جلسة خاصة في الكنيست عن جرائم العنف في المجتمع العربي

تاريخ النشر: 04/09/14 | 14:57

قال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام، اليوم الخميس، في الكنيست، إن استفحال الجريمة في المجتمع العربي، هو نتاج مباشر لسياسة غض الطرف من قبل الجهاز الرسمي، الذي على ما يبدو يتقبل مقولة “عربي يقتل عربيا وهذا جيد”، مشير الى أن السلطة التي تغض الطرف عن الجريمة واستفحالها، تضرب بيد من حديد من يريد التعبير عن مواقفه السياسية.
وجاء هذا في كلمة النائب بركة، الذي بادر مع النائب أحمد الطيبي الى طرح موضوع العنف في المجتمع العربي، في جلسة استثنائية للكنيست، في عطلتها الصيفية.
وافتتح بركة كلمته، مقدما التعازي لعائلة المربي يوسف حاج يحيى، التي حضرت الجلسة، وقال، إنه كان على رئيس الكنيست يولي ادلشتاين، قبل أن يغادر الجلسة أن يعزي العائلة، كما أنه كان على وزير التعليم شاي بيرون، أن يكون حاضرا في هذه الجلسة، فقد أعلنت وزارته أن السنة التعليمية افتتحت بشكل منتظم وكامل، ولكن الواقع ليس كذلك، لأن مقتل مدير مدرسة يعني أن لا شيء منتظم، ولا شيء كامل.
وقال بركة، إن ما حصل، هو قتل مدير مدرسة في قلب مدرسته، ولو أن الأمر حصل في مكان آخر ليس عربيا، لما كان رد الفعل سيكون بهذا المستوى المتدني، فقد سمعنا بعض التصريحات، ولكن بعد ذلك، رأينا أنهم يمرون مر الكرام على جريمة كهذه، فهذه ليست في اطار حرب بين عصابات الاجرام، وإنما في اطار المعركة على جهاز التعليم، وعلى القيم التربوية، وعلى طرح أفق أفضل للأجيال الناشئة، وهذه جريمة أبعد من أن تكون محصورة على مستوى الفرد وعائلته، بل هذه جريمة تطال القيم، والتربية والتعليم.
وأشار بركة في كلمته، الى أن المغدور، كان قد قدم شكوى الى الشرطة، وكان من المفترض أن تقوم الشرطة باجراءات، ولهذا فإن عنوان الفشل في هذه الجريمة بالذات، هي الشرطة، وهي تفشل في نواحي أخرى، هذا فشل صارخ للجهاز كله، وليس فقط الشرطي الذي تلقى الشكوى.

وقال بركة في كلمته، إن هناك ظاهرة نسمعها بشكل دائم، وهو أنه حينما يتم القاء القبض على من ارتكب جريمة كهذه أو تلك، فإن إحدى الوسائل لإعفائه من دفع ثمن جريمته، هو أن يُعرض عليه أن يصبح عميلا للمؤسسة الحاكمة، وإذا ما قبل بهذا العرض، فحينها يبدأ غض الطرف عن جرائمه، وهذه ظاهرة قائمة وكثيرون يعرفونها، وقال بركة للوزير، أنت أيضا تعرفها، تعرف أنه حينما يتم القاء القبض على مجرمين، من دون عمود فقري ومرتزقة، ويقبلون بما يُعرض عليهم، نراهم بعد فترة قصيرة، في نفس موقع الجريمة يتجولون بشكل حر، وهذا نهج فاشل للشرطة والجهاز كله.
وتابع بركة قائلا، إنه في مكان آخر، فإن مقتل مدير مدرسة في مدرسته، يقود الى استقالة وزير الشرطة، وحتى وزير التعليم، ولكن عندنا يكتفون بعبارات معسولة.
وقال بركة إن السلاح المستخدم في الجرائم في المجتمع العربي، هو سلاح إسرائيلي، وليس سلاحا من إيران، ولا من تركيا صديقة إسرائيل، فالسلاح سلاح إسرائيلي، ومعروف من أين يخرج، واين يتواجد، ما يعني انه هناك قبول بهذه الحالة، فبدلا من جهاز تطبيق القانون، نرى جهازا لفرض أجواء الجريمة وأهدافها، ودولة تعتبر نفسها دولة سيادية، يفترض أن لا تسمح بسيطرة سلاح في الشارع غير سلاحها، فما الذي يجري بالذات في المجتمع العربي، فهل هذا تعبير عن قبول لمقولة “عربي يقتل عربيا وهذا جيد”.

وقال بركة في كلمته، قبل أيام كنا في اجتماع لجنة المتابعة في مدينة الطيبة، وسمعنا من الأهالي أن هناك مجموعات من الأهالي في إحدى المدن العربية، قررت أن تنظم نفسها في مجموعات حراسة، تتجول في الليل، فما الذي تفعله الشرطة، هل ستطلب منهم التوقف عن الحراسة، وأنها لا تسمح بجهاز لتطبيق القانون وفرض الأمن المجتمعي، غير جهازها، في الوقت الذي لا تفعل فيه شيء.
واضاف بركة، إن الجريمة مستفحلة، وتأخذ أبعادا خطيرة جدا، فقبل سنوات قرر رئيس بلدية في الطيبة الاستقالة من منصبه، بسبب تهديد على حياة ابنه الوحيد، وكما يبدو يعلم أنه لا يوجد من يحميه من الجهاز الرسمي.
وشدد بركة، على أن الاستنتاج الناشئ من كل نواحي السياسة الإسرائيلية الرسمية، بما يشمل شكل التعامل مع الجريمة المستفحلة في المجتمع العربي، هو أن دولة إسرائيل تعادي 20 بالمائة من مواطنيها، إن على مستوى الجريمة، أو الحقوق، وحتى جهاز القضاء.
وقال بركة، في الأسابيع الأخيرة، كانت مظاهرات في المجتمع العربي ضد العدوان على غزة، ورأينا كيف الشرطة نشيطة في تقديم لوائح اتهام بسرعة غير مسبوقة، ضد شبان شاركوا في هذه المظاهرات، حتى من أن دون أن تحقق وتسمع منهم الرواية كاملة، فقط لكونهم أرادوا التعبير عن موقفهم السياسي والانساني، بينما في مكافحة الجريمة فكأن الشرطة غير موجودة.
واضاف بركة، إن على إسرائيل أن تستوعب أن للمواطنين العرب، هوية مختلفة، ونهج حياة مختلفة ومجموعة عادات وقيم تميّزها، واهتمامات مختلفة، وانتماء مختلف، وأنتم لا تريدون الاعتراف بهذا، بل تريدون تتعاملون مع العرب كأعداء، ولهذا نرى الجهاز يتساهل مع الجريمة، ويضرب من حديد كل من يريد التعبير عن موقفه وآرائه.
كما استذكر بركة في كلمته، الحكم الجائر على عضو الكنيست السابق سعيد نفاع، بحسبه عاما (بركة اصدر بيانا منفصلا في وقت سابق) وقال، إن نفاع سافر الى سورية، التي تعتبرها إسرائيل دولة عدو، ولكن بالنسبة لنا هي ليست كذلك، أنا شخصيا لي أقارب عائلة هناك، ولا يمكن أن يكونوا أعدائي، ولا يمكن لسورية أن تكون دولة عدو.
واختتم بركة قائلا، إنه إذا أرادت إسرائيل أن تواصل نهجها، فإن المواطنين العرب سيجدون انفسهم، أما خيار للبحث عن سبل لضمان حياة طبيعية لهم، ولن يقبل العرب بالاستمرار في العيش بهذا الاهمال وهدر الدم، الذي يصل يوميا الى مستويات أخطر وأخطر.

m7mdbrke

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة