مخاطر الإستعمال اليومي للألومنيوم

يتواجد الألومنيوم في كلّ مكان: في السيّارات، في الماء الصّالح للشّرب، في مزيلات العرق والأقراص… ما هي أضراره الحقيقيّة؟ هل هو خطير على صحّتنا؟

يستخدم الألومنيوم في جميع المجالات تقريبا: البناء، صناعة السيّارات، تعليب المواد الغذائيّة… وما لا نعرفه أغلبنا هو أنّ الألومنيوم يستعمل أيضا في صناعة الأدوية، مواد التّجميل، اللّقاحات ومزيلات رائحة العرق. فما هي المخاطر الصحيّة التي قد تنتج عنه؟ وهل استعماله في هذه المجالات مدروس بشكل كاف؟ كريس إكسلي لا يعتقد ذلك ويبيّن لنا أسباب موقفه.

لماذا يستخدم الألومنيوم في مزيلات رائحة العرق؟
تحتوي بعض مزيلات رائحة العرق على أملاح الألومنيوم. ويقول المصنّعون أنّ لها تأثيرا يمنع التعرّق وذلك بغلق المسام الجلديّة بينما أنّ إغلاق هذه الغدد العرقيّة قد يكون له عواقب غير منع التعرّق تحت الإبطين. عواقب ليست لدينا فكرة عنها بعد.

أملاح الألومنيوم المستخدمة في مزيلات رائحة العرق هي المتسبّبة بالإصابة بسرطان الثّدي. هل يمكنك تأكيد ذلك؟
تتضاعف مؤشّرات وجود صلة مباشرة بين الألومنيوم وسرطان الثّدي: وجدنا أنّ نسبة الألومنيوم الموجودة عند النّساء المصابات بسرطان الثّدي أكثر من تلك الموجودة عند غيرهنّ. يمكن أن تكون مزيلات رائحة العرق هي مصدر هذا الألومنيوم ولكنّنا بحاجة لمزيد من الدّراسات لإثبات ذلك.

لماذا نجد أيضا الألومنيوم في الأقراص الخاصّة بالمعدة وفي اللّقاحات؟
الألومنيوم فعّال لأنّه واحد من العناصر الكيميائيّة الأكثر تفاعلا. في الواقع، في الحالات المتعلّقة بقروح في المعدة يجب استعمال أدوية تخفّض من حموضة المعدة. ومن المعروف أنّ أملاح الألومنيوم تتفاعل كأحماض أو كمكوّنات أساسيّة. يستخدم في اللّقاحات أيضًا كمكمّل علاجي إذ أنّه يسهّل استجابة المناعة. ولكن لم يتمّ التحقّق بعد من سلامة استخدامه في هذه الحالة.

ما الذي نعرفه عن تأثير الألومنيوم في أجسامنا؟
يؤثّر الألومنيوم على الخلايا العصبيّة ويمكن أن يتسبّب بالمرض أو يؤدّي حتّى إلى الموت. وصول جرعة كبيرة من الألومنيوم إلى الدّماغ تؤدّي إلى موت جميع الخلايا العصبيّة. نعرف أيضا أنّ الألومنيوم له تأثير على نموّ العظام وتكوين الهيكل العظمي. يمكن للجسم أن يحمي نفسه ضدّ جرعات قليلة من هذا العنصر سريع التّفاعل ولكن يمكن أيضا أن يضعف جرّاء المرض.

ما هي الحالات التي يؤدّي فيها استخدام الألومنيوم إلى الموت؟
تمّ اكتشاف تأثير الألومنيوم على الخلايا العصبيّة منذ السّبعينات عندما لوحظت حالة من الخرف عند المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى. في الواقع، عندما بدأنا بتصفية الكلى باستعمال ماء الحنفيّة الذي يحتوي على الألومنيوم، تبيّن ظهور هذه التّأثيرات على هؤلاء المرضى الذين مات أغلبهم. بقي الألومنيوم في دمهم ثمّ تحوّل إلى الدّماغ.
تستخدم اليوم مكوّنات من الألومنيوم لتنظيف مياه الشّرب. ومنذ سنة 2001 حدّدت كميّة الألومنيوم في الماء الصّالح للشّرب بـ 0.2 مغ في اللّتر الواحد. هل هذا الإحتياط كاف؟

إنّ الألومنيوم الموجود في المياه الصّالحة للشّرب يمثّل أدنى ما يمكن استخدامه وعلى الأقلّ استطعنا حاليّا التحكّم في كمّيته القصوى. عادة لا يتجاوز الـ 0.05 مغ في اللّتر الواحد وهو ما ينصح به. كما يجب أيضا أن تعرفوا أنّ السّبب الذي أدّى بالمنظّمة الدوليّة للصحّة للحدّ من كميّته في الماء يتعلّق أساسا بالطّعم والمظهر وليس بالأسباب صحيّة.

هل هناك توافق في الآراء بين الأخصّائيّين حول مخاطر الألومنيوم؟
إنّه موضوع يفرّق بين رافض وموافق. إذا تمكنّا من تأكيد مخاطر الألومنيوم على الجسم وخاصّة التحقّق من أنّه السّبب الرّئيسيّ في مرض الألزهايمر فإنّ جزءا كبيرا من الصّناعات سوف يلحقها الضّرر وسوف تنهار أسعار الألومنيوم.