قراءة سريعة وموجزة لقصيدتي الشاعرين إدريس وسامح
تاريخ النشر: 27/04/12 | 5:01
سأحاولُ في هذه المقالة الموجزة والسريعة تناول قصيدتين للشاعرين الدكتور سامي إدريس وسامح يوسف خاسكية، منطلقا من فهمي للشعر ومن كون القصيدتين تشكلان نموذجا للشعر المجيد الذي يمتاز بكثافة الأختزال وغنى الإيحاءات، الدلالات والإحالات. وقد نُشِرَتا في موقع " بُقْجَة " قبل أيام .
وآمل أن أنجح في هذه العجالة الموجزة والسريعة الكشف عن المشترك والمتخيل بينهما وعن الإيحاءات والرموز التي يمكن أن نسْتشِفها من قراءة سريعة ومقارنة، وبالتالي الإشارة إلى الجميل في القصيدتين المذكورتين.
قرأتُ القصيدتين أكثر من مرَّةٍ ، قراءة متامِّلة وناقدة.
لاحظتُ أن المشترك في القصيدتين هو المضمون النصي والأسلوب الشعري وفضاءاتهما: الإنطلاق من الخاص إلى العام وأن الشاعرين، يختلف الواحد عن الآخر في السياقات:الرموز. وهذا المشترك والاختلاف هو من جماليات الشعر والأجناس الأدبية المختلفة. فالشعراء، خاصة أبناء البيئة ذاتها، هم إخوة ووليد انفعالات تلك البيئة وذاك الزمن والموروث الثقافي.
فالدكتور سامي إدريس ينطلق من جَدّي.
والجدُّ هو الإنتماء والموروث وهو الجذر الإنساني وهو في آخر المطاف الحق الشرعي والوطن وهو الجميل بمفهوم الجمال الواسع.
والجدُّ في تلك القصيدة ليس مجرد الجدِّ الخاص وينظر إليه بعيدا عن واقعه، بل بارتباطٍ واضحٍ وجميل بالبيت القديم ذي الباب الذي ينعش في ذاكرته ذكرى المعشوقة الحقيقية والمتخيلة، فيسأله عما لامس يدها، أي عايشها وعرفها. واليد هي مصدر الحياة والدفء والكرم المانح ووسيلة التواصل مع الذات الأخرى. وقد رأت فيها الشعوب القديمة شيئا مُقدَّسا ومُحرَّما على أن تُقدَّمَ لمصافحة من هو ليس منها. وذاك البيت، الذي هو أكثر من مجرد بيت خاص، هو ذو أحجار كريمة وتطلع في باحته الخلفية شجرة نخيل، وهي رمز لخضرة الحياة وللهامة العالية. وهي من الأشجار المقدسة كالأعناب والتين والزيتون. والمعشوقة هنا يجوز إحالتها على العام أو الخاص، فقد تكون المعشوقة إنسانة حقا من لحم ودم وقد تكون الوطن بكلِّ جمالياته ودفئه ومآسيه .
وينطاق الشاعر سامح يوسف من الأب، فالمنطلق عند الشاعرين واحد، فالجد والأب هم شيءٌ واحد وشيءٌ مختلف في الوقت نفسه. والشخصان، أي الرمزان هما الإنتماء والزمن في تدافعه وتبدل أدواره وهما الخاص والعام. ويختلف الشاعران في تناول السياقات. فإدريس يربط السياقات بالبيت وما فيه من باب وحجارة كريمة ونخل عالٍ وقدرة على مواجهة فعل الزمن، أي فعل ناسه. أما سامح فيرى معالم أبيه في التجاعيد العميقة الطويلة عرضا وطولا والحفر العميقة الأشبه بالبراكين. وقد تسببت هذه التجاعيد والحفر عمّا فعلته الحياة، الأولاد، لكن أكثر ما أثر عليه هو ما حدث لهذا الوطن، نكبته، الذي رأيتُ في الجدِّ والأبِ رمزه، فكلاهما الوطن.
كلمة أخيرة .
ما يعجبني كثيرا في شعر الشاعرين هو الربط الذكي والواضح بين انفعالاتهما العامة والخاصة وتقديم ذلك بأسلوب جميل يترك القارىء النبه مصدوما، مُتأمِّلاً ومفكرا باندهاش ..
مقالة جوهرية المعاني..تحليل موضوعي لقصائد الاخوة الدكتور سامي ادريس والزميل المحامي الشاعر سامح خاسكية…هذا التحليل يضيف لنا بهجة وفخرا على قناعاتنا..
تحية اجلال وتقدير للاخوة الشعراء..
شكرا جزيلا لك ابا مالك..بوركت وجزاك الله كل الخير والسعادة على عطائك المتواصل..
بارك الله فيك يا أبا مالك لقد كتبت وأبدعت فأذهلت في استحضار الشعر وأبعاده وأغواره السحيقة .إن تحليلك المتأني يثلج الصدر ويملأ النفس حبوراً وحباً. فسرْ على بركة الله لما فيه فائدة القراء.
شكرا اهتمامك ..ابو مالك..يعطيك الصحة والعافية..تحياتي سامح يوسف
[…] التي كتبها الشاعر سامح يوسف تعقيبا على ما كتبت عن الشاعرين المجيدين، إدريس وخاسكية، فذكرت على هامش ما كتبتُ أنَّهما من المثلث، فلاحظ […]
شكرا للتوضيح ابو مالك..سامح يوسف خاسكية..لا اذكر اسم العائلة بكتاباتي