ولآمرنهم.. فليغيرن خلق الله

تاريخ النشر: 26/05/12 | 8:17

انتشرت ظاهرة جديدة في بعض دول العالم  هي ظاهرة المسترجلات من النساء والمخنثين من الرجال والتي تنم عن جهل مفرط ممزوج بترف مغرق، وإنا لله وإنا إليه راجعون . ونجد بعض شباب الإسلام يقبل أن يستبدل رجولته بطبائع النساء حتى وصل الحال ببعضهم إلى التحول الكامل، وكثيراً ما نرى شباب أنعم من النساء بداية من قصات الشعر، مروراً بالنعومة في الكلام وطريقة المشي والحركات.. ولا غرابة أن يصل الحال بمثل هؤلاء إلى الشذوذ والمثلية الجنسية .

تتجلى قضية الشباب المخنث بوضوح في موقف حدث مع الداعية الكويتي نبيل العوضي في مقال كتبه بعنوان (هل أغض بصري عنه؟؟) يقول فيه: اتصل عليَّ شاب يريد مقابلتي، فدعوته إلى المسجد حيث إنني سأجلس بين المغرب والعشاء فيه، فاعتذر لعدم استطاعته دخوله!! فكان الموعد بعد العشاء في مواقف السيارات، حضر الشاب بسيارته فخرج منها لتكون المفاجأة!!  الشاب بهيئة فتاة كاملة!! إي نعم فتاة كاملة! بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى!!.. الشعر والجسم والوجه واللباس!!! سلم عليَّ فرددت السلام، وكنت مذهولا مما أرى، هل هذه حقيقة أم حلم؟! سألته عن تحوله إلى هذا “الجنس” هل هو في الظاهر فقط أم تحول كامل؟ فأخبرني بأنه تحول تحولا كاملا!! سألته عن العمليات التي أجراها أين كانت؟ فاخبرني انه أجراها في تايلند!!أنا أعلم أن الأمر مزعج لمن يقرأه ويسمعه وقد سألته هل يوجد آخرون مثلك؟ فأخبرني بأنهم مجموعة ويتزايدون، وعرفت منه مع من يجلسون من يشجعهم ويمدهم بالأموال. والغريب أن هذا “الجنس المتحول” جاء إلي يريد فتوى تفيدة بتحوله إلى هذا “الجنس المسخ” فأخبرته أن ما صنعته يعرضك لـ”لعنة الله”.. نعم.. “لعنة الله”، وأنت آثم ومخطئ خطأ كبيراً، ويجب عليك التوبة والرجوع إلى فطرتك السليمة، فلم يعجبه حديثي ولا كلامي.  المشكلة تكمن في أن هذا الفعل الذي قام به هذا الشاب لا يعاقب عليه القانون!! والأشخاص الذين سيقومون بفعلته لن يردعهم شيء لأن القانون معهم!!  اما بالنسبة لمشكلة تشبه أحد الجنسين بالآخر، أو المثلية الجنسية، أو الشذوذ في العلاقات الجنسية، فهى تحتاج في علاجها إلى علماء النفس والتربية والشريعة، وتحتاج إلى قوة القانون، وتوجيه الإعلام توجيها صحيحا.

شباب الإسلام: كان المنتظر منكم أن تحملوا هموم أمتكم وأن تحاولوا رفع رايتها وإخراجها مما هي فيه، وليس أن تكونوا أنتم أنفسكم هماً من همومها، أو عيباً تعير به.  حمل هم الإسلام قبلكم ثلة من الشباب أخذوا ما آتاهم ربهم بقوة، وحملوا هَم دعوتهم بصدق، فنجحوا في حمل الأمانة، وإيصال رسالتهم التي بعثهم الله بها للخلق أجمع، فالأمة كلها مبعوثة للناس بما بعث به نبيها صلى الله عليه وسلم، تأمل في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة (فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين).

نجح أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في إقامة الدولة وفتح الفتوح ونشر الإسلام، ولازالت الأمة ولادة حتى جاء دوري ودورك لنكمل العقد الفريد ونوصل رسالة الحق لأبنائنا ومن بعدهم، فالعيب أن تكون أو أكون حجر عثرة في طريق من يريد السير لإيصال الأمانة في وقت يجب أن يكون الحمل فيه مشتركا.

أختي التي تخلت عن أنوثتها وغيرت خلق بارئها وتود لو تحولت رجلاً: مهلا فوالله، ثم والله.. ليست القوة فيما تفعلين وإنّما هو الضعف عين الضعف أن تتنكري لجنسك وتخرجي من جلدك، والقوة أن تثبتي جدارتك من خلال شخصيتك السوية وعملك وعقيدتك وتفانيك لتكوني شمعة تضيء الظلام، وكم أثبتت نساء أنّهن أفضل من آلاف الرجال، والتاريخ والعصر الحديث ملئ بالأمثلة المشرفة للمرأة المسلمة، في مجال العلم والدعوة بل حتى مجال الجهاد لم تتركه المرأة المسلمة ولك في أمهات المؤمنين قديما وأخواتك في فلسطين والشيشان وغيرها حديثا خير مثال.

وأختم حديثي معك أيها الشاب الضعيف ولك أيتها المسترجلة المخدوعة بآيات وأحاديث تدلك على شناعة ما فعلت بنفسك: روى الإمام البخاري حديث عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما حيث قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات النساء بالرجال».وعن ابن عباس أيضاً في البخاري: (لعن النبي صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء).

والله عز وجل قد نهى النساء المسلمات أن يتمنين أن يكنّ كالرجال، وكذا نهى الرجال عن تمني ما للنساء، فقال تعالى: {وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}… [النساء : 32] .  وقال تعالى حاكيا عن قول إبليس اللعين: {وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا}... [النساء:119] .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة