مخلوقات الله
تاريخ النشر: 20/09/14 | 14:42علي طفل مؤدب يحب زيارة أقاربه ، وذات يوم كان يزور ابن عمه سند، فبرغم أن سند يكبره في السن إلا أنه يتعلم منه الكثير.
وجد علي ابن عمه سند في حديقة المنزل يصلح من شأنها ويهذب أغصانها فسلم عليه فرحب به سند وسأله عن حاله وحال أسرته ثم راحا يتجولان في الحديقة فأمسك علي ببعض النباتات الصغيرة وحاول أن يقتلعها فنهاه سند في لطف قائلًا:
إن كانت تعجبك يا علي فسأعطيك مثلها من المشتل ودع هذه
فقال علي متعجبا:
أتحرص على هذه النباتات الصغيرة أيضًا ؟ إنها ليست كالأشجار الكبيرة التي تعطينا الظل والثمر
فضحك سند وقال:
يا أخي الحبيب هذه النبتة الصغيرة تخرج لنا زهورًا في غاية الجمال يتغذى عليها النحل ونشم منها أطيب ريح ونستمتع برؤيتها ، ثم إن هذه الأشجار الكبيرة كانت بذرة صغيرة جدًا لا نكاد نراها ، ولكل كائن أهميته.
وبينما هما يتحدثان وقفت نحلة على إحدى الزهور تمتص الرحيق فقال سند لابن عمه علي :
انظر لهذا المخلوق الضعيف ؛ إنه يؤدي دورًا مهمًا في الحياة ، فهو الذي ينقل حبوب اللقاح بين النباتات لكي تثمر ويمتص الرحيق ويصنع لنا منه العسل.
فضحك علي وهو يمد يده إلى النحلة قائلًا :
ولكنها لا تستطيع الدفاع عن نفسها إذا ما أمسكت بها، ولم تمض ثوان قليله إلا وكان صراخه يملأ الحديقة بل البيت كله ، فقد لسعته النحلة وتورم خده ، وأسرع نحوه كل من في البيت ، يضعون الكمادات الباردة على وجهه بينما هو يردد :
صدقت يا سند ؛ ليست الكائنات بأحجامها ، وما خلق الله شيئا إلا بحكمة.