النشاط البركاني أدى إلى فناء ثلث الحياة البحرية سابقا
تاريخ النشر: 16/11/14 | 18:40نشرت دورية نيتشر جيوساينس خلاصة دراسة قام بها فريق من الباحثين، أكدت بها أن ثلث الحياة البحرية قد اندثرت قبل نحو 100 مليون سنة جراء النشاط البركاني الذي ساد في عدد كبير من البحار والمحيطات في تلك الحقبة التاريخية.
وحسب تلك الدراسة، فإن ثاني أكسيد الكبريت الذي تنفثه البراكين أثناء انفجارها تسبب في انعدام الأوكسجين في مساحات واسعة من المحيطات، مؤدياً لإبادة 27 في المائة من أنواع الحياة البحرية.
ويتخوف العلماء من حدوث ذلك حاليا بسبب انخفاض تركيز الأوكسجين في المحيطات وتدفق مواد كيميائية سامة إلى الموائل الطبيعية للكائنات البحرية، جراء التلوث البيئي وغازات الاحتباس الحراري.
ويعتقد العلماء أن الحياة النباتية في البحار قد ازدهرت بعد حدوث نشاط بركاني خلال العصر الطباشيري، أسفر عن فناء العوالق البحرية وتكاثر هائل للبكتيريا التي استهلكت جانبا كبيرا من الأوكسجين الذائب في المياه، وهذا بدوره أدى إلى القضاء على إعداد كبيرة من تلك الكائنات الحية.
هذه النظرية تطرح فرضية جديدة للدمار الذي لحق بالحياة البحرية، ففي وقت سابق عزا العلماء حدوث تلك الكارثة إلى تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض، لكن النظرية الجديدة خلصت إلى أن غاز ثاني أكسيد الكبريت هو السبب، والذي تراكم في جو الأرض بسبب النشاط البركاني قبل نحو 94.5 مليون سنة خلت.
من جانب آخر فان العلماء في جامعة ليدز البريطانية يعتقدون أن ثوران احد البراكين في غرب الصين قد أسهم في حدوث خلل كبير في مناخ العالم في عصور تاريخية قديمة، إذ قذف نحو نصف مليون كيلومتر مكعب من الحمم البركانية، وقد أظهرت الطبقات الأحفورية أدلة دامغة تؤكد صحة اعتقاد هؤلاء العلماء.
إن مثل تلك الدراسات تلقي الضوء على ما يمكن أن تتعرض له الكرة الأرضية مستقبلا، جراء تجدد النشاط البركاني في بعض أصقاع الأرض، أو جراء زيادة الملوثات الكيميائية التي يلقيها الإنسان في غلاف الأرض، والتي لوثت اليابسة والبحار والمحيطات مما احدث تغيرات جوهرة في مناخ الأرض خصوصا في الفترة الزمنية الممتدة منذ الثورة الصناعية ولغاية الآن.