معالي مصاروة: رقصةُ أمواج البحر تجعلنِي أميرةَ الهمسِ والحرف

تاريخ النشر: 01/06/12 | 23:21

سألتُها… عن ” معالي ” فكتبت تقول: "أنا تلك الأنثى التي عرفها الجميع بجملتها المشهورة “ في الأفق في الهاوية تطوقني الكبرياء فأنا أنثى لستُ كسائرِ النساء ” أنثى تُشاكس الحروف وتُداعب الأبجدية لترسمَ على جبينِ السماء فصلاً خامساً وصلاةً سادسة في يسارِ جسدها وطنٌ ينبضُ بديمومةِ الأرض أما يمينه فهناكَ قلمٌ يُترجمُ تلكَ اللغة المختبئة تحتَ ظلِ أوردتها ".

هي ابنة فلسطين البهية.. الشاعرة العذبة معالي مصاروة

حاصلة على بكالوريوس لغة عربية وتدريس عام 2007..

وعلى شهادة بجروت تخصص علوم اجتماعية سنة 2002…

وعلى أنغام حفيف أوراق شجر الزيتون.. كان لنا هذا الحوار الشفيف…

تقولين في قصيدة لك:

بينَ ضلوعي حنينٌ وأمل

تعزفهُ سوناتا الوطن

المغمُورِ بلغةٍ كاذبة

وشعاراتٍ مزيفة

يتمرد الوطن من بين حروفك الصارخة بالوجع.. إلى أي حد تستطيع الحروف أن تترجم غضبك؟

عليلةٌ أنا بينَ نبضي والأبجدية فقد أجبرتني اللغة على ضَمِ مشاعرِي بثمانٍ وعشرين فقطْ, فكلماتُ قصائدي دونَ غضب لا أحسبها قصيدة وطن, كيفَ لا وهو الوطنُ الغريب لا يد تساندهُ ولا قلب يواسي الجرحَ في شرايينه, لا دول تهبُ بصوتٍ جهور ولا عزيمة أممٍ تكسرُ الصخُور.

كيفَ لا أغضب والعائلات جائعةٌ هُنا حيثُ الأواني فارغة مثل اتفاقياتهم وكوبُ الشاي بارد مثل ضمائرهم وكسرةُ الخبزِ ناشفة مثل قلوبهم.

طالت أظافرُ غضبِي كثيراً حتى باتت تخدشُ كل نافذةٍ وكلَ سطحٍ يطلُ على أبجديتي.

” خطوات أنثى ” كان العنوان الذي اختارته معالي لباكورة أعمالها وديوانها الأول…

ما هي النفحات التي تحثُّ خطى ” معالي ” الأنثى الشاعرة على دروب القصيدة…؟!!

لم يكُن اختيارُ العنوانِ عشوائياً فتلكَ الخطوات التي بدأت لم ولن تنتهِ طالما يسكن الجزءُ الأيسر من جسدي نبضٌ ينادِي بالوطن وقلمٌ بالأيمن يُترجم تلكَ المشاعر المتغلغلة هُناك. أما الخُطى فهِي القراءة الدائمة والمُستمِرة, مُتابعة كل حدثٍ وحدثْ, المشاركة في الأمسياتِ الثقافية والشعرية للاكتسابِ والثقافة والطمُوح.

لأ آحذُ قيلولة بينَ حلمٍ وواقع بل أسارعُ للوصولِ إلى ما أبغى وإلى ما يجعل من كلماتِي وقصيدتي رسالة قد تصل تؤثر وتُغير.

يقولون بأن للمبدع وللشاعر على وجه الخصوص طقوسه الخاصة والغريبة أحياناً…

كيف يبدو عالم ” معالي ” حين ينضج القصيد.. ويحين مخاض الإبداع؟

لرُبما تُثيرني شهوة الغيب وأهوى أن أكون المنفية في ذاكرةِ الشيبْ, أضاجعُ رحيق الفجر لتحبلَ أبجديتي برِيق ما لم يكنْ لهُ أثر, من فردَوسِ الليلِ أقطفُ ياسمينَ الحرف وأحاورُ لغةً لم ولن تُنسى, أهوى العبثَ بالمختبئ خلفَ طياتِ المستحِيل وخلفَ كلِ جديد لم يُذكر ولم يُكتب. رقصةُ أمواج البحر تجعلنِي أميرةَ الهمسِ والحرف تجعلنِي أكتب بلا حدودٍ أو خوف. كفنانةٍ تشكيلية حينَ أتناولُ ريشتي لأرسمَ قصِيدة من وحيِ موقفٍ شدنِي أو كلمةٍ أعجبتني أو موقفٍ أثرَ بِي. فكُلما اتسعت آفاقُ وطنِي كلما عشقتها قصائِدي.

فكرة تؤرق نبض ” معالي ” لكنها لم تطرقها بحروفها حتى اللحظة؟

باتَ نبضِي لا يشتعلُ إلا من حنينِ الوطنِ القرِيبِ الغرِيب عنِي ومنِي, أحلمُ أترجمُ أكتبُ, وما لم يكتب بعد تلكَ الحُرية ألتي أتوقُ لنكهتها من زمنٍ بعِيد علها تأتِي عبرَ مركباتِ الرِيح الآتية من ماضٍ يُزلزلُ القلبَ والرُوح.

كطفلةٍ صغِيرة تعبثُ بدواليبِ الحياة علها ترضعَ الحُرية بدلاً من الذُل والهوان فجسدي مُثقلٌ بتلكَ الكلمة ألتي بتُ أحاورها بربيعِ السوسناتِ وببطاقاتِ البرِيد. أسِيرُ على ذلكَ الدربْ دربَ الحُريةِ التي حتماً ستكُون, سأقدّمُ لكِ فرشاة ولونين ” الأبيض” و ” والأسود “.

كلمة سترسمينها بالأبيض.. وأخرى بالأسود؟ ولماذا؟

أليسَ وطنِي ذلكَ الأبيض المُدنسِ بأكاذيب ودعايات, لكنَ الأسوارَ ستموتُ قبلِي كي يظلَ وطنِي بذلكَ الزِي الأبيض المُشعِ من ربِيعِ الحقيقة والبعِيد كل البُعد عن جفافِ الاتفاقيات.

أما الأسود فهوَ هُو تاريخٌ لم يكن إلا أكاذيبَ وأكاذِيب, إلا معزُوفات من قانونٍ مُنكر, إلا شخصياتٌ مُربكة ومُزيفة اجتاحت ذلكَ البياض ألذي رسمتهُ قبلَ قليل والذي سأحلم بهِ فلم يتبق الكثِير من الوقت فنحنُ السائرين على خُطى الوطن ولن تكسرنا جرارُ الاغتصاب التي صبُوها على أجسادِ قضيتنا.

أعود أدراجي إلى قصيدتك لأتنفس منها هذه الكلمات:

لن أردد أنا أحلمُ

وسأكون

فأنا أنا

وأنا هُنا

ووطنِي ليسَ أمنيةً مؤجلة

من وجهة نظرك هل تجدين اختلافاً ما بين معاناة الشاعر الفلسطيني المغترب عن الوطن وبين الشاعر المقيم على أرضه؟ وإن كان هناك اختلاف .. فأين يتقاطع هذا الوجع؟

آآآه من وجعِ المسافات

من دمعِ أمي

من عرقِ أخي

وألفُ آهٍ من طغاة

أنا بهِ مُقيمة بينَ ثاياه أكتبُ أصرخُ وأقاتل لهُ وهو غرِيبٌ عنِي, وهل هناكَ ألمٌ بالكون يساوِي ألمِي.

أتُوق له كما ألمغترب والمهاجرِ والممنوع من ملامسة وجنتي الأرض وزرعِ خطواتهِ بها.

وجعنا واحد

وطننا واحد

كما لنا ربٌ واحد

” أصيلة ” الأصيلة أنصتت لمعزوفة حضورك العذبة فنثرت لك قوافل الياسمين..

” حروف من ياسمين ” تهدينها في سطور لـ ” أصيلة ”؟

ياسمينٌ وبيلسانْ لرُوحكم الطيِبة

باقاتُ شُكرٍ مغلفة بقماشِ قصيدةٍ خجلى أمامَ روعتكم

فمن رِيقِ قلمي أخطُ لكم أجملَ الهمسات علنِي أعبرُ ولو بالقليل عما أكنهُ لكم.

من تلكَ اللهفةِ المغمورة بشذا اللقاء ومعزوفة الموعدِ التي أتمنى أن يجمعنا وإياكم على أرضٍ ولدنا بها وبها سنمُوت.

تهادت كلماتها بين السطور فنثرت الزمرد… الـ ” شكراً ” تنحني هنا خجلى لعذب الحديث معك غاليتي معالي.. جوريتي لروحك.

عن مجلة أصيلة الأدبية حاورتها الإعلامية همسة يونس

‫9 تعليقات

  1. الشكر موصول الى مجلة أصيلة الأصيلة وللإعلامية همسة يونس على هذا اللقاء الممتع.

  2. تحياتي العطرة للثلاث النيّرة , همسة يونس , معالي مصاروة والمجلة الرائعة .

  3. صباحكم يرتدي الياسمين
    شرفني وسرني ان أكون في حوار ماتع رائق مع ابنة الوطن العذبة النبض معالي مصاروة
    من خلال مجلة أصيلة الأدبية والتي تعد علامة بارزة في عالم الادب
    قوافل امتناني وتقديري لموقعكم الكريم
    محبتي لكم
    من ابنة حيفا . همسة يونس

  4. كنتي مثل الملائكة بلازرق محبيتش اضايقك واحكيلك أني أنا ميرا بس كنتي بتجنني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة