وردة فنانة اغضبت رؤساء مصر لكنها تغلغلت في وجدان شعبها

تاريخ النشر: 19/05/12 | 12:27

الفنانة وردة الجزائرية صاحبة الصوت المميز التي توفيت الخميس في القاهرة اغضبت ثلاثة رؤساء مصريين الا انها عرفت كيف تتغلغل في وجدان شعب هذا البلد.  ويؤكد الملحن والموسيقار حلمي بكر لوكالة فرانس برس ان وردة “تعرضت خلال اقامتها ورحلتها الفنية في مصر الى الظلم ثلاث مرات بقرار من ثلاثة رؤساء مصريين”.    واوضح ان “اولها كان قيام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بابعادها عن مصر عندما تسربت اليه انباء عن علاقة تربطها بالمشير عبد الحكيم، رغم انها لم ترتبط بعلاقة به”.  واضاف “ثاني المظالم التي وقعت على وردة كانت في عهد الرئيس السادات عندما قامت وردة بالغناء في ليبيا ل(معمر) القذافي في فترة التوتر التي شهدتها العلاقة بين مصر وليبيا. واعتبرها السادات تصرفا غير لائق فمنعها من الغناء قائلا +قرصة ودن لبنتنا حتى ما تكررش ده تاني+ الا انه بعد فترة طلب من وزير الثقافة حينها عبد المنعم الصاوي السماح لوردة بالعودة للغناء”.   وتابع “اما الظلم الاخير الذي وقع عليها فكان في عهد الرئيس محمد حسني مبارك عندما قالت للجنود +الريس بقولكم تصفقوا+ واعتبر هذا القول خروجا عن البرتوكول فتم منعها من الغناء بشكل غير معلن”.

واثنى حلمي بكر على صوت الفنانة قائلا انه “صوت معدني مثقف وقوي وتستطيع اخراج الصوت من ممرات محددة، وهي تشابه في صوتها رغم تميزه، اصوات كبار المطربات مثل اسمهان وليلى مراد”.   واشار بكر الى انه “التقى وردة الجزائرية اثر مشاركتها في اوبريت +الوطن الاكبر+ وقمت بتلحين حوالى 13 اغنية لها”.   واكد ان “اجمل ما في وردة انها لم تكن تقبل الحصول على اجر عن اغانيها الوطنية التي قدمتها وقامت بزيارة الجبهة على قناة السويس مع بليغ حمدي ومعي وقد اسعدها غناء الجنود اغنيتها الوطنية و+انا على الربابة اغني+”.

وكانت وردة فتوكي وهو اسمها الاصلي، بدأت الغناء في نادي والدها الليلي في فرنسا وتدربت على يد الفنان التونسي الراحل الصادق ثريا على اغاني ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب.   وحضرت الى القاهرة بناء على دعوة المخرج والمنتج حلمي رفلة لتقوم بدور المظ في فيلم “المظ وعبده الحمولي”.   وقد اختارها في الخمسينات لخصوصية صوتها لتقديم دور المغنية المظ التي كانت ابرز مغنية عرفتها القصور الملكية المصرية في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.   وقدمت في هذا الفيلم عدة اغان ابرزها “يا نخلتين في العلالي يا بلح” و”وروحي وروحك حبايب من قبل ده العالم والله”.

واكد الاعلامي وجدي الحكيم لوكالة فرانس برس ان وردة كانت تقول انها “سعيدة بانها غنت ونجحت في عصر ام كلثوم لان نجاحها يؤكد على انها مغنية جيدة في عصر ام كلثوم”.   واوضح ان “الفنانة الراحلة كانت تستعد لغناء اغنية مطورة عن اغنيتها الوطنية +وانا على الربابة بغني+ بعنوان +احنا كلنا ولادك يا مصر+ احتفالا بثورة 25 يناير والتي كان من المفروض ان تشدو بها بعد الانتخابات الرئاسية التي ستجري بعد ايام”.

وردة المولودة من اب جزائري وام لبنانية، ولدت العام 1939 بحسب بعض المصادر اي انها توفيت عن 73 عاما في حين تشير مصادر اخرى الى ان عمرها ناهز الثمانين.  حافظت وردة على علاقتها بمصر، البلد الذي شهد شهرتها ومشوارها الفني الحقيقي بدءا بمشاركتها في فيلم “المظ وعبده الحمولي” مرورا بمشاركتها كبار الاصوات العربية المعروفة في حينه غناء اوبريت “وطني الاكبر” لمحمد عبد الوهاب الى جانب عبد الحليم حافظ وصباح ونجاة الصغيرة وشادية وغيرهم. وهذه المشاركة بحسب النقاد الفنيين في صحيفتي “الشروق” و”الوفد” دليل على “التميز الحقيقي لصوت الفنانة الراحلة فهي من اخر اربعة عمالقة في الغناء العربي الى جانب فيروز والفنانة المعتزلة نجاة الصغيرة والفنانة المريضة صباح”.

واعتبر وجدي الحكيم الذي كان احد اقرب اصدقاء الفنان الراحل عبد الحليم حافظ ان وردة “تربت على الفن الراقي (…) وتعاملت مع اهم الشعراء والملحنين في حينه بدءا بمحمد عبد الوهاب ومحمد الموجي ورياض السنباطي وكمال الطويل وفريد الاطرش وسيد مكاوي وصلاح الشرنوبي وغيرهم”. وتابع “اختارت اغانيها من شعر اهم شعراء الغناء المصريين في ذلك الوقت مأمون الشناوي وحسين السيد ومحمد حمزة وعبد الوهاب محمد وعبد الرحمن الابنودي وغيرهم”.

وكانت وردة عادت الى مصر بعد رحيل عبد الناصر وطلاقها من زوجها في الجزائر العام 1972، لتضيف لرصيدها الفني العديد من الاعمال التي اصبحت من الاغنيات التي يتبارى المطربون والمطربات على ادائها ومن بينها “حكايتي مع الزمان” و”بتونس بيك” وغيرهما.  وشاركت في بطولة افلام عدة من بينها فيلم مع رشدي اباظة بعنوان “اميرة العرب” وفيلم ثان مع حسن يوسف “حكايتي مع الزمان” وفيلم “ليه يا دنيا” مع محمود ياسين وصلاح السعدني وفيلم “اه ليه يا زمان” وفيلم “صوت الحب” وغيرها من الافلام التي التقت فيها مع نجوم السينما المصرية في حينه.  وبلغت الذروة بعد لقائها الموسيقار بليغ حمدي وزواجهما اذ ادت مجموعة مهمة من الاغاني من بينها اغنية شاركها بليغ في ادائها هي “روح عد حبات المطر”.

ويحفل رصيد وردة الجزائرية بعدد كبير من الاغاني الذائعة الصيت في العالم العربي.   وعادت الى السينما العام 1994 بفيلم “ليه يا دنيا” وقدمت اول مسلسل لها على التلفزيون العام 1977 بعنوان “اوراق الورد”.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة