دراسة لديوان” ترانيم العشاق” للشاعر الأستاذ “نيقولا مسعد”

تاريخ النشر: 14/09/14 | 18:10

مقدِّمة:
هذه المجموعة الشِّعريَّة الثامنة التي يصدرُها الشَّاعرُ والأديبُ القدير الأستاذ “نيقولا مسعد” من يافة الناصرة، وأصدرَ قبلها سبع مجموعات شعريَّة، وهي:
ا- أحلام الورود- ( طبعة أولى سنة 1972 و طبعة ثانية عام 1078 ).
2- أحلام الورود-( طبعة اولى سنة 1977 وطبعة ثانية سنة 1978 ).
3- قلعة الياسمين- ( طبعة أولى سنة 1993 وطبعة ثانية 1994 وطبعة ثالثة 2004 ).
4- الشَّوق الكبير- ( طبعة أولى سنة 1995 وطبعة ثانية سنة 1996 ).
5- عبير الورود- ( طبعة أولى سنة 1997 وطبعة ثانية سنة 1998 وطبعة ثالثة سنة 2007 ).
6- إحتراق في عينيكِ- ( طبعة اولى سنة 2007 ).
7- ديوان وهج الحنين- (طبعة أولى سنة 2011 وطبعة ثانية سنى 2012).
8– ديوان” ترانيم العشَّاق”-( طبعة أولى 2014 في مطبعة البلد – الجديدة – وطبعة ثانية 2014 في مطبعة الحكيم الناصرة).

مدخل:
إنَّ هذا الديوان ” ترانيم العشَّاق” الذي بين أيدينا يقعُ في (236 صفحة مع الفهرست)، من الحجم المتوسط، مطبوع طباعة أنيقة وجميلة وتحلي غلاف الديوان على الوجهِ لوحة جميلة ٌ وعلى الوجه الثاني للغلاف من الخلف صورة صغيرة للشَّاعر مع أبياتٍ شعرية من قصيدة في الديوان.
يحوي هذا الديوانُ مجموعة من القصائد الشعريَّةِ في شتى المواضيع: الغزليَّة والوجدانيَّة والإنسانيَّة والإجتماعيَّة واللاهوتيَّة والوصفيَّة.. إلخ. وهذه القصائدُ بعضها على نمطِ شعر التفعيلة والبعضُ على نمطِ الشعر الحديثِ الحرُّ تُترعُهُ موسيقى داخليَّة أخَّاذة…وهنالكَ عدَّة ُ قصائد في نهايةِ الديوان كلاسيكيَّة تقليديَّة ( موزونة ومقفاة ) ولكنها حديثة في أسلوبها وطابعِهَا ونكهتِهَا وبجماليَّتِها ومعانيها العميقةِ وصورها الخلابةِ والسَّاحرةِ.. فلا يشعرُ القارئ بالطابع والنفس التقليدي فيها… فالأستاذ ُ نيقولا مسعد أبو حبيب حتى في قصائدِهِ العموديَّةِ هو مُجَدِّدٌ ومبتكرٌ.
سأركِّزُ في هذه المقالةِ الأضواءَ على بعض القصائد من الديوان مع الدراسةِ والتحليل وأتمنى أن أعطي لهذا الديوان الرائع والقيِّم التحليلَ والتقييمَ الكافي والشَّامل ولهذا الشاعر القدير والمبدع حقَّة وما يستحقُّهُ لأنَّهُ بالرّغمَ مكانتِهِ وقدراتِهِ الشعريَّةِ والأدبيَّةِ الفذة لم يأخذ حقَّه بعد من الإهتمام والدراساتِ ولم يحظ َ بالشهرةِ والإنتشار الكافي عربيًّا وعالميًّا، ولم يكتبْ عنهُ حتى الآن أيُّ ناقدٍ وأديبٍ محلِّي وللأسف، وهو في نظري أوَّلُ شاعر غزليٍّ وغنائي في الداخل… وقد نعتهُ البعضُ بنزار قبَّاني الثاني لعربِ الداخل 1948 – داخل الخط الأخضر.
سأستهلُّ هذه الدراسة بقصيدة” نور وجهكِ”- القصيدة الأولى من الديوان – ( صفحة 7- 9 ) ويقول فيها:

(” يقودني الشَّوقُ// فألقي قبلاتي الحَرَّى// على وجنتيكِ ياحبيبتي//
وتدفعُني تباريحُ الصَّبَابةِ//
فأعانقكِ مثلَ الرَّضيع ِ// لأمِّهِ ليلَ نهارْ//
فيولعُ شوقنا// وتعلو أنغامُ حُبِّنا//
وتزدادُ لمساتنا رقَّة ً وقبلاتُنا عُنفا ً//
فيُبرعمُ الزَّهرُ في تنهُّداتِنا// وتنفثُ الرَّياحينُ عطرَهَا في الرَّوض،
وتشدُو الطيورُ أنغامَ حُبِّنا//
فتبعثُ الكواكبُ نورَها// في الأرض وقت المسَاء،//
أمَّا نورُكِ يا حبيبتي// فيبقى يُؤَجِّجُ نارَ فؤادي// كلَّ الأوقات//.

تحليلُ القصيدة:
هذه القصيدة ُجميلة ٌ ورقيقة ٌوبريئة ٌوصادقة ٌ تعطينا صورة متناغمة ً وكاملة ً للحُبِّ الناضج والمتكامل – الرُّوحي والعقلي والجسدي -فيظهرُ فيها شدَّة ُ الوَلهِ والتلهُّفِ للقاءِ الحبيبِ مع الحبيبةِ والعناق والإنسجام والإتحاد والتفاعل والتناغم وحتى الإنصهار والذوبان بين الطرفين – الشَّاعر العاشق وحبيبتهِ المعشوقة. فشاعرُنا يتحدَّثُ عن حالةٍ مُعَيَّنةٍ وعلى لسان كلِّ متيَّم يقودُهُ الشَّوقُ والحنينُ والتلهُّفُ إلى ظالتِهِ وفتاةِ أحلامِهِ فيلقي قبلاته الحَرَّى الملتهبة على وجنتيها وتدفعهُ التباريحُ بشدَّةٍ فيعانقها وَيُقبِّلُهَا قُبَلَ الرَّضيع المتمسِّك والمتعلِّق بأمِّهِ ليلَ نهار( أي هو بحاجةٍ مَاسَّةٍ إليها ولا يقدرُ على الإبتعادِ والإنفصال عنها لأنها مثلُ الأم (الحبيبة) بالنسبة لهُ، وعند العناق والإتحاد الروحي والفكري والجسدي يتأجَّجُ الشَّوقُ أكثرَ وتعلو أنغامُ الحُبِّ ( التنهدات) ، واللمساتُ تكون رقيقة، وأمَّا القبلُ فتكونُ عنيفة ً لدرجةٍ أنَّ الزهورَ تبرعمُ ( على حدِّ قول الشَّاعر ) من التنهدات.. ( وهنا تشبيهٌ واستعارة ٌ جديدة يستعملها الشاعرُ )، والرياحين تنفثُ عطرَها في الروض والطيورُ تفرحُ وتغرِّدُ وتشدوعلى أنغام هذا الحبِّ ( بين الشاعر ومحبوبته ). والكواكبُ تبعثُ نورَهَا في الأرض وقتَ المساء (وهذه الأشياء ترمز للطهارة والنقاء والسلام والحريَّة )… وهذه الكواكب نورها لوقتٍ محدود… وأمَّا نورُ الحبيبةِ ( حبيبة الشَّاعر) فيبقى يشتعلُ ويُؤَجَّجُ فؤادَهُ كلَّ الأوقات…أي أنَّ حبَّها هو النبراسُ والنورُ لفؤادِهِ وضميرهِ ووجدانهِِ وعقلهِ ويهديه ويرشدُهُ إلى مسالك الحياةِ والوجود. والقصيدة ُ هنا تبدو للوهلةِ الاولى أنها غزليَّة محضة، ولكنها في حقيقتِهَا غير ذلك فيوجدُ في داخِلها أبعادٌ وآفاقٌ وتموُّجاتٌ أخرى ميتافيزيقية وسرياليَّة.. والشاعرُ نيقولا مسعد يقصدُ بالحبيبةِ – حبيبته وفتاته – الحريَّة َ والسَّلام، فهذه الحرِّيّة يشبِّهُهَا بفتاةِ الأحلام ( فتاته وعشيقته) وهو يتوق إليها ويقودُهُ ويقودُه الشوقُ إليها ويقبلها بشغفٍ وجنون ويعانقها مثل الرَّضيع لأمِّهِ ليل نهار( أي هو بحاجةٍ للإهتمام والحبِّ والحنان والدفءِ للحريَّةِ كلَّ الأوقات كالطفل الصغير الرَّضيع الذي بحاجةٍ لأمِّهِ دائما ).
عندما تتحقق الحرّيَّة ُ أي يكون الإتحادُ بين العاشق الشَّاعر والمعشوقة يُبَرعِمُ الزهرُ والرياحينُ تنفثُ عطرَها والأطيار تشدو على أنغام الحبِّ… والكواكبُ تبعثُ نورَهَا وقتَ المساء.. ويكونُ كلُّ شيىءٍ طبيعي ويسري في مدارهِ الصَّحيح… ولكن نورَ الحريَّةِ الحقيقي ( نور الحبيبة) يبقى يتأجَّجُ ويتوهَّجُ في الفؤاد كلَّ الأوقات وليس وقت المساء فقط كالكواكب الليليَّة في الليل والظلام.
وأمَّا قصيدة (” إغفاءة عاشق” – صفحة 10 – 13 ) فهي غزليَّة بحتة يُعطينا فيها صورة ً للحبِّ الجسدي والعقلي.. ويصفُ فيها الشاعرُ بعضَ مفاتن ومحاسن فتاته الجسديَّة… كشهد الشفتين والجسم الغض لفتاتهِ مثل الحرير الناعم الذي يبعثُ الهناء. والشَّعر المنساب خصلا، وأنَّ للمعشوقةِ ( فتاته ) عطرها الياسميني المُمَيَّز والسَّاحر.. وعندما الشَّاعر يتنشَّقهُ فكأنَّهُ يتنشَّقُ ويشمُّ عصارة َ كلِّ ورود الرَّوض فيغفو على كتفيها مستسلمًا بين يديها حتى الصَّباح.
وأمَّا قصيدته: (” أنتِ والحريَّة” – صفحة 7 – 18 ) فيتحدَّثُ الشَّاعرُ فيها عن فتاتِهِ والحُريَّةِ، والقصيدة ُ معانيها واضحة جدًّا وهي قصيرة من ناحيةِ المسافةِ ( شعر البطاقة ) وعريضة ٌ في معانيها… فالشاعرُ يعشقُ الحريَّة َ كما يعشقُ فتاتهُ ويعبدُ اللهُ لأنَّهُ يراهُ في عيني حبيبتهِ بريئة العينين ( صورة للتصوُّف والحبِّ الإلهي).. واللهُ يمنحُهُ الحُريَّة َ طوال أيَّام حياتِهِ ويزيدُ عيني حبيبتهِ براءَة ً وبهاءً وإشراقا.
وفي هذا الديوان عدَّة ُ قصائد قصيرة مكونة من بضع جمل لكنها عريضة ٌ وواسعة في فحواها ومعانيها وأهدافها وَتُسَمَّى شعرالبطاقة، مثل قصائد:” جنون – صفحة 22″ و” حبُّك فصل خامس – صفحة 23 – 24″ و” حبٌّ ومطر – صفحة 25 – 26″ و” دِفؤُكِ – صفحة 27″ و” سؤال – صفحة 28″ و” هواكِ غاليتي – صفحة 30″ و” صيد – صفحة 31 – 32 ) و” شبَّاك – صفحة 32 – 32″ و”” كحلُ عينيك ِ – صفحة 33- 34″ و” مليكة البهاء – صفحة 35- 36″ و” وميض – صفحة 37″.
وهذه القصائد قصيرة ٌ في مساحتِها كما ذكرتُ بَيْدَ انها عريضة وواسعة في معانيها وأهدافها وتطلعاتِها وأبعادِها وَتمَوُّجَاتِهَا الفلسفيَّةِ والإنسانيَّةِ والفكريَّة، وحافلة وزاخرة ٌ بالصور الشعريَّةِ والإستعاراتِ البلاغيَّةِ الحديثة.. وفيها رموزٌ ودلالاتٌ كثيرة قد يستعصي على كلِّ أديب وناقد فهمها وحلِّ شيفرتها وطلاسمِها… وهي كالشَّهد والنبيذ المعتَّق المختوم فعندما تُفتحُ شيفراتها ونحللها ونفهمها وتدخل نكهتُهَا لداخلِنا ونتذوَّقها جيِّدا فطعمُهَا ووقعُهَا وتأثيرها على الروح والنفس والوجدان كتأثير طعم ومذاق النبيذ الذي يسري في الجسم والمفاصل والأعصاب والروح وتتسمو النفسُ والرُوح إلى عالم الخلود.
وما أجملَ قولهُ في قصيدةِ (” كحل عينيك” – صفحة 33 – 34 ):

(” أيهطُلُ المطر فجأة ً// ويتساقط ُ الكحلُ الأسود// من عينيكِ//
يُخالط ُ ترابَ الأرض// يصبحُ سمادًا للمزروعات//
فتنمو وتكثرُ بعدَ طول قطيعة ٍ//
فيبتهجُ الفلاحُ// لأنَّكِ مصدرُ الخير// والخصبِ والنَّمَاءْ//”).

هذه القصيدة ُ تفسَّرُ وَتُحلَّلُ وتفهمُ على عدَّةِ وجوهٍ وأشكال.. ولكنَّ المَغزى والهدفَ الأوَّل منها هو: موضوع التضحية والفداء والتفاني لأجل الغير ولأجل الحريَّة وبعث الطاقة والنشاط والحياة من جديدٍ من خلال التضحيةِ. وشاعرنا نيقولا مسعد ربَّما يكونُ أوَّلَ شاعر يوظفُ هنا كلمةِ” كحل الحبيبة” في هدف ومعنى كهذا.. فهذا الكحل المتساقط من عيون الحبيبة كما وصفهُ نيقولا يخالط ُ ترابَ الأرض ويذوبُ مع المطر ويصبحُ سمادًا للمزروعات فتنمو وتكثرُ بعد طول قطيعة.. أي أنها تكونُ مصدرَ المَحَبَّة والوفاءِ والإخلاص والعمل على الوحدةِ والتعاضد ولمِّ الشَّمل والتوحيد بين الناس والأصدقاء والتي يرمزُ لها الشَّاعرُ هنا بالمزروعات أو الغرس الذي ينمو ويكبرُ بعد طول قطيعة.. أي بعد سنين طويلة من الخلافات والشقاقات والإبتعاد.. وإنَّ الفلاح يبتهجُ.. والفلاح الذي يقصدُهُ الشَّاعرُ هو الإنسان النشيط والكادح الذي يسعى لأجل لقمةِ العيش النظيفةِ لهُ ولأسرتِهِ والذي يريدُ العملَ والعطاءَ والتضحية َ ويحبُّ الحبَّ والبسمة والتفاؤل..أي أنهُ يفرحُ لأنها ( الحبيبة بكحلها الذي تساقط وخالط َ الترابَ واصبحَ سمادًا و أصبحَ… أو أصبحت صاحبة ُ الكحل مصدرا للخير والخصب والعطاء والحبيبة ُ صاحبة الكحل قد تكون: الحريَّة والأم المثاليَّة التي تضحي وتتفانى لأجل أولادِها وتربيتِهم ليصبحوا أجيالَ وَرُوَّادَ الغد والمستقبل بفضل كفاحِها وتضحيتها وتفانيها.
وأمَّا قصيدة (” مليكة البهاء – صفحة 35 – 36″ ) ففيها يعرضُ صورة ً واسعة ً للحبِّ المثالي العظيم وأنَّ الحبَّ العفيفَ في نظر الشاعر هو بتقدير وبتخطيط من الله جلَّت قدرتهُ، فيقولُ في القصيدِة:

(” وأحضنكِ كما يحضنُ القمرُ النجومَ في السَّماء//
وأبعثُ فيكِ الدِّفءَ يا حبيبتي//
وَأدَعُ النورَ يشعُّ في عينيكِ// وأوليكِ الحسنَ والجمالَ،//
وأجعلُكِ مليكة َ البهاء// وأجعلكِ سعيدة ً قريرة ً،
لأنَّ اللهَ قد اختارني// أن أكونَ حبيبَكِ الأوحَدْ//” ).

وأمَّا قصيدته (” معاناة الصَّمت – صفحة 48 – 51″ ) فهي قريبة ٌ إلى السرياليَّةِ يكتنفها الغموضُ والإبهام والضبابيَّة، ويقصدُ الشَّاعرُ بعبارةِ العصفور الموجود خلف جدار الصَّمت والذي يتأرجحُ على خيوطِ هواء لا مرئيَّة بالإنسان المعذب والذي يعاني ويتألَّمُ ويبحثُ عن الحريَّة والسَّلام والعيش الحرِّ الشريفِ الهادئ.
وأمَّا قصيدة: (” الحلم المفزع” – صفحة 52 – 55 ) فيترعُهَا الطابَعَ والجوُّ الإنساني والوطني.. فالشاعرُ أو بالأحرى الإنسان العربي الواعي والحرّ والشريف في هذا الزَّمن الرديء يجتاحُهُ الألم المفزع ( كما يتحدَّث الشَّاعر عن نفسهِ في القصيدة ) ويهدهدُ جسمهُ ضرباتُ طبول الشَّوق وضجيجُ أصواتِ المتسولين الذين باعوا ضمائرَهم وامتطوا خيولَ السباق وعفروا الساحات بترابِ الغرب مزيَّفين التاريخ مستبدلين الخير بالشَّر والنفاق…والمعنى هنا واضحٌ ومفهوم، وهؤلاء الذين هم القادة والمسؤولون وغيرهم وتجار الوطنيَّة والمشعوذون الذين يصعدون على أكتافِ شعبهم والناس الفقراء والبسطاء في هذا الشَّرق.. والمقصود ُهنا أنَّ الشِّرقَ العربي ما زالَ متأخِّرًا ومتخلِّفا يقودُهُ ويسوسهُ الدكتاتوريون والطغاة ُ والغاصبون والدَّجالون الذين ربطوا مصيرَ بلادِهم بالأجانب مقابلَ بقائِهم في الحكم والسيادةِ ومقابل مصالحِهم ومآربهم الماديَّة الضيِّقة. ولكنَّ الشَّاعرَ في نهايةِ القصيدةِ يعطينا صورة ً للتفاؤُل وأنَّ لا بدَّ للأوضاع أن تتغيَّر وتتبدَّل حيثُ يقولُ:
(” ألملِمُ أشلائي المتناثرة بين زوايا بيتي//
فامتطي جدارَ الصَّمتِ لأخرجَ من بقايا الحلم// مهزوزَ الجناح//
وأغمغمُ عينيَّ بثوب السَّعدِ// لتنجلي غيومُ السُّخطِ//
وأتخطَّى لججَ الوهم ِ// لعلَّ أملاً قادِمًا
يُولدُ من أعالي الجبال///” ).

وأمَّا قصيدة (“وتقسُو الأيَّام” – صفحة 56 – 60 ) نجدُ فيها الطابعَ الحكمي والفلسفي والحوار المنطقي بين الشَّاعر ونفسه في صددِ مشاكل وهموم الحياة وتقلبات الدَّهر وتغيُّر وتبدُّل الناس واختفاء المحبَّة والتسامح والروح الأخويَّة والتعاون المشترك بينهم كما كان في السابق فيقول الشَّاعر:

(” فقد أصبحَ الغشُّ يخالطُ كلَّ شيء،//
يُخالِط ُ الهواءَ، التنفسَ، الكلامَ، السَّلام، الضحك، الأكل،
وحتى الحبَّ…// الحبُّ الذي قدَّسَهُ اللهُ//
وكتبت عنهُ كلُّ الدياناتِ السَّماويَّة//” ).
ويتساءَلُ ويقولُ في القصيدةِ:
(” متى تعودُ الأيَّامُ// فتصفو كسابق ِ عهدِها ؟//
متى يعودُ الوفاءُ// يبشِّرُ بالصِّدق ِ// فنسلكَ الدربَ السَّليم//
متى نعودُ لسابق ِ عهدِنا ؟//
منتى تعودُ الحياة ُ إلى طبيعتِها ؟
سؤالٌ تحتارُ لهُ الخليقة ُ كلُّها..//” ).
وأمَّا قصيدتِهِ (” إصنع ِ المعروف”) فمفادُهَا وهدفها الموعظة والإرشاد والهداية لطريق الخير ومساعدة الآخرين، فيقولُ فيها:
(” أما أنتَ أيُّها الخاطىءُ// عُد إلى صوابك//
إصنع الخير والمعروف// ساعد الغير// ساعد المحتاج//
كُنْ نصيرَ الضَّعيف// ولا تكن كالشَّوك بين الورود//” ).
وفي قصيدة (” الخطيئة والحقيقة – صفحة 65 – 67 ) يتحدَّثُ عن ظلم الإنسان لأخيهِ الإنسان وأنَّ الكثير من البشر يعذبون ويقتلون دونما سبب أو ذنب اقترفوهُ منذ الجريمة الأولى التي حدثت على وجهِ الأرض، عندما قتلَ قايين أخاهُ هابيل وبدون ذنب، والقتلُ والانتقام والحقدُ موجودٌ في الإنسان بالوراثةِ من عهد آدم وقابيل وهابيل إلى الآن. يقولُ الشَّاعرُ:

(” أيُّها الحُلمُ الذي يُجسِّدُ وجهَ الحقيقة،//
أيُّها الألمُ الصَّاعدُ// من أعماق ِ الأرض،//
ويا دماءَ هابيلَ// الصَّارخة َ في الأعالي//
وكم من هبيلَ هُدرَت دماؤُهُ بلا خطيئةٍ//
وتبكي عيونُ التماثيل// كأنَّها بريئة ٌ//
من دماءِ هؤلاء الصِّدِّيقين//” ).

وهنالك عدَّة ُ قصائد في الديوان كتبها الشَّاعرُ للمخلص يسوع المسيح الذي أصبحَ رمزًا أبديًّا للمعاناةِ والألم والتضحية والفداءِ.. وفي هذه القصائد يظهرُ عنصرُ الإيمان القويّ عند شاعرنا القدير” نيقولا مسعد”. يقولُ في قصيدة (” صليبكَ يُنيرُ الخطايا” – صفحة 68 –70 ):

(” يزدادُ إصراري ثباتا// وإيماني قوَّة ً// وعيوني نورًا//
لقدرةِ احتمالِكَ الآلام///// يا مخلِّصي يسوع//
يا مَن أنرتَ دروبَ الحقِّ//
أبعدِ الكفار عنَّا إنهم يشوِّهونَ اسمكَ///
يستغلونك في النابر والطرقاتِ// ويبتاعونكَ كلَّ يوم//
” لانَّهُم لا يعلمونَ ما يفعلون”//” ).

إنَّ معنى وفحوى القصيدة واضحٌ جدًّا، يتحدَّثُ الشَّاعرُ عن يسوع الذي صُلِبَ وَعُذبَ لأجل فداءِ وخلاص البشريَّةِ جمعاء… ولكن اليوم هنالك أشخاصٌ يستغلون اسمَ المسيح لأجل مصالحِهم الشخصيَّةِ ويخطئونَ باسمِهِ على المنابر ويحرفون رسالة الإنجيل وحكم ودرر يسوع لأجل مصالحهم ومكاسبهم الماديَّة.
وأمَّا قصيدة (” صلاة مؤمن” – صفحة 71 – 75 ) فهي عبارة ٌعن ترنيمةٍ وتنهيدةٍ خارجةٍ من أعماق الأعماق… خارجة من قلبٍ مؤمن ملتهب.. منطلقة بصدق للرَّبِّ لتناشدَهُ وتطلبُ منهُ العونَ والمساعدة َولتحقيق ونشر السلام والمحبَّةِ على وجهِ الأرض… يقولُ الشَّاعرُ:

(” يا خالقَ السَّماءِ والرض// وأسبَِّحُ اسمَكَ على الدَّوام//
وأعبدُكَ يا مُحِبَّ الأنامْ//
فلا تبخلْ علينا بالسَّلام ِ// يا صانعَ المعجزات//
فشرقنا بحاجةٍ إليهِ// كحاجةٍِ الوليدِ للحياةْ//
وحاجةِ الأحياءِ للميَاهْ//” وَجَعلنا من الماء كلَّ شيىءٍ حيًّا”//
(والجملة الأخيرة استعارها الشَّاعر من للقرآن الكريم )….

وهنالك نظرية علميَّة تقول إنَّ أصلَ الحياة وكلَّ الكائنات من المياه وقد تطورت الكائنات من كائناتٍ بدائية وطحالب ووحيدة الخليَّة وهلامية إلى أسماك وثم زواحف وطيور وحيوانات ومنها الإنسان..
ويتابع الشَّاعرُ كلامَهُ فيقول:

(” فامْنُنْ علينا بسلامِكَ// واجعلنا من الصالحين الأتقياء//
لنسلكَ طريقَ الهُدَى والبرّ//
لتعودَ حياتنا تنعمُ بالخير والإيمان//
اللهمَّ تقبَّلْ دُعائي// يا أرحَمَ الرَّاحمين// يا الله…//” ).

وأمَّا قصيدتهُ (” طوبى لصانعي السَّلام”- صفحة 76 – 78 ) فيتحَدَّثُ فيها عن نفس الموضوع وبرؤيا وبتوَجُّهٍ يختلف بعضَ الشَّيىء، فيقولُ فيها:

(” يخيِّمُ الصَّمتُ هالة ً// من شعاع ِ النور// في هياكلِ القدِّيسين//
وتنطلقُ الصَّلواتُ// من جنباتِ المعابد// تبشِّرُ بعهدٍ جديدْ//
ليزولَ ظلامُ الحقد// من قلوبِ الطغاةِ الذينَ سادَت أفعالهم النكراءُ
عشرات السِّنين،//.. إلخ.
واغتسلت آثامُهم بدماءِ الصِّديقين/ بلا ذنبٍ ولا خطيئةٍ//
أيَّتها الضمائرُ الغروسة ُ// شرًّا ورذيلة ً//
تبدَّلي بفضائل الخير والبرّ والإحسان ِ//
حتى يحلَّ العدلُ فينا في أمان ٍ//
” فطوبى لصانعي السّلام ِ، فإنَّهم أبناءَ اللهِ يُدعَونْ//” ).

وشاعرنا محبٌّ للسلام وهو رجل سلام ومحبَّة وينعكسُ هذا الشيىءُ من خلال كتاباتِهِ وقصائدِهِ ويدعوا من خلالها للحوار المشترك وللتفاهم والتعاون بين جميع الشعوب والامم والديانات حيث يقول: في قصيدة (” شعب واحد” – صفحة 79 ):

(” كلما قُرعَتْ أجراسُ الكنائس ِ// وَسُمِعَتْ أصواتُ الآذان ِ في الجوامع//
أتذكَّرُ أنننا شعبٌ واحدٌ// لربٍّ واحدٍ..//” )

أي أنّ الشُّعوبَ والأمم خلقها اللهُ وإليه مرجعها ومآلها يوم الدينونة وكلها من نفس المصدر ومن نسل آدم فيجب أن تسودَ المحبَّة والسلام بين الجميع.
والسَّعادة الحقيقيَّة عند شاعرنا ليست بالمال أو بالمركز والجاه والعقارات والقصور والأطيان وبامتلاك السيارات الفاخرة، بل بالمحبَّة والإيمان الحقيقي بالخالق وبرضى الله علينا (على عبيدهِ ) وبالتسليم الكلي لهُ ويكونُ الرَّبُّ هو سيدًا وملكا على حياتِنا. حيث يقولُ في قصيدةِ (” مناجاة الفرح” – صفحة 82 – 83 ):

(” أشعرُ بفرح ٍ عظيم ليسَ كفرح المال ولا كفرح الأبناءِ//
بل بفرح حقيقي// يقودني إلى دروبِ البرّ//
يجعلني أعيشُ سعيدًا// ويملأ نفسي إيمانا// وَتقوَى ومحبَّة ً//”).

ويُعالجُ الشَّاعرُ مواضيعَ أخرى في الديوان: وصفيَّة وذاتيَّة وغزليَّة.. ففي قصيدة (” كرم وبيت” – صفحة 88 – 89 ) وهي قصيدة كلاسيكيَّة على وزن المتدارك يتحدَّثُ عن كرم لهُ مليء بالعنبِ والتين والزيتون والرمان وبعد أن كبرَ الشاعرُ أقتلعَتْ أشجارُهُ وبنى فيهِ بيتهُ كالكثير من الكروم التي كانت بجوار هذا الكرم لجيرانِهِ فقلعتْ أشجارها وبنوا البيوت مكانها للسكن. والقصيدة ُ جميلة وإيقاعها حلو وعذب، يقولُ فيها:

(” كرمي أحببتهُ منْ صغري// كرمي أمضيتُ بهِ عمري//
وعشقتث نسائم خضرتِهِ// أحببتُ خصوبةَ َ تربتِهِ//” ).

وأمَّا قصيدتهُ (” أيُّها البحر” – صفحة 92 – 94 ) فيخالها القارئ أنها لشاعر عالمي أجنبي لكونِها عميقة جدًّا في معانيها ورائعة في صورها الشعريَّة وفلسفتها، فيها الحوار الفلسفي بين الشَّاعر والبحر…والجديرُ بالذكر أنَّ موضوعَ وعنصرَ الحوار بين الإنسان الشَّاعر وعناصر الطبيعة كالبحر والجبل والنخل والصحراء والنهر.. إلخ.. موجود عند العرب منذ القدم، منذ العصر الجاهلي.. ومن الشعراء الذين حاوروا عناصرَ الطبيعة مجنون ليلى قيس بن الملوح عندما خاطب جبل التوباد حيث يقول:
(” وأجهشتُ للتوباد حين رأيتهُ وكبَّرَ للرَّحمن حين رآني”).
وأيضا الشاعر الأندلسي الكبير إبن خفاجة له قصيدة مشهورة يخاطب ويحاور فيها الجبل ومطلعها: ( وأرعن طمَّاح الذؤابةِ شامخ ٍ ). وفي نهايةِ هذا الديوان ( ترانيم العشَّاق) عدة ُ قصائد غزليَّة، بعضها على نمط شعر التفعيلة والبعض عمودي كلاسيكي.. ومعظمها يشوبُهَا ويترعُها الطابعُ الغنائي وألأجواء الرومانسيَّة.. وهذه القصائد لا تحتاجُ لملحِّن فهي ملحَّنة ً ومغناء بحدِّ ذاتها ويذكرنا الأستاذ نيقولا بالشَّاعر الغنائي الكبير أحمد رامي – شاعر الشَّباب الذي غنت لهُ أم كلثوم وأروع الأغاني. ويقولُ نيقولا في قصيدةٍ بعنوان: (” بُعدُنا أمْرٌ مُحَالٌ” – صفحة 99 -101 ):

(” يطلعُ الفجرُ علينا وانا منكَ إليَكْ
تشرقُ الشَّمسُ حبيبي وأنا بينَ يدَيكْ
وطيورُ الرَّوض ِ تشدُو بهجة ً من ناضريكْ
وفراشُ الحقل ِ يزهُو عندما أحنو عليكْ
ويقولُ:
(” يا حبيبي لكَ أهفو كلَّ يوم ٍ في اشتياق
وسأبقى طولَ عُمري بينَ جمر ِ الإحتراقْ
أنتَ أحلامي وَحُبِّي والهَوَى عذبُ المذاقْ
ويقول من نفس القصيدة:
(” يا مُنى أحلام ِ عُمري فيكَ كم يصفو الوصالْ
يا سَنا أنوار عيني بُعدُنا أمرٌ مُحَالْ” ).. إلخ.

إنَّ هذه القصيدة في منتهى الجمال والرِّقة والعذوبة والرومانسيَة وتضاهي خرائد َ وروائعَ الشعراء الكبار الغنائيين: إبراهيم ناجي وأحمد رامي والأخطل الصغير ( بشارة الخوري الذين لحَّنَ وغنى من كلماتهم عبد الوهاب وغنت لهم أم كلثوم أجملَ الأغاني مثل: الأطلال.
ولهُ قصيدة في الديوان غزليَّة بحتة صريحة وواضحة جدًّا في معانيها وتوجُّهها ويطلب فيها من فتاتِهِ أن تحتشمَ وتكفَّ عن الإثارة وإظهار وفاتنها الجسديَّة، فيقول:
(” الشَّعرُ شلالٌ على الكتفين ِ// والجسمُ مصقولٌ على الرَّدفين ِ
الوجهُ مثلُ البدر ِ بالخدَّين ِ// الصَّدرُ مرفوعٌ كما التلَّين ِ
يا حلوتي ألهبتِ نارَ حنيني// فكفاكِ إغراءً يشدُّ عيوني
وتباعدي عن شهوتي وجنوني// وتصرَّفي وفقا ً لشرع ِ الدِّين ِ
رُدِّي العباءَة َ سَتّري الفخذين ِ//” ).

وقصيدته (” هكذا العشق” – صفحة 113 – 114 ) على مجزوء الرَّمل جميلة وعذبة، فيها الإشراقُ والتفاؤلُ والجمال وَحُبُّ الحياة…ويريدُ الشَّاعرُ من فتاتهِ أن تشاركهُُ افراحَهُ وليمللآ الدنيا هيامًا وحبًّا وورودا..ونتذكرُ من خلال نكهتها وأريجها روائعَ الشَّاعر التونسي الكبير ( أبي القاسم الشَّابي ) وهي قريبة لأسلوبِ وطابع شعراء مدرسة أبولو التي ينتمي إليها الشَّابي، فيقول نيقولا مسعد:

(” لوِّنِي أيَّامَ عُمري مثلَ ألوان ِ الورودْ
واجعليها تبعثُ العطرَ وتصفو بالعُهودٍ
فتعالي نملأ الدنيا هيامًا وَوُعُودْ
لوَّنيهَا مثلَ نور ِ الشَّمس ِ في الأفق ِ البعيدْ
وامنحيني من هواكِ العذِب آياتِ الخلود” )

وأمَّا قصيدتهُ (” جعلتكِ نجمة ً – صفحة 116 – 120 ) على وزن مجزوء الوافر فيستعملُ فيها عدَّة َ قوافٍ وهي من أجمل قصائد الديوان في باب الغزل، يقول فيها:

( جعلتُكِ نجمة ً في الأرض ِ// يلمعُ نورُها بينَ النساءِ وشرقُ
جعلتكِ واحة ً أطيارُهَا// غناءَة مثلَ الكنار ِ يُزقزقُ//
وصفتُكِ وردة ً جوريَّة ً// فواحة ً بالعطر ِ// يكسوهَا النَّدَى//
وصفتكِ جنَّة ً مُزدانة ً بالدُّرِّ// تأخُذني إلى أفق ِ المَدَى//

ويقول:
(“رسمتكِ لعبة ً سحريَّة ً// في دفتري// أشتاقُها وقتَ الغروبِ//
رسمتكِ ظبية ً// ممشوقة بقوامِهَا// شرِّيدة بينَ الشُّعوبِ//.

نلمسُ ونستشفُّ في البيتين الأخيرين بعدًا وطنيًّا… وهذا اللونُ وهذا الأسلوبُ قريبٌ إلى طابع ولون الشاعر محمود دروييش في فترة ِالستينيَّات من القرن الماضي قبل مغادرته البلاد. وهنالك عدة ُ قصائد لمحمود قريبة لهذه القصيدة في الأسلوبِ والتوَجُّهِ وفي بعض الصورالشعريَّة. وكما أنهما يستعملان عدَّة قوافٍ في نفس القصيدة التي جميع أبياتهاعلى نفسس الوزن.
وفي نهاية القصيدة يبدو الإنسيابُ للموسيقي المتدفق والعذوبة في الألفاظِ والسلاسة والسحر، يقول نيقولا:

(” فأنتِ مَحَط ُّ آمالي وأنتِ أريجُ بستاني
وأنتِ الطّائرُ الشادي على الأغصان ِ ألحاني
وأنتِ مَعِينُ أفكاري وَموهبتي وسلطاني
وأنتِ فراشتي الصُّغرى بثوبِ السَّعدِ تلقاني
وانتِ النورُ في عيني يزيلُ ظلامَ أشجاني
وأنتِ مَحَبَّتي الكبرى بأحشائي وأركاني
وأنتِ ربيعُ أيَّامي وأزماني وأوطاني” ).

بإختصار:
قصيدة ٌ رائعة ٌ وشفافة ٌ عميقة ٌ وملتهبة بالمشاعر ومفهومة ٌ ولا يوجدُ فيها تكلُّفٌ ووكلُّ كلمةٍ وكلُّ عبارةٍ فيها خرجت من تلقاءِ نفسِها بإنسيابٍ وعفويَّةٍ، خرجت من وجدان وضمير شاعر مبدع فذ ٍّ عملاق عاشَ تجربة َ الحبِّ ورماهُ كيوبيدُ بسهامهِ في أول شبابهِ. فهذا الشعرُ الجميلُ والرقيق هو انعكاسٌ لشخصيَّةِ ونفسيَّةِ وعواطفِ هذا الشَّاعر الحسَّاس والرُّومانسي الصادق والإنسان الإنسان المبدع والعظيم… ولم يخطئ الذي أطلقَ عليهِ لقبَ نزار قبَّاني عرب الداخل.
وأخيرًا وليسَ آخرًا نهنئ الشاعرَ القديرَ المبدع الأستاذ نيقولا مسعد على هذا الديوان القيِّم والرائع ونتمنَّى لهُ العمرَ المديدَ والمزيدَ من الإنتاج الكتابي والمزيدَ من الإصداراتِ الشِّعريَّة والأدبيَّة.. مبروك وإلى الأمام.

بقلم: حاتم جوعيه – المغار – الجليل

132

الشاعر نيقولا مسعد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة