هذا الرسول يا محب : الإحسان…..

بقلم :عاشقة الرسول ام محمد

أحبتي في الله ,ومع خلق اخر من أخلاق الحبيب المصطفى نعيش في رحابه ونتعلم منه ونقتدي به ونهتدي بهديه ذاك هو خلق الإحسان . ذلك الخلق الذي افتقر إليه كثير منا وأهمله وغفل عنه رغم ان فيه الخير الكثير والأجر العظيم … كيف لا وقد جاءت البشرى للمحسنين من عند الله جل جلاله يزفها للمحسنين “وبشر المحسنين ” الله…الذي لا يضيع عنده اجر وهو القائل في كتابه “إن الله لا يضيع اجر المحسنين” الله هو المحسن العظيم الذي يجازي الإحسان بإحسان أعظم منه حيث قال “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ” ولعلك تدرك أخي القارئ إن إحسان الله تعالى لا يمكن تصوره ولا يقدر على تخيله بشر ..وكفانا بشرى تلك التي جاءت بمحكم التنزيل من المولى العلي القدير “ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون” وذروة تلك المبشرات للمحسنين ان قال الله تعالى وجل في علاه ” للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة ” أتعلم أخي في الله وأختي في الله ما الزيادة ..فقد اجمع المفسرون ان الزيادة التي يقصد بها الله هي النظر لوجهه الكريم يوم القيامة …

إحسان الرسول صلى الله عليه وسلم , خلق قد كلل كل مواقف حياة الرسول بلا استثناء ذلك ان خلق الإحسان يعني الإتقان الإحسان في العبادة ,الإحسان في معاملة الخلق ,الإحسان في الجهاد ,الإحسان حتى عند الذبح ..

فذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا خلق الإحسان عند إقامة الفرائض فيقول ” لا يتوضأ رجل يحسن وضوءه ويصلي الصلاة الا غفر له بينه وبين الصلاة حتى يصليها ” رواه البخاري .

وقال عليه الصلاة والسلام ” أحسنوا صلاتكم فاني أراكم من خلفي كما أراكم أمامي “رواه احمد .

ومن الإحسان ان تحسن الظن بالله فذاك رسول الله يعلمنا كيفية الإحسان بالله ما رواه عنه جابر قال : ” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بثلاثة أيام يقول : “لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن “..

وان من أعظم الإحسان ما أجمله الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاءه جبريل يسأله ما الإسلام وما الإيمان ثم سأله عن الإحسان قائلا :”فاخبرني عن الإحسان فقال صلى الله عليه وسلم “ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ” وهذا يعني استحضار عظمة الله وقربه ومشاهدته وإطلاعه علينا ظاهرا وباطنا ..

واما عن إحسانه صلى الله عليه وسلم في معاملة الناس فان اللسان ليعجز ان يعبر عن عظيم خلقه كيف كان يعلمنا مكارم الأخلاق من خلال القدوة كيف كان رسول الله يحسن معاملة الصغير والكبير الفقير والغني الذكر والأنثى القريب والبعيد المؤمن والكافر ..كيف كان يعطي كل إنسان حقه عند المعاملة فلا يغفل او يتجاهل احدهم بابي هو وأمي …

نعم فقد احسنت يا رسول الله عندما جاء ذاك الأعرابي الى المسجد وبال فيه فأراد الصحابة ان يزجروه فنهاهم وما ان انتهى الأعرابي من بوله حتى امر الصحابة ان يسكبوا الماء على البول ثم توجه إلى الأعرابي يعلمه بلطف ان هذا المسجد هو بيت الله لا يحسن ان نبول فيه …بابي أنت وأمي يا رسول الله ما بالك لو اطلعت على حالنا اليوم لرأيت العجب من سوء معاملاتنا للخلق وزجرنا لهم بكل فظاظة حتى عند دعوتهم إلى دين الله وها انت تعلمنا كيف ان اللطف واللين هما مفتاح القلوب …

وأحسنت يا رسول الله في معاملة زوجاتك ومراعاتك لهن وخدمتك لأهلك كيف انك كنت تخيط ثوبك وتنظف نعلك وتعين اهلك في أعمال البيت.. أين نحن من أخلاقك يا رسول الله ومن شمائلك …

وأحسنت يا رسول الله, حين كنت تأمر المجاهدين في سبيل الله ان لا يقطعوا شجرا ولا يقتلوا طفلا او شيخا او امرأة او يضروا بزرع , تعلمهم الإحسان بتوجيهاتك العظيمة حتى في قتال العدو فما أعظمك وما أكرم خلقك بابي أنت وأمي يا رسول الله ..

أختي في الله ..اخي في الله ..كما قلت لكم ان خلق الإحسان لا يقتصر على موقف واحد من سيرة رسول الله او حديث واحد انما هي الحياة كلها من طفولته صلى الله عليه وسلم وحتى مماته ولقد شملت مواقفه وأحاديثه كل معاني الإحسان ان كان بإتقان العمل او بحسن الظن بالله او باليقين او بالأخلاق الفاضلة في معاملة الخلق وإحسانه صلى الهم عليه وسلم اتسع ليشمل إحسانه مع الله وإحسانه مع نفسه وإحسانه مع الخلق جميعا ان كان من الناس او من الجن او من الحيوانات او حتى من الجمادات ..

وأخيرا أختي في الله ..اخي في الله ..فهلا تحلينا بهذا الخلق ..هلا أحسنا بجميع مجالات حياتنا ..هلا اتقنا عملنا وعلمنا ومعاملاتنا وعبادتنا وصلتنا مع الله..واستشعرنا معنى الإحسان الشامل ..صدقوني اخوتي اننا ان فعلنا ذلك فان الله سوف يصلح لنا شاننا كله اما عن الاجر فان الله بشرك حين قال ” بلى من احسن وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”…

كتب في محبة الرسول:

هذا الرسول يا محب ..!!

هذا الرسول يا محب : الصدق