تصريح الشيخ رائد صلاح: جدّدت رؤيتي لنُصرة المسجد الأقصى والقدس داخل السجن
تاريخ النشر: 16/12/10 | 7:55
في تصريحات صحفية للشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني – بعد خروجه من سجون الظلم الإسرائيلي قبل أيام على خلفية ملف المغاربة ، أكد الشيخ صلاح أنه سيواصل دربه ودفاعه عن المسجد الأقصى المبارك ، وأنه جدد خلال فترة سجنه رؤيته من أجل نصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك ، كما تحدث الشيخ رائد صلاح عن بعض تفصيلات فترة السجن ومعاناة الاسرى ، وننقل لكم هنا بعض هذه التصريحات عبر الإجابة عن بعض الإسئلة .
س1 : كيف أمضى الشيخ رائد صلاح فترة الأسر داخل السجن ؟
الشيخ رائد صلاح : لا زلت أقول ما قلته بعد أول دقائق خرجت فيها من السجن ، إذا كان هناك جنة في الدنيا ، وإذا كان هناك عبادة في الدنيا أو سعادة في الدنيا فهي تلك الأيام التي قضيتها في سجني ، والحمد لله رب العالمين لقد ذقت ذوقاً حقيقة ما قاله الشيخ “ابن تيمية” ، إذا سجنوني فسجني خلوة مع الله ، هكذا كان سجني ، صياماً وقياماً ودعاءاً وعبادة ، وقراءة وكتابة ، خلال الليل والنهار ، اجتهدت أن استثمر كل ثانية مضت عليّ ولا أبالغ إذا قلت شعوري كأنني قضيت في السجن يوماً واحداً ليس أكثر ، وهذا بفضل الله عليّ .
س2 : كيف كانت معاملة لك داخل السجن ؟
الشيخ رائد صلاح : طبعاً أنا سجنت في قسم يعرف بإسم ” قسم العَزْل ” ، ومعنى قسم العزل أن تعيش لوحدك في غرفة ، أن لا تختلط مع أي سجين آخر ، أن تعيش كل أيام سجنك بنهارها وليلها لوحدك كذلك ، إذا كان هناك خروج الى جولة يومية ، وهي فرصة التنفس للسجين ، أيضا كنت لوحدي ولمدة ساعة ، كنت ممنوعاً من استخدام الهاتف للإتصال بالأهل كما هو عليه الحال مع السجناء المدنيين ، وكان ممنوع عني نظام الزيارات للأهل للذي كان للسجناء الجنائيين ، معظم وقتي منعت عني الصحف العربية التي تصدر في الداخل الفلسطيني ، ولوقت طويل منع عني إدخال كتب ، ولكن مع ذلك أصررت أن أتجاوز كل هذه التضييقات وقام مركز ميزان لحقوق الإنسان مشكوراً ورفعوا قضية ضد إدارة السجون القطرية ، لماذا هذا المنع ، لماذا أمنع من الكتب ؟! لماذا أمنع من الصحف ؟! ، وقد نجحوا قبل خروجي من السجن بشهر تقريباً بإلزام إدارة السجن أن تسمح لي بإدخال كتب ، وهذا تم ، وألزموا وفق هذا القرار إدارة السجن بإدخال صحف ، وبدأتُ بالإجراءات الأولية لإدخال الصحف ، ولكن خرجت من سجني قبل أن تصلني أي صحيفة ، وفي هذا السياق اقول ان النائبة حنين زعبي استطاعت خلال فترة السجن وعند زيارتها لنا في السجن ان تدخل اعداد من صحيفتي ” صوت الحق والحرية ” و”فصل المقال ” ومع ذلك أقول ، مع كل هذا الجو ، كنت ولا زلت أحمد الله تعالى على هذه النعمة التي عشتها في سجني ، كانت نعمة ، كانت منحة ، كانت بركة من الله .
س3 : هل اطلعت على أوضاع السجناء الآخرين في سجن الرملة ؟
الشيخ رائد صلاح : طبعاً ، مع أنني كنت لوحدي في قسم العزل ، وهذا الإجراء المفروض عليّ ، مفروض على كل سجين في قسم العزل ، مع ذلك كنا نتكلم عبر الحيطان ، كما يقال ، عبر الجدران ، ومن خلال الكلام القليل ، لا شك أني اطلعت على واقع السجناء ، كانوا “أمنيين” أم كانوا جنائيين ، أولا أؤكد أنّ معنوياتهم عالية جداً ، ويشعرون بثبات وأمل دائم في حياتهم ، ويقين وهمّة عالية في حياتهم ، ولكن هناك واجب يجب أن نقدمه لهؤلاء الأسرى ، وانا شخصياً على قناعة أننا لن ننجح أن ننتصر لقضية الأسرى إلاّ إذا أحسنّا أن نعرّف هذه القضية ، نحن مطالبون اليوم أن نعرّف هذه القضية لكل الدنيا ، إنهم ليسوا مجرد أسرى حكم عليهم في القضاء ، بل هم أسرى حرب دخلوا السجن لأنهم أسرى بناءً على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، ويجب أن يعاملوا كأسرى حرب مثل أي أسرى حرب في العالم ، بمعنى انه يجب أن يطلق سراحهم فوراً ، بتصوري هذه الإستراتيجية التي يجب أن نتبناها لعلاج قضية 7500 أسير وأسيرة من الفلسطينيين والعرب والمسلمين الذين يعيشون الآن خلف جدران السجون الإسرائيلية على خلفية هذا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي .
س4 : كيف كان الوضع لديك وأنت بعيد عن الأقصى وهي تحت التهويد وخطر مخططات الإحتلال؟
الشيخ رائد صلاح : أنا تابعت بما تيسر من وسائل الإعلام كل الأحداث التي كانت تقع على القدس وعلى المسجد الاقصى ، تقريباً يومياً ، ولا شك أن الإنسان في مثل هذه العزلة يملك الوقت أن يفكر بما كان ، ويفكر بما هو مطلوب ، يفكر بتجديد رؤيته واستراتيجيته لنصرة القدس والمسجد الأقصى ، وهذا ما كان مني ، والحمد لله رب العالمين ، ولذلك نحن على وشك أن نجدد العهد العملي ، ان نجدد التواصل العملي مع القدس والمسجد الاقصى ، مع أهلنا في القدس ، حتى يكون لنا الجهد المشترك المتلاحم لنصرة هذه القضية التي نعتبرها اليوم من أعدل القضايا في كل الدنيا ، ومن أثمن القضايا في كل الدنيا .
س5 : كيف ستكون حياة الشيخ رائد النضالية بعد الأسر ؟
الشيخ رائد صلاح : انا قلتها ولا زلت أؤكدها ، الله أكرمني ودخلت السجن قوياً وخرجت من السجن أقوى ، وهذا ما سينعكس على طريقي النضالي إن شاء الله تعالى .
س6 : هل هددك الإحتلال بأن توقف عملك النضالي وجهودك لنصرة الاقصى ؟
الشيخ رائد صلاح : لم يكن هناك حديث صريح بهذا الإتجاه خلال سجني ، لكن هذا التهديد والمساومة عليه وقع كثيرا جداً ، وانا خارج السجن مرات كثيرة لا تحصى وقعت مثل هذه المساومة ، بين الترغيب تارة ، أو الترهيب مرة أخرى ، وكلها دست عليها بلا تردد وغير نادم ، فإنّ قضية المسجد الاقصى وقضية القدس وقدسية قضية القدس أسمى بكثير من أن تخضع لأي مفاوضات حتى مع أمريكا ، وبدون شك هي مرفوضة مع الإحتلال الإسرائيلي وغير الإحتلال الإسرائيلي ، هي قضيتنا في الماضي والحاضر والمستقبل ، والحكم الوحيد فيها هو وجوب زوال الإحتلال عنها كما زال عنها كل إحتلال في الماضي ، هذه ستبقى هي السنّة في مستقبلها ، وسيزول عنها الإحتلال الإسرائيلي قريبا أن شاء الله تعالى .
س7 : هل هناك قضايا او ملفات أخرى مرفوعة ضدك من قبل المؤسسة الإسرائيلية؟
الشيخ رائد صلاح : حتى الآن هناك قضية أخرى لا زالت مرفوعة ضدي، تحديداً شهر شباط الماضي، كان فيها جلسة أولى في المحكمة لكنه لم يتم فيها تحديد لموعد جلسة ثانية، لكن واضح أنه سيصلني تحديد لموعد جلسة جديدة في القضية الثانية ، وهناك ملف أخر معروف بإسم سطح الحلواني ، كانت فيه جلسات وستكون جلسة اخرى في شباط القادم 2011 م .
س8 : هل تتوقع أن تعاود المؤسسة الإسرائيلية اعتقالك؟
الشيخ رائد صلاح : لا شك أن المؤسسة الاسرائيلية تذهب بهذا الاتجاه خلال الفترة القادمة، واتوقع اعتقالي من جديد.
س9 : هل هناك علاقة بين اعتقالك وبين ما قام ويقوم به الاحتلال من مخططات تهويدية –سرية وعلنية-، في القدس المحتلة، وبالتالي تعمدوا تغييبك عن المشهد لذات الأسباب؟
الشيخ رائد صلاح : بالتأكيد، الاحتلال الإسرائيلي في هذا العام 2010، قام باعتداءاتٍ على القدس الشريف، وعلى المسجد الأقصى المبارك، والمحتل الإسرائيلي قام بالاعتداء على كليهما أكثر من أي اعتداءٍ آخر خلال السنوات الماضية ،
نية الاحتلال الإسرائيلي في قضية المسجد الأقصى على وجه التحديد تتجه لفرض سياسته التخريبية تجاه المسجد، ويكفي أن أقول محذراً ومنبهاً أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ يتحدث على لسان –ما يسمى- بالقيادة السياسية والقيادة الخبيرة لديه أن إنهيار المسجد الأقصى المبارك قد يقع في كل لحظة، والحديث اليوم ليس فقط عن المسجد الأقصى، بل الحديث الآن عن ساحات الأقصى، وقبة الصخرة المشرفة، والمسجد المرواني، وحينما يحذر الاحتلال الإسرائيلي من هذا الخطر فهذا يعني – بين السطور- فداحة الاعتداءات التي قام بها الاحتلال، وكما قلت أنت في سياق سؤالك، بأن هناك للأسف الشديد اعتداءات كبيرة لا نعلمها بعد
س 10 : على الأرض، كيف تنظر للواقع الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على مدينة القدس المحتلة؟
الشيخ رائد صلاح : :المؤسسة الاسرائيلية الإحتلالية تقوم بتنفيذ خطوات خطيرة وخطيرة جداً على واقع القدس الشريف عامة، وفي المسجد الأقصى المبارك بشكلٍ خاص، وهي تستهدف تهويد القدس وتستهدف فرض سيادة اسرائيلية احتلالية كاملة بقوة السلاح على المسجد الاقصى المبارك والأمثلة على هذه الخطوات كثيرة جدا.
مثال ذلك أن المؤسسة الاسرائيلية تصب جهدها في وضع اليد على كل بيتٍ، وعلى كل شبرٍ، وعلى كل حارةٍ وسوقٍ مما يملك أهلنا في القدس الشريف، وتسعى لبناء جدارٍ خانق حول القدس الشريف، وإخراج أكبر عدد ممكن من أهلنا في القدس الشريف إلى خارج السور، وبالتالي قطعهم عن مدينة القدس .
بارك الله فيك شيخ رائد “قمر الداخل ”
مواقف بطولية ثابتة لا تتزحزح قيد أنملة , سلاحه الوحيد الإيمان بالله . ستبقى رائداً شامخا رافعاً رأسك بإذن الله .
قال تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}،
[ التوبة : 51 ]
كان له لقاء خاص مؤثر جدّاً على الجزيرة ضمن برنامج ” بلا حدود” , ولفتت إنتباهي كلمة له جوهرية غابت ربّما عن الكثير ألا وهي أن الخطر الذي يتهدد القدس والأقصى ليس الحفريات أو الإستيطان وإنما الإحتلال نفسه , بزوال الإحتلال يزول الخطر .
وكانت له كلمة أخرى مؤثرة جدّاً عن أوضاع الأسيرات ” النساء ” المأساويّة داخل السجون .
تالله ما الطغيان يهزم دعوة يوما وفي التاريخ بر يميني
ضع في يدي القيد ألهب أضلعي بالسوط,ضع عنقي على السكين
لن تستطيع حصار فكري ساعة أو نزع إيماني ونور يقيني
فالنور في قلبي وقلبي في يدي ربي وربي ناصري ومعيني
سأظل معتصما بحبل عقيدتي و أموت مبتسما ليحيا ديني .