عاقبة المكر والحسد
تاريخ النشر: 15/11/14 | 0:18كانَ طلالٌ ينظرُ كُلَّ يومٍ إلى صديقِهِ بسَّامٍ وهوَ يأتي إلى المَدْرسةِ على درَّاجته ِمِنْ أطرافِ القريةِ فيشْعرُ بالغيظِ والحسدِ لأنَّهُ لا يملكُ درَّاجةً مثلهُ ويأتي يومياً إلى المدرسةِ على قدميهِ ..
رآهُ يوماً وهوَ يركبُ دراجَتَهُ قادماً مِنْ منزلِهِ وهو يقودُهَا فرحاً بها براحةٍ واطمئنَانٍ فقالً في نفْسِهِ :
– لنْ أسمحَ لهُ بأنْ يُغيظَني أكثَرَ مِنْ ذَلك ..
وبينمَا كانَ طلابُ المدرسَةِ يدخُلُونَ فُصولَهُمْ ومعهُمْ بسّامٌ تخلّفَ طلالٌ واختبأَ في ركنٍ قريبٍ منَ المدرسَةِ، وقدْ أضمَرَ في نفسِهِ الشَّرّ ..
وبعدَ قليلٍ اطمأنّ طلالٌ إلى أنّ جميعَ الطّلابِ قدْ دخلوا الفُصولَ، ولم يبقَ منهُمْ أحدٌ في الخارجِ سواهُ .. فأسرعَ إلى درّاجةٍ بسّامٍ وقطعَ أسلاكَ الفراملِ ليوقعَ بساماً ويُلحِقَ بهِ الأذى ..
وعندَمَا خرجَ الطّلابُ منَ المدرسة في ذلكَ اليومِ توجّهَ بسّامٌ إلى دراجتهِ على عادتهِ ليركبَهَا، وطلالٌ بالقربِ منهُ يراقبُهُ ..
وقبلَ أنْ يقودَ بسّامٌ درّاجتهِ سمعَ صديقاً لهُ يناديهِ مِنْ نافِذةِ سيّارةٍ ويقولُ لهُ : بسّام.. نحنُ ذاهبُونَ لزيارةِ صديقِنَا المريضِ عُثمان .. فمَا رأيُكَ أنْ تذهبَ معَنَا ؟
فرحَ بسَّامٌ بذلكَ وتركَ درَّاجتهُ مكانَها وركبَ السيَّارةَ مع أصدقائِهِ، بينَما ازدَادَ طلالٌ غيظاً وحسداً ..
نظرَ إلى الدَّراجةِ وجعلَ يفكِّرُ ماذَا يفعلُ ؟
أقبلَ نحوَها وقد امتلأَ غيظاً من صديقهِ بسَّام .. وإذَا بهِ يسمعُ صراخ أخيهِ الصغيرِ الذي تسلَّق شجرةً عاليةً فانزلقَ وتعلقَ بغصنٍ منْ أغصانِهَا وجعلَ يصرخُ ويطلبُ النَّجدة قبلَ أنْ يسقطَ على الأرضِ ..
نسيَ طلالٌ أنَّه قطعَ أسلاك الفرامل في الدّراجةِ فركبَهَا بسرعةٍ وسارَ نحوَ أخيهِ، وعندمَا حاول التوقفَ بالقربِ منَ الشجرةِ لم يستطعْ ذلكَ ، فاصطدمَ بها وسقطَ أخوهُ الصغيرُ فوقَهُ ، فأصيبَ طلالٌ بكسورٍ ونجا أخوهُ ..
وعندمَا علمَ بسَّامٌ بما فعلَ طلالٌ حزنَ لذلكَ، وزارهُ في المستشفى وقالَ لهُ : سامحَكَ اللهُ يا طلال .. إنَّكَ تعلمُ أنَّ منزلي بعيدٌ عن المدرسةِ، ولا أستطيعُ القدومَ إليه مشياً على الأقدامِ مثلَك .. وها أنتَ قد أتلفتَ درَّاجتي، وآذيتَ نفسك .. فهلْ أنتَ مسرورٌ بهذا العمل ؟!
قال طلالٌ وهُو يبكي: سامحنِي يَا صَدِيقِي .. فلنْ أعودَ إلى ذلكَ مرةً أُخْرى .. فقدْ تعلمتُ درساً لنْ أنسَاهُ ..