بسبب الامراض الوراثية بالمجتمع نحتاج لتبرع بالأعضاء
تاريخ النشر: 19/08/14 | 8:34تزداد في السنوات الاخيرة العمليات الجراحة وزراعة الاعضاء البشرية، وذلك كجزء وكامتداد لتطور العلم وتطور الطب بهدف انقاذ حياة المرضى، وقد توصل الطب ومنذ زمن بعيد الى امكانية زراعة اعضاء بشرية يتم استئصالها من انسان متوفي، ليتم زراعتها بجسم انسان مريض ليتم بذلك انقاذ حياته، الا ان مسألة التبرع بالأعضاء البشرية لا يضعها الجمهور عامة في سلم اولوياته علما ان الاف الاشخاص خاصة في المجتمع العربي يحتاجون لأعضاء بشرية الا ان نسبة المتبرعين العرب هي نسبة منخفضة جدا. الدكتورة رنين شحادة مشعور طبيبة عيون، اخصائية زراعة قرنيات في المركز الطبي بني تسيون – روتشيلد في حيفا تقوم بإجراء عشرات العمليات سنويا لإنقاذ عيون المرضى، ولولا تبرع عائلات الاشخاص المتوفين لما تمكن المرضى المحتاجين لزراعة قرنيات في عيونهم من استعادة بصرهم، كل ذلك بتركيز ودعم ومتابعة المركز الوطني لزراعة الاعضاء البشرية “بطاقة أدي” التابع لوزارة الصحة.
الدكتور رنين شحادة مشعور، اذا القرنية هي ليست عضوا؟
تماما، القرنية هي انسجة وليست عضوا بالتعريف الطبي ، ولهذا من ناحبة القرنيات ليست لدينا مشكلة الفورية بعد تحديد موت جذع الدماغ كما هو الامر بالنسبة للاعضاء الحيوية الاخرى، فنحن نستطيع ان نحصل على القرنية بعد 8-12 ساعة، هذا الوضع يتيح وقت اطول عند العائلة لكي تقرر ما اذا كانت ستتبرع بالقرنية وهي ليست مجبرة ان تخوض بقضية موت الدماغ، ففي حالتنا يمكن التبرع بعد وقت طويل من الوفاة.
هل هنالك بديل علمي تكنولوجي للزراعة عن طريق متبرعين؟
لا بديل حتى اليوم! بالتالي نحن بحاجة الى القرنيتين من المتوفي. هذا لا يقول ان العلم لا يتطور، فهنالك جهود لتطوير قرنيات في المختبر انطلاقا من خلايا نشئية، وهنالك ايضا القرنيات الاصطناعية، ولكن الاخيرة محدودة من حيث الفائدة طويلة الامد ولا تحل مكان التبرع، فهي تشكل اقل من 1 % من العمليات واشكالاتها كبيرة منها التلوث وعدم امكانية تثبيتها في بعض الاحيان.
اذا لماذا تزرع؟
بالعادة تستعمل للاشخاص الذين يعانون من فقدان البصر ولم تنجح معهم عمليات الزراعة من متوفين لرفض اجسامهم للقرنيات.
ما هي نسبة المتبرعين العرب مقارنة مع اليهود؟
التبرع في المجتمع اليهودي اكبر بكثير منه في المجتمع العربي. وهذه فرصة لدعوة الجميع التوقيع على بطاقة التبرع “بطاقة أدي”
ما هي المصادر التي تزود اخصائيي الزراعة بالقرنيات؟
هنالك امكانيتان: المستشفيات، حيث ان كل مستشفى في اسرائيل يحصل على متبرعين متوفين وقعوا على “بطاقة أدي” او ان عائلتهم قررت التبرع باعضائهم والاحتمال الثاني هو القرنيات التي تستأصل في معهد الطب الجنائي في ابو كبير كل ذلك طبعا بحسب قوائم الانتظار في المستشفيات.
هل تحدثينا عن الامراض التي تؤدي الى تلف القرنيات وبالتالي الحاجة الى زراعة؟
في الوسط العربي هنالك مرض شائع هو القرنية المخروطية او “كيراتوكونس” وهو يبدأ في سن مبكرة من جيل المراهقة تقريبا ويتطور الى ان يضطر الشخص الى زراعة قرنية في العشرين او الثلاثين وحتى الاربعين من العمر، هذا المرض يميز الوسط العربي اكثر من الوسط اليهودي.
هل هنالك امراض اخرى خاصة في المجتمع العربي؟
بما يخص القرنيات هنالك امراض اسبابها وراثية تتعلق بزواج الاقارب مثلا مجموعة امراض فيها ترسب يسبب غباشا في القرنية هي نادرة عند المجتمع اليهودي في الوسط العربي شائعة اكثر وقد يكون لها عامل وراثة.
ما هي نسب نجاح عمليات الزراعة؟
يتعلق الامر بالمريض، فان نجاح العملية يتعلق باسباب تطور المرض وهذا الامر هام جدا، نسبة النجاح مثلا في الزراعة لعلاج مرض “كيراتوكونس” عالية جدا، تصل بعد العملية فورا الى 95% ، ثم للمدى الاطول فان نجاح الزراعة يصل الى 85% ، طبعا عامل اخر هو التكرار اي اذا كانت زراعات متعددة فانه نسبة النجاح تقل.
ما هي مدة العملية وماذا عن التطور التكنولوجي في مراحلها؟
ان عملية زراعة القرنية هي بالمعدل من ساعة الى ساعة ونصف، في السنوات الـ 10 الاخيرة هنالك ثورة كبيرة في المجال، مثلا في الماضي كانت عملية واحدة للزراعة تتعلق بالمشكلة التي يعاني منها المريض اليوم هنالك عمليات تتعلق بالطبقة المصابة وبالتالي نقرر اي طبقة تحتاج الى العلاج وهذا شديد الاهمية.
كم شخصا على لائحة الانتظار اليوم؟
في مستشفى بني تسيون- روتشيلد هنالك اقل بقليل من 60 شخصا وفي لائحة الانتظار في المركز القطري للزراعة هنالك اقل من 800 بحاجة الى زراعة قرنيات.