َمنَارُ الفدَِا

تاريخ النشر: 30/05/12 | 7:36

بكاكَ السُّهَى،والمجدُ، والفنُّ والشِّعرُ ***رحيلكَ ما أقسَى ولا مثلهُ ِوزْرُ

بكاكَ النضالُ الحُرُّ يا خيرَ قائدٍ ***ترفُّ على الأجيال ِ آمالُكَ الخُضرُ

وقد بدَّدَتْ دُرَّ الدُّموع ِ يدُ النّوَى ***وَللبُعدِ أشجانٌ يضيقُ بها الصَّدرُ

دَعَتكَ قلوبُ الكادحينَ وأجهَشَتْ ***وَقد طابَ منها السِّرُّ للهِ والجَهْرُ

وَمُدَّتْ إلى الباري الأكُفُّ ضَراعة ً***وقالَ لهُنَّ الحقُّ قد ُقضِيَ الأمرُ

رثاؤكَ يُهدي المَدحَ حَقَّ ثوابِهِ***إذا ضلَّ في أوصافِ َمنْ دُونكَ الشِّعرُ

إليكَ مَنارَ المجدِ أجملُ باقةٍ***تتيهُ على الفنِّ الجميل ِ وَتأسُرُ

وما العيشُ إلا َّ فترة ٌ مُستعَارَة ٌ*** ُتردُّ ولكنَّ الثناءَ هُوَ العُمرُ

مَلاتَ الدُّنى نفحَ الكفاح ِ وسُؤدُدًا***فأنتَ مدَى التاريخ ِ حلمٌ مُعَطَّرُ

وَفجَّرتَ فينا كلَّ عزم ٍ وهِمَّةٍ***وَأترَعْتَ فينا الفِكرَ فالقلبُ مُزهِرُ

وِعُذنا بذاكَ العَزم ِ فانهَزَمَ الرَّدَى*** َوُلذنا بذاكَ الصَّرح ِ فافرَنقعَ الذ ُّعْرُ

بناصِرةِ الأحرار ِ شعبٌ مُفَولذ ٌ***أبيٌّ مَدى الأيَّام ِ … فجرٌ يُنوِّرُ

هَنيئا ً لشعبٍ أنتَ فيهِ مُخَلَّدٌ ..***وَصِيتكَ للأجيال ِ مِسٌكٌ وَعنبَرُ

وَناصرة ُ الأمجادِ صرحُ عرينِنا***تتيهُ على الدُّنيا َسناءً وتفخرُ

مصَابٌ جليلٌ ليسَ يُسْلى وإنَّما ***سيبقى مَدَى الأعوام ِ نارًا ُتسَعَّرُ

بكاكَ جميعُ الناس ِ أهلٌ وإخوَة ٌ*** قلوبُهُمْ نارٌ، وأجفانُهُمْ بَحْرُ

” وتوفيقُ زيَّادٍ ” سَمَا بنِضَالِهِ***على شرفاتِ المجدِ صوتٌ يُزَمجِرُ

بتوفيق ِ َزيَّادٍ أنِيرَتْ دُروبُنا *** َوأشعِلَ فينا العزمُ ، والروحُ والفكرُ

مَنارَالفِدَا خُضتَ المَعَاركَ صامِدًا***لنيل ِ حُقوق ٍ، أمس ِ، قد شابَهَا هَدْرُ

وَضَحَّيتَ.. قدَّمتَ النّفيسَ لأهلِنا***وَلمْ تثنِكَ الأهوالُ والخطبُ يزأرُ

مَناقِبُكَ المُثلى وَمَنْ لم يَدِنْ بها ***فإيمانُهُ كُفرٌ وَعرفانُهُ نُكْرُ

وَعزمٌ غدَا يرتاعُ من رُعبِهِ الرَّدَى***وَترفلُ في أردانِهِ الفتكة ُ البِكرُ

لأجل ِحقوق ِالشَّعبِ لم تحن ِهامَة ً***وَأنتَ إلى أبنائِهِ الشَّهدُ والخمرُ

سَمَوتَ على الخطبِ العَصِيبِ وَلمْ َتهُنْ ***وَحَلَّقتَ في الجلَّى جَمُوحًا كما النّسْرُ

وفي “برلمان ِ”الغُبْن ُِكنتَ مُناضِلا ً***وَتستلُّ حَقًّا … قد نبَا نابُهُ الغدرُ

تصَدَّيتَ جَهْرًا لليمين ِ َورِجسِهِ***وَلاذتْ بكَ الأحرارُ واندَحَرَ الشَّرُّ

وَفيكَ اليَسَارُ الحُرُّ ألهِبَ عزمُهُ ***تحَدَّى الرَّزايا وانجَلى الفَدفَدُ الوَعْرُ

َتركتَ لنا كنزًا ثمينا ً مُخَلَّدًا***وَأشعارُكَ الغُرُّ الحِسَانُ هيَ التَّبرُ

ُترَاثُكَ يبقى للشُّعوبِ مَنارَة ً*** َتتِيهُ بهِ الأنغامُ ، والفنُّ ، والفكرُ

فقدناكَ يا رمزَ النضال ِ ورُكنَهُ***” وفي الليلةِ الظلماءِ يُفتقدُ البدرُ ”

غيابُكَ قد أبقى فراغًا مُؤَرِّقا ً***وَمَنْ سَوفَ يُمليهِ وقد ُقصِمَ الظهرُ

وَمَا العيشُ إلا َّ فترة ٌ مُستعارَة ٌ*** ُترَدُّ ، ولكنَّ الثناءَ هُوَ العُمرُ

وَذِكرُكَ يبقى كلَّما لاحَ بارقٌ***وَمَا ناحتِ الورقاءُ أو َطلعَ الفجرُ

شعر: حاتم  جوعيه- المغار- الجليل

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة