دمعة يتيم …..

تاريخ النشر: 07/05/12 | 7:54

ياه ……..كم قاسية انت ايتها الدنيا , في الأمس القريب كنا نشارك ونرقص  في عرس شخص قريب , واليوم نشارك في مواساة اهل فقيد , صدق من  قال,الدنيا إذا ما حلت أوحلت وإذا ما كست أوكست وإذا أينعت نعت …. نظر الي قلمي نظرة البائس المسكين، مستدرا عطفي و بنظرة طفل صغير يحاول  أن يستجدي عطف أبيه…تقطع قلبي و أنا أنظر اليه، فواسيته ورتبت عليه…. لا عليك….إجلس بجانبي و كن أنت فكري و عقلي. حدثني ماذا أكتب؟ ولمن أكتب؟ وكيف أكتب؟

كنت امشي الهويدا بألم, متباطئا متعمدا , فالصمت يعم ارجاء المكان , سكون  مريب في الجنازة , وما بين اسراع  خطوات حاملي النعش , ارتفع من بينهم صوت بكاء طفل ,ولم يكن أي طفل ,  كان اليتيم الحاضر,يتيم المستقبل , ابن الثامنة ,..يقف مرتعدا، خائفا ،  تائها …وحيدا حزينا،مصدوما، مكلوما،مسروقا حنية الأب.. يصرخ , يتألم ,  , يحاول من حوله , ان يسكتوه بعفوية ,ولكن بكائه اخذ بالازدياد , ويحاول الوصول لنعش والده ببكاء مرير , اقتربت منه , دنوت اليه , حضنته , قلت له

,,,, انظر من حولك , الكل يحب والدك ,جاءوا كبار صغارا ,فقد فقدنا في قريتنا رجلا ولا كل الرجال , كان كبيرا في كل شيئ ,.كان كبيرا بعطائه .. وكان هو الكبير بقدره.. والكبير بحبه.. فاخذ يشهق ويزفر , ويضم كف يده ويحاول ان يكفكف دموعه , كأنه لسان حاله يقول لي ,,,, من يحل مكانه , من يأخذ بالبيت منزلته .أحسّ أنه يحتاجنا ، يريد أن يقوى بنا ، أن نكون قربه ، يريد ان يشتم أنفاسنا ، ان يستأنس بخفقان قلوبنا،أن يرى شمسه من  جبهاتنا ، ان يكون معنا ونكون معه…

بقلم  ربيع ملحم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة