابناء العقيدة الاسلامية السليمة الراسخة التي لا تتزعزع مهما كانت الاوضاع وتغيّرت الاحوال، والانتماء الى هذا الدين في الروح والقلب والجسد، ومن الايمان والعقيدة التي يجب ان تحفر وتغرس في نفوس الابناء هو حب الاقصى، عقيدة وانتماء ولنعلم ابنائنا ان الاقصى عقيدة وانتماء، وان الاقصى هو القلب النابض لروح فلسطين وان المسجد الاقصى هو الشريان الذي يبعث الحياة للامة الإسلامية حيث قال صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال الى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى).
أيها الاب، أيتها الام…
لا تستصغروا أطفالكم، فإنّ الهم كبير، والواجب أكبر، وأنّ على الاطفال ان تعيش الاحداث حتى تعرف معنى الانتماء، خذ اطفالك وشد الرحال الى المسجد الاقصى المبارك، علّم ابنك، علّم ابنتك ان الرباط هو من اعلى مراتب العقيدة ومعالم الدين، وأنّ للكرامة ثمن، وأنّ سلعة الله غالية.

بقلم: دانية خالد حجازي – مديرة جمعية سند

Untitled-154

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة