رثاء خالد الذكر الشاعر الكبير سميح القاسم

تاريخ النشر: 24/09/14 | 22:52

سلامٌ على رَوحِكَ الطّاهرِ .. وألفٌ على ذِكرِكَ العاطرِ
سلامٌ عليكَ بحجمِ الأسى .. لفقدِ المناضلِ والشاعرِ
بحجمِ الذي لكَ في نبضِنا .. منَ الحبّ, منْ فيضِه ِالغامرِ
بحجم ِالشموسِ التي أشرقتْ .. تشعشِعُ من حرفِكَ الزّاهرِ
وتلكَ “المواكبِ” سيّرتَها .. إلى الشمسِ في صبحِكَ الباكرِ
بطعمِ “أغاني الدّروبِ” التي .. شجتنا بإيقاعِها الآسرِ
أيا شاعرَ “الرّعدِ” فارقتنا .. وما أنتَ بالرّاحلِ العابرِ
فصوتُك باقٍ بوجدانِنا .. نداءً يُرفرِفُ كالطائرِ
بشيرَ النّيامِ على جُرحِهم .. بفجرٍ بهيّ السّنا باهرِ
نذيرَ البُغاةِ بيومٍ عصيبٍ .. يكونُ وَبالا على الجائرِ
ويا شاعرَ الأرضِ كرّمتَها .. بشِعرٍ قويّ الصّدى ساحرِ
“كما يشتهي الموتُ” أحببتَها .. نزفتَ كجُرحٍ بها غائرِ
وكنتَ شعارا على صدرِها .. ونارا على الشانئ الغادرِ
رسمتَ بشِعركَ أوجاعَها .. ودافعتَ عنْ حقِّها العاثرِ
مشيتَ وهامُك فوقَ الذُّرى .. بنعشٍ على كاهلِ صّابرِ
نشدتَ سلاما وحريّةً .. وعدلا على كوكبٍ عاهرِ
وصرتَ مثالا غدا نهجُهُ .. دليلَ المناضلِ والثائرِ
بشخصِكَ لاقتْ لها مرتعا .. سجايا تُعَدُّ مِنَ النّادرِ
فيا لكَ مِنْ شاعرٍ باسقٍ .. ويا لكَ مِنْ غائبٍ حاضرِ
ستبقى على الدّهرِ محبوبَنا .. ووجهُكَ يسطَعُ في الخاطِرِ

د. عناد جابر
d.anadjaber

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة