اجباري سترة واقية في الاعراس

تاريخ النشر: 14/04/12 | 1:20

كما امرتنا عاداتنا وتقاليدنا, ان يتساند ويتكاتف الاقارب والجيران في  التحضيرات للعرس منذ بداية طقوسه ومراسيمه من ,تقديم الواجب ,فتراهم  كخلية نحلكل له دوره , حتى لفرز النقوط وكتابة الأسماء عين شخص ثابت ,من ميزاته انه صاحب خبرة عريضة ,قد عد نقوط جميع اعراس العائلة ,فهو صاحب  اكبر شأن في العرس ,حتى دوره في الفرح اهم من حضور العريس نفسه,فهو يراقب  من بعيد المدعوين ومن على المنصة ,واحيانا منهم من يقف وراء العريس متخفيا بانه ضابط الايقاع وكل ذالك لاصطياد مكاتيب باسماء مجهولة ……واكتشف لاحقا بان هناك دور لا يقل عن الدور السابق ,فهذا الدور يجب ان يلعب وراء الكواليس , فهو لا يقبل أي رشوة من ان تسقيه مياة باردة او تعزم عليه سيجارة ,فهو صاحب اكبر كشره وعلى الاغلب يمتلك شاربا يقف عليه نسر ,فكيف لا وهو المسوؤل عن ترتيبات العرس مثل , نصب “شادر او الجدار الفاصل” فيقضي فترتي الصباح والمساء وهو يتمركز في منقطة بعد معينة ومنبها للمساعدين والمستشارين ,” ارفع الشادر ونزل شوي الشادر ,ارفع شوي بس!! “….,فقد وكلت اليه مهمة كبيره وهي تسكير الفضاء الخارجي والهواء الداخلي لفصل الزلام عن النسوان مما ترى كل النساء المشاركات في الحفل يمسكن بمراوح ورقة وبهوين ,فذالك دليل على نجاح العزل الهوائي وهو من يختار اللحظة الحاسمة لإدخال العريس لوالدته وخواته منتزعا اياه من وسط رفاقه واصدقائه. ,وطبعا هناك وظائف عدة في العرس العربي فهناك كبير القوم والذي يطلق عليه اسم المجير جينرال بالعادة يكون الأمر الناهي , فقميصه قد اخرج طرفه خارج البنطال من كثرة الحركة, عرقه تصبب كشلالات نياجرا ,فلذالك ربط بشكير على قميصه , وقام بفتح ازرارقميصه للتهوئه فبانت غابات الامازون في صدره .فهو لديه قوائم أسماءاقارب العريس من جيل 6 سنوات حتى 40 سنة .وهو من  يعطي كل من الوظائف ” احمد “تنظيف الساحة من الكاسات “محمد “عليك تحضير الفحمات وتوزيع مية باردة……”محمود “القهوةالسادة والانتباه الى الاشخاص الجددفهذا “الكبير ” لا يفلت ولا يخفى عليه اسم من اقارب العريس فطارق ابن العشر سنوات عليه وكل اليه مهمة الحاجب في العرس لطرد الاولاد وعدم تخريب العرس وصف الدبكة ..

هل تتذكرون ايام زمان , كيف كان —-يحضر لعرس معين , , فعم مثلا عم العريس كان عليه تكاليف وليمة العشاء , وعمه الثاني كان يجيب المعالق والصحون والارز , وخال العريس كان عليه يجيب الحداي , واولاد عمه كانوا يزينوا الحاكورة من اجل اتمام العرس على افضل وجه , وناهيك عن دور العمات والخالات الكل بدهن يفرجين ام العريس انهن قايمات في العرس ويتضح ذالك من خلال الحنا والزفة والفارده وصاحبة الزغرودة الطويلة , وهكذا كان تقا م الافراح والليالي الملاح , واليوم تبدلت التحضيرات والمهام ,فالعم وكلت اليه مهمة ان يحضر الكلاشن والام16 العم الثاني وعد العريس بصندوق رصاص شامل , والثالث بمسدس عيار 14 ما يسكت دويه ليلة الحناء , والخال وعد ,العريس انه يفقعله قنبلة بالعرس تهز البلد , وعمته وعدته تجهز اولادها  لمراقبة مداخل البلدة من مرور سيارات الشرطة…..فقد اصبحت اعراسنا  للاسف الشديد جبهات حرب ,فان دخلت احد القرى بدأت تشعر انك في حرب  وطيسة داميه وصوت الرصاص يدوي في كل مكان وينقصنا فقط المدعوين لباس سترة واقية !!

بقلم  ربيع ملحم , عرعرة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة