تغيير الرحلة
تاريخ النشر: 18/09/14 | 12:09عَلِمَ خالدٌ أنَّ صديقَه عبدَ اللطيف مسافرٌ لقضاءِ إجازةِ عيدِ الأضحى في إحدى الدُّول الأوروبية، فذهبَ إليه حتَّى يودِّعَه.
قالَ خالدٌ لصديقه:
-جئتُ أودِّعك، وأسألُ الله لكَ التوفيقَ والعودةَ بسلام.
قالَ عبدُ اللطيف:
-أشكرُكَ يا صديقي.. وأنا أتمنَّى لكَ إجازةً سعيدةً، ولكنَّك لم تخبِرني أينَ ستقضي أنت إجازةَ العيد؟
قالَ خالدٌ:
-أنا ذاهبٌ هذا العام لقضاءِ فريضةِ الحجِّ، فأنا إلى الآن يا صديقي لم أؤدِّ هذه الفريضة.
قالَ عبد اللطيف:
-ولماذا أنت مستعجلٌ على الحجِّ إلى هذا الحدِّ، أنت ما تزالُ شابا صغيراً، والعمرُ ما يزالُ أمامَك طويلاً .
قالَ خالدٌ:
-من قالَ لكَ ذلكَ يا صديقي؟ إنَّ أحداً منا لا يضمنُ أن يعيشَ إلى ما بعدَ دقائق، أليس كذلكَ؟ وأريدُ أن أؤدي فريضَتي ما دمتُ مستطيعاً ذلك.
سكتَ عبد اللطيف، ولم يقُل شيئاً، ولكنَّ كلامَ صديقِه أحدثَ في نفسِه أثراً كبيراً.
خرجَ من عندِ صديقِه وهو يردِّدُ بينه وبين نفسه:
-حقاً ! من يضمنُ حياتَه إلى ما بعد دقائقَ قليلة؟ ما أعقلَ صديقي، إنَّهُ يدركُ هذهِ الحقيقة، ولذلكَ بادرَ ليؤديَ فريضَة الحجِّ عندما استطاعَ إلى ذلك سبيلا، وتهيَّأت له الوسائلُ والأسبابُ.
ثم راحَ عبدُ اللطيف يراجعُ نفسَه قائلاً:
-أما أنا فعلى الرَّغمِ من استطاعَتي الحج، وامتلاكي المالَ اللازمَ، والصحَّةَ والوسائلَ اللازمة، لم أفكِّر بذلكَ، بل وَسْوَسَت لي نفسي أن أذهبَ للفسحةِ والتَّسلية وإنفاقِ المال فيما لا خير فيه.
وصلَ عبدُ اللطيفِ إلى البيتِ، وقد اتَّخذ في نفسه قراراً. اتَّصل بشركةِ الخطوطِ الجوية، فألغى حجزَه إلى أوروبا، ثم هاتَفَ صديقَه خالدا قائلاً له:
-صديقي العزيز.. قررتُ أن أرافقَك في رحلةِ الحجِّ، هل من الممكنِ أن أجدَ لي مكاناً في الحملة التي ستسافر معها ؟
فرح خالدٌ ، وقالَ لصديقه:
هذا ممكن جداً.. فالوقتُ ما يزال متَّسعاً، سأحجزُ لك معي ونترافقُ إن شاء الله تعالى،ومعنا في الرحلة رجالٌ من أهلِ الفضلِ والعلم، وستُسرُّ بصُحبتهم كثيراً.
فرح عبدُ اللطيف بكلامِ صديقه خالدٍ. وراح يعدُّ نفسَه لرحلة الحجِّ المباركة.