يلهو… بألعابهنّ

تاريخ النشر: 27/04/12 | 21:41

أطفأ، قبل أيام، شمعته الخامسة. لكن فرحتها بإبنها الذي يكبر أمام عينيّها، تبدو ناقصة. كيف لا، وهي تلاحظ أنه يميل في شكل فاضح نحو عالم البنات؟ وأكثر ما يقلقها هو تعلّقه بألعابهن، وخصوصاً الدمى وكل ما يختص بها من إكسسوارات وملابس. فأين يكمن الحل، لاسيما أن كل تصرف مبالغ فيه، قد يولّد لدى إبنها ردة فعل عكسيّة؟

في كثير من الأحيان، تعبّر الألعاب التي يتعلّق بها الصغار عن شخصياتهم الجنسيّة. وفيما يعتبر عدد من مدارس علم النفس، أن تحديد الهوية الجنسيّة قد يعود إلى أسباب فطرية، تشير أخرى إلى الأسباب المكتسبة التي تؤدي دوراً رئيساً في هذا المجال، لا سيما أن السلوك الجنسي يتبلور في سنّ مبكرة.

وهنا، يشير علماء النفس الى أنه، وفق فرويد، فإن تكوين الهوية الجنسيّة التي يعرّف عنها بالمرحلة الأوديبيّة، يحصل ما بين الثالثة والسادسة، ويرتبط مباشرة بتربية الأهل لأبنائهم. لذا، هناك مجموعة من الخطوات التي يمكن أن تلجأ إليها الأم في حال بدأت تطرح أسئلة مقلقة حيال تعلّق ابنها بألعاب البنات:

– إعلمي أولاً، أن المسألة قد تبدو طبيعيّة في حال إقترب ابنك أحياناً من ألعاب الفتيات. فنحن قد نفعل ذلك في مرحلة متقدمة، ولو من باب الفضول. لكن القلق يبدأ حين يلهو مدة أطول بألعابهن، ويميل إلى فتح خزانتك، وإرتداء ملابسك والإقتراب من علبة ماكياجك، مبتعداً من أصدقائه الصبيان ومفضلاً قضاء الوقت مع الفتيات.

– كل تصرّف مبالغ فيه من جانبك، قد يولّد لدى ابنك ردة فعل عكسيّة. لذا، حين تجدينه يلهو بألعابهن، اقتربي منه بهدوء، وإشرحي له أن هذه اللعب مخصّصة لأخته وليست له، وحاولي استبدالها بألعاب أخرى يصبّ عليها تركيزه، كالـPuzzle أو السيارات الصغيرة والشاحنات مثلاً.

– أبعديه، قدر المستطاع عن الجلسات النسائيّة، وأجواء شقيقاته، والمجموعات التي تتألف من الفتيات. إجعلي النشاطات الخارجيّة شغله الشاغل، ودعيه، مثلاً، يقضي وقتاً طويلاً في الحديقة.

– إمنعيه من اليوم عن النوم قربك، أو الى جانب والده، وخصّصي له سريراً مستقلاً.

– العلاج ينطلق دائماً من فهم الأسباب. لذا، راجعي حساباتك في محاولة لمعرفة الأسباب التي جعلت إبنك يميل أكثر نحو عالم الفتيات: هل كنت ترغبين بفتاة فأُسقِطت رغبتك على تربيتك لابنك؟، أم أن الوقت الذي يقضيه مع شقيقاته قد يكون السبب؟، أم مرد ذلك الى علاقتك بوالده؟

– وجود الأب في حياة الصبي ضروري جداً، ليكون له المثال الذي ينقل هويته الجنسيّة إلى ولده. إدفعي زوجك وابنك إلى قضاء وقت أطول مع بعضهما البعض.

– في حال فقدان الوالد أو غيابه، حاولي تعزيز صورته عبر التحدث عنه دائماً، ليبقى حاضراً، على الأقل، في ذهن ابنك. كذلك، يمكن اللجوء إلى العم أو الخال أو الجد، كي يجد الصبي شخصية ذكوريّة يتماهى معها.

– إستشارة الإختصاصي قد تساعد حكماً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة