وهم تبدد..

تاريخ النشر: 07/09/14 | 16:33

كان الجو شتاء,, السماء متلبدة بالغيوم,, والدنيا قد اصطبغت بلون قاتم..  لم ألتفت لأي من ذلك, كنت مدفوعة بعاطفة حارة, أمسك ورقتها بيدي حيث صورتها البريئة أصمم أني لا بد اليوم أراها, نبحث عنها كمن يبحث عن إبرة في كوم قش, في مدينة كبيرة نسأل عن(……)
هل بحثتم عمن لا تعرفون في بلدة لا تألفون من لا يعرفون؟؟؟ نحن فعلناها
استمر البحث من العصر حتى ساعات بعد المغرب…اهتدينا للبيت, كنت مشحونة بالكثير الكثير,,,أتخيل كيف سيكون اللقاء الأول.
دخلنا البيت زوجي طفلتي وأنا…أخيرا أنا أمام من يكفلها زوجي ليتمها. منذ دخلت بدأت أبث دفئا في البيت كأني أعرفهم مذ امد طويل شعرت اني لهنا أنتمي وعاهدت أنا سنبقى متواصلين.
كانت الناس تسافر يوم عيدها لنزهتها وكنت أركض وزوجي حيث هي مدفوعة بعاطفة حديث الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه, أخرج من هناك سعيدة سعيدة, هل سمعتم لقد ذقت السعادة يوما, لم ألتفت لا لمتع ولا لمتاع نسافر لا نريد إلا بيتهم وإسعادهم.
أذكر أني يوما أصررت على الذهاب وشراء بدلة عرس لها وزوجي يستغرب هذا الإصرار: نعطيهم المال وهم يفعلون به ما شاءوا . وأنا لا أريد إلا فستان عرس لها, طفلة العشرة أعوام. وعندما وصلت لبيتهم مع فستانها الأبيض قالت لي أمها اليوم أصرت أن تشتري ملابس أرادت ملابس جميلة كما لأولاد صفها فحركني سبحانه لها بما تريد, أسعدني أني كنت يد الله من أجلها.
قطعت سعادتي حينا ليس بالقصير خلال انتفاضة الأقصى خمس سنوات لم نعرف عنهم شيئا. بمجرد أن استقام الحال عدنا للبحث, مرة اخرى للبحث في الكومة عن الإبرة,, لكن الهادي سبحانه هدانا لبيتهم الجديد, يدفعني فضول وخوف لحالهم ما حل بهم بعد هذه السنين.
كنت أعجب لمدى سعادتي بهذه الزيارات, هذه المدينة يرتادها الناس لمشترياتهم وأنا لا آبه لشيء إلا وجهة بيتهم حتى أني أخبرتها يوما : الآن أعلم سر سعادتي عندكم أنا أشعر أني أدخل لا لبيتكم بل للجنة لعله_ وضممت بين أصابعي_ لأنك تزاحمين الحبيب بدخول الجنة.
توطدت علاقتي القلبية بها: سكنتني…
أحدثكم عن قلبي: إنه المغفل بجدارة
كم أحب هذا القلب وورطني فيما يتضح بعد أنه وهم..
كبرت طفلتنا. ,كنت أؤكد دائما عند زواجها لا تنسونا هي ابنتنا
حتى كان اتصال الأم أنها ستتزوج, سألت عن اسم القاعة قالت : حتى تأتيني قبلها
بدأت غفلتي تستيقظ كان في القلب شيء لكن… يحثنا قول الحبيب : “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد,,, وكالقائم,, وكالصائم,,” سرنا إليها نحث الخطى قبل العرس بأسبوع واحد على رغم بعد الشقة ولكن..
دخلت لما يزال عندي هو الجنة لا زلت أحبهم حبا غير حبي لبني البشر,, إنهم يربطونني بالله..
دخلت أمها للمطبخ سمعتها تناديني, استغربت ذلك لكن بروح الدفء الذي أبثه كنت كأني في بيتي. حادثتني بصوت خافت, وهنا كان السر أنها أصرت على قدومي قبل العرس!…
:انت تعلمين يا أم محمد كم أحبكم, وانت بترفعوا الراس, بس شو بدي أقول لحمى بنتي لمّا أعرٍّف على أبو محمد, أنا بدي تيجي الحفلة وبزعل إن ما جيتي بس أبو محمد.. يعني الناس هاذ عم وهاذ خال شو بدنا نقول عنو منين بنعرفو, وحماها زلمة معروف دكتور كبير بديش أحرج بنتي واكسفها وانت أصيلة وبتفهميني…
أي حلم كنت فيه!!!
كيف صحوت,,هل داس قطار على رأسي…
هل ترديت من شاهق البيوت…
هذا الذي سمعته حقا وما شعرت به هو الحق.
إذا بتنا بعد أن يسر الله أمر الأولاد أمرا يستحيا منه عورة تطلب الستر.. أناس لا تعريف لهم
وماذا عني ؟؟ قالت أستطيع أن أقول للناس هذه صاحبتي النسوان مش مهم المهم الرجال أرجوك افهميني.
نعم أفهم وربك أفهم.
لكن بقي سؤال في خلدي: امتحان هو من ربي جل في علاه أم ماذا؟؟ هل أرادنا سبحانه الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإذا حضروا لم يؤبه لهم أم ماذا؟؟
كيف اجتاز الامتحان أذهب للعرس وأترك زوجي خارجا ينتظر لأنه ممنوع من الحضرة القدسية لأن لا تعريف له؟!!
أي أصالة فيّ هذه إذا؟
أم أصمت وأتركها تتزوج,, فلقد انتهى دورنا,, دور أبي محمد كافلها بماله
هل هو دفع بالحسنى أن اخرجوا من حياتنا لا نحتاجكم كل العار تسببوه لنا. كان لسان الحال يقول: هل تريدين أن أقول أن هناك من أعطانا شيئا بعد أن ناسبت علية القوم؟!
مع الكبار لا مكان للصغار مثلي..
أردت أن نكمل مشوار كفالتها اعتبرت زوجي والدها بالكفالة حتى أنا لم نرد مكفولا آخر لأن قلبي يأبى القسمة ولكنه كان مغفلا كالعادة.
وأما أنت يا(…..) فهنيئا لك زواجك الميمون, كم تمنيت رؤيتك في عرسك لكن لا يمكن أن نضايق بضآلتنا جاهكم
مع أني أسأل الطبيب المشهور الذي له اسمه بالمجتمع ألم يعلم أنكم أيتام وأن أمكم تجرعت المر لتخرجوا كما أنتم
أم هل نسيتم ماضيكم المشرف والذي هو جاهكم لو عقلتم.
أعلم أني لم اعط المال ولكن قلبي وشوقي وحبي هو ما ألمني والآن أعصره دما وأقول أني سأركض لا لعرسك بل ليتيم جديد حيث بت أعلم أنه لا يريد إلا المال وهذا ما سينفق أما قلبي المغفل فأرجو له برءا من شوقه لكم, وحتى لا نزعج جاهكم.. ننسحب بصمت.

بقلم: أم محمد

555

‫2 تعليقات

  1. تلك هي سنة الحياة اخية فالحياة تدور في عجلة تبدا قصة ثم تنتهي وتتلوها قصة اخرى وهكذا وما نحن في هذه القصص الا ادوات تحركها يد الله ولكن اعلمي ان القصة لم تنته بعد فهناك احداث اهم وامور اعظم حينها توقنين ان الامور لم تحدث هكذا وانما لحكمة ارادها الله وان الله كما اخفى الحكمة فقد اخفى الاجر العظيم فلم ينته بعد دورك اخية المشوار طويل لن ينتهي بانتهاء الاعمار انما بحلول اليوم الاخر من قصة البشرية ليبدا مشوار جديد من نوع اخر ….

  2. كم هو مؤلم حين يعطي المرء منا كل ما يملك من مشاعر وحنان وارتباط نفسي لشخص يظن انه يبادله نفس الشعور ويتعلق به بنفس التعلق الصافي الذي يخلو من كل امر مادي ليكتشف انه كله وهم بوهم وان ذلك الشخص لم يتعامل معه الا كمصدر سريع وسهل للمال والمال فقط..لكن اختاه رغم صعوبة الامر ورغم تبدد الوهم ورغم جرح الايام ، الا ان الله لم ولن ينسى المشاعر الصادقه والعطاء اللامتناهي الذي قدمته، فالاجر محفوظ عنده فهو من لا يخيب الامال.
    ابداع بالطرح ودقه بالتعابير، رغم صعوبة القصه واحداثها الا ان صياغتها اعجبتني كثيرا..بوركت وبوركت اناملك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة