الأشجار وأهميتها في الحد من التغيرات المناخية

تاريخ النشر: 15/10/14 | 19:31

أكدت دراسة ميدانية أجراها الباحث بوربلا غالوس من معهد ماكس بلانك للأرصاد الجوية، أن زراعة بعض المناطق في أوروبا بالأشجار قد أسهم إلى حد كبير في الحد من تأثيرات التغيير المناخي في تلك المناطق، حيث تبين أن للأشجار دور هام في عملية التغيير المناخي في تلك المناطق المعتدلة.

وقد أجريت هذه الدراسة في بعض الأجزاء الوسطى من أوروبا وأوكرانيا، إذ تم تشجيرها ودراسة أثر ذلك من خلال محاكاة حاسوبية أخذت في الاعتبار عدد كبير من المتغيرات، وقد توصل الباحث إلى أن زراعة الأشجار قد لعب دورا هاما في تقليل درجة الحرارة ما بين 0.3 إلى 0.5 درجة سلسيوس، كما بينت عملية المحاكاة انه يتوقع أن يؤدي زراعة الأشجار إلى زيادة الهطول المطري في تلك المناطق ما بين 10 إلى 15 بالمائة في المستقبل.

هذه الدراسة أكدت على الدور الهام الذي تلعبه الأشجار في التخفيف من حدة التغيرات المناخية، فحسب ما أكده غولاس فإن للغابات دور هام في كبح جماح التغيرات المناخية التي تشهدها بقاع شتى من الأرض، وخصوصا في الدول المتضررة حاليا بالجفاف، كالنيجر والتي يسعى الباحث لإطلاق حملة تشجير فيها ضخمة لزراعة نحو خمسة ملايين هكتار من الأراضي الجافة.

من جهتها بينت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ( الفاو ) أن الجمع بين زراعة المحاصيل الزراعية وزراعة الشجار، سيكون له فوائد كثيرة، حيث سيتعدى ذلك الحد من التغيرات المناخية إذ سيخلق فرص جديدة للعمل وسيزيد من مصادر الدخل القومي وسيوفر الطعام للملايين حول العالم.

ويبين الباحث جوردن بونان من المركز القومي لبحوث الغلاف الجوي في الولايات المتحدة الأمريكية، أن من المهم المحافظة على الغطاء النباتي والحرجي، فهذا يعمل على الحد من انبعاثات الغازات الضارة في الغلاف الجوي للأرض، إذ أن نماذج المحاكاة التي أجريت لدراسة اثر إزالة الغابات الاستوائية في الأمازون قد بينت أن عملية التحول واسعة النطاق للغابات الاستوائية إلى مراعي قد أدى إلى أن يصبح المناخ أكثر دفئا وجفافا.

هذه النتائج أكدتها أيضا عمليات الرصد بالأقمار الصناعية والتي تعمل على مدار الساعة على رصد الهطول المطري في المناطق الاستوائية كما ترصد الغطاء النباتي، حيث تبين أن نحو 60 بالمائة من الأراضي الاستوائية كان الهواء الذي مر من فوق الغطاء النباتي بعد عملية الإزالة للغابات كان اقل كثافة بل وجاف في بعض الأحيان.

يذكر انه وبالرغم من التحذيرات التي يطلقها الخبراء من مخاطر إزالة الغابات والمناطق الحرجيه، إلا أن عملية الإزالة تلك ما زالت مستمرة، حيث يدمر سنويا نحو 13 مليون هكتار من الغابات لغاية التوسع العمراني وزراعة المحاصيل الزراعية، وان ذلك يسهم ما بين 12 إلى 20 بالمائة من انبعاث غازات الدفيئة في الغلاف الجوي للأرض.

11

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة