بيع وتعليق القلائد والأساور التي فيها خرزة زرقاء أو شكل كف

تاريخ النشر: 04/10/14 | 9:56

يحرم بيع القلائد والأساور التي فيها خرزة زرقاء أو شكل كف اليد، وهذه تُعدّ من أفعال وعادات الجاهلية، جاء في فتوى رقم (11672) من فتاوى المجلس الإسلامي للإفتاء حول استعمال الخرزة الزرقاء ونحوها:
التميمة في اصطلاح الفقهاء تطلق على معنيين:
الأول: خرزات كان العرب يعلقونها على أولادهم، يتقون بها العين في زعمهم [حاشية ابن عابدين 6/363].
والتميمة بهذا المعنى محرمة بالاتفاق، لأنها من أفعال الجاهلية، حيث كانوا يعلقون خرزة على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم. أنظر: [حاشية ابن عابدين 3/364، الفتاوى الهندية 5/356، القوانين الفقهية – ابن جزي ص486، الشرح الصغير – للدردير 4/769، الفتاوى الحديثية – ابن حجر ص90، المجموع – للنووي 9/56، الآداب الشرعية – ابن مفلح 2/455 – 459].

وقد استدل العلماء على حرمة التمائم بهذا الوجه بما يلي:
أ- بما روى أبو داود – بسنده – عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الرقى والتمائم والتولة شرك”. فقالت زوجة عبد الله بن مسعود لزوجها: لِمَ تقول هذا؟ والله لقد كانت عيني تقذف وكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيني، فإذا رقاني سَكنَت، فقال عبد الله بن مسعود: إنما ذاك عمل الشيطان كان ينخسها بيده، فإذا رقاها كفّ عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أذهب البأس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا” [أنظر: سنن أبي داود، حديث رقم 3883].

ب- بما رواه الإمام أحمد بسنده عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من علق تميمة فقد أشرك” [مسند الإمام أحمد 4/156، وقال الهيثمي في “مجمع الزوائد ومنبع الفوائد”: رجاله ثقات، 5/103].

ت- بما رواه الترمذي بسنده عن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: دخلت على عبد الله بن عكيم أبي معبد الجهني أعوده، وبه حمرة، فقلنا: ألا تعلق شيئًا؟ قال: الموت أقرب من ذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من تعلق شيئًا وُكِل إليه” [سنن الترمذي، كتاب الطب، باب كراهية التعليق 4/403، وقال السيوطي في الجامع الصغير مع فيض القدير: حديث حسن، 6/107].
فهذه أدلة صحيحة صريحة على حرمة التمائم بالمعنى الجاهلي، ويماثلها في عصرنا ما يضعه كثير من العوام من الأحذية على مدخل البيت أو يعلقه بسيارته اتقاءً لها من الحسد، أو ما تعلقه النساء من الخرزات على ملابس الأطفال من أجل مداواتهم وعلاجهم، كذلك يلحق بهذا الأمر حذوة الخيل التي تعلق في أماكن العمل والمتاجر وغيرها، أو ما يطلق عليه العوام “عين الحسود”، والكف الخماسية، أو العين، بل لقد بلغ الجهل بالناس أن يلطخوا باب البيت بالدم أو النجاسة وما لا حصر له من الأمور المبتدعة في هذا المجال، فهذه كلها من الشركيات التي ترفضها نصوص الشريعة كل الرفض.

06

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة