عالم من الاعمال في بلدي " يدار بالقيم"

تاريخ النشر: 30/05/12 | 22:14

الادارة بالقيم : هي واحدة من اساليب الادارة الايجابية التي تركز على القيم الاخلاقية الأساسية لتكون هي الأداة الرئيسية لإدارة الأعمال . بها ادار النبي صلى الله عليه وسلّم مهمته فقال ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” . روحها تقول : تفنن بالعرض ولا تمس القيم ، وأختر لك قيمة أساسية لعملك تميزك ، وتعمل وتحفز الآخرين عليها وتعش من أجلها.

وسبب الالتفات الى هذا الجانب من الأدارة نابع من أن القيم هي أغلى ما نملك ، فهي تعطي الوزن الثمين لصاحب العمل وللشخص المستفيد من هذه الخدمة المقدمة من صاحب العمل .

ولكن قد نرى أحيانا أن جانب الربح يشد بعض الافراد فيمسون “بالقيم” من أجل زيادة الارباح ، والذي قد لا يعلمه هذا البعض أن النجاح والأرباح التي تصرف في سبيلها القيم وتستهلك تعيق على صاحبها متعة السعادة ، فكم من اؤلئك قد يحققون ربحا وفي صدورهم غصة وذلك لأن الربح لا يعادل وزن أي قيمة من القيم ، فمن استهلك أو أهدر شيئا من قيمة الصدق في سبيل زيادة ربح معين ، فإن معادلته الحسابية فيها خسارة ، لأننا لو سألناه كم تبع الصدق في ” المزاد العلني ” لا يقبل بأي زيادة نعطيه إياها ، فاحسبوا معي هل البيع رابح حينما يهدر جزء من هذا الصدق الثمين مقابل مردود مالي جزئي . ؟!!

ولكن ما وجدته من عدد من الشركات الرائدة في بلدي هو خلاف ذلك ، فقد قدر الله لي أن أعمل مع عدد منها في “تنمية مهارات الادارة ، وفن العرض والبيع الناجح ” ، منها شركة الأندلس صاحبة سلطات البستان وجدت الادارة أولا تركز على أن المعاني التي تسمعها في اللقاءات تشدها الى أصول ثابتة تقوي أرضية عملها وتدعم قناعات مغروسة لديها وهي تقول أخدم الناس بأصدق ما يكون ، وتقول لا يليق بمن يدخل محلاتي إلا أن يرى أخلاقي في بيعي ومعاملاتي ، وتقول البسمة والفرحة هي الربح الحقيقي لدينا .. وتقول .. ما تعبر عنه هذه الادارات بكلماتها أننا نحمل قيما أساسية لعملنا لا يمكن أن نتنازل عنها ، لأننا بهذا نتنازل عن جزء منا . وطاقم العاملين في المبيعات يتناول معي في اللقاءات أهمية الصبر ، وحسن المعاملة ، والاستفادة من الخطأ ، وروح التعاون بين أعضاء الطاقم ، والكلمات الايجابية حتى في حالة غضب المستفيد من الخدمة ، وتقديم الشكر لمن يستحقه ، و …

ومجموعة أصيلة لا أنساها هي “محلات ابو محفوظ” حفظهم الله ،كانت من أوائل من عملت معهم في هذا المجال ، وجدت كلمات صادقة ، ووجدت تعابير تنم عن أن مبدأ القيم محفوظ ويأخذ منهم الجهد ليحفظوها ويداوموا عليها ، ووجدت منهم روحا لا تمل من سماع الجديد .

وشركة إسمها محفوظ .. زهدا من صاحبها في نشر إسمه لم أنشره ، ولو وكل الأمر إلي لتصدر بها هذا المقال ،

كم تمنيت لو جالستموني أيها القراء الأعزاء في لقاءاتي هذه لتفرحوا معي ، بنوعية رائعة من رجال الاعمال وطواقم العاملين الذين تركوا أعمالهم وجاءوا يحملون قيما ويستزيدوا من أساليب تطويرها في لقاءات التنمية الادارية والبشرية.

لقد كان في واحدة من هذه الدورات افراد يسافرون طوال النهار في خط توزيع على طول البلاد وعرضها ، ويصلون الى اللقاء بعد هذا العمل مباشرة ومعهم شاحناتهم ، لقد كنت أفرح حين أرى قدومهم ، والاجمل من هذا بسمتهم ونكتتهم بعد هذا اليوم الطويل .. حقا أنا فخور برجال الاعمال وبالعاملين في بلدي.

بقلم هاني طه خبير التنمية البشرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة