لو كان عندنا زعيم مثل نتنياهو
تاريخ النشر: 20/08/14 | 14:03
لا تستغرب كثيراً من العنوان، ولا تستغرب لتوقيت الطرح، فكثير من الناس في ساعة الأزمة تأتيهم الأفكار الطائشة، ولنفترض أن هذه واحدة منها !
لا تنظروا للحظة بعين الإنسانية والإسلام والعروبة، فبها كلنا نعرف حقيقة نتنياهو وشخصيته المبنية على الإجرام الدموي، ولكن لنفترض جدلاً وأقول جدلاً أن لدينا زعيماً عربياً واحداً يقوم بمثل ما يقوم به نتنياهو خدمة (لإسرائيل)، كيف سيكون حالنا عندها؟
عاطفياً.. اشتُم اسرائيل كما تحب، وألعَن نتنياهو كما تشاء، ولكن بنظرة عقلانية، هذا شخص آمن بفكرة، وعمل لها على مدار كل لحظة من حياته، قاتل في سبيلها، وبنى مراكز الأبحاث الاستراتيجية لأجلها، وقاد تيارات سياسية لأجلها، وصرخ في وجه أوباما لأجلها، ويعمل على مدار 24 ساعة يومياً لعدم زوال اسرائيل من الخارطة، ولعدم زعزعة أمنها، فهو يوطد العلاقات الدولية لتحقيق هدفه، ويخوض الحرب بهدفه، ولا ينام حرصاً على ما آمن به من فكرة ديمومة الدولة العبرية على أرض فلسطين المغتصبة.
السؤال المحوري لا بد أن يكون: هل لدينا في عالمنا العربي والإسلامي من يعمل ساعة واحدة يومياً لخدمة أمته ودينه وفكره، والحفاظ على مقدرات الشعب، والحرص على رفاهية الشعب كما يفعل نتنياهو ؟
هل لدينا زعيم عربي لديه خيار الحرب والسلم، أم أننا أمام الخيار الاستراتيجي اليتيم والوحيد بالسلام مع إسرائيل التي تحتل قبلة الإسلام الأولى ومسرى النبي ومعراجه؟
للمتدينين أقول: القدس قبلتكم ولا تشد الرحال إلا إليها، وللقوميين والشعوبيين أقول: فلسطين جزء من الحقيقة الجغرافية العربية طابعاً وهوية، ولمن لا يعرف الشرق والغرب أقول، لو كان لدينا زعيم واحد مثل نتنياهو لما احتلت القدس ولما استبيحت الديار والعباد، ولكن مشكلتنا أن زعاماتهم الصهيونية تعمل لفكرتهم ولدولتهم، بكل تجرد وقوة، وزعاماتنا – بحمد الله – تعمل لنفس الدولة ولفكرتها، بصمتها حينا،ً وباتفاقياتها حيناً، وبتآمرها في أحيان كثيرة..
هنا، ألا يحق لنا أن نسأل أنفسنا – ولو بالخيال – كيف سيكون واقعنا لو كان عندنا عشر زعماء يعملون بهمّة المجرم نتنياهو، ولا يكترثون لسمعتهم ومكانتهم ومصالحهم في سبيل أمتهم أو قوميتهم أو رفاهية شعوبهم؟!!
د. نزار نبيل أبو منشار الحرباوي
