غرفــة الألعـاب

تاريخ النشر: 13/08/14 | 0:03

دخل أكثم إلى غرفته، فوجد ألعابه مفكّكة متناثرة.‏

-من فعل هذا؟! لابدّ أنّها أسماء، فهي لا يهمّها إلاّ شرب الحليب من الرّضّاعة، وتفكيك لعبي، آه.. ماذا أفعل؟‏

وقف أكثم حائراً، حكّ جبينه بإصبعه، وراح يفكّر بحل.‏

فجأة.. خطرت له فكرة.‏

اقترب من الدّيك ذو الذّيل الملوّن، أمسكه بلطف، وقال باسماً:‏

-ديك.. ما رأيك بالسّباحة، مؤكّد أنّك عرقان، فالجوّ حار، لا تشغل بالك، لن تغرق، سأضع لك رأس بطّتي، إنّها تسبح بمهارة ورشاقة.‏

وخلال ثوانٍ، كان للدّيك الملوّن، رأس أبيض ذو منقار عريض.‏

نظر الدّيك إلى أكثم غاضباً، صاح:‏

-واك.. واك، أريد رأسي، أنا لا أستطيع العيش بلا عرف أنا لا أهوى السّباحة، هوايتي إيقاظ النّائمين، واك.. واك.‏

ضحك أكثم، وراح يتأمّل ألعابه من جديد.‏

كان الأرنب هو الاختيار الثّاني، فقد انتزع ذيله الصّغير الذي يشبه جوزة القطن، وثبّت مكانه ذيل الثّعلب الطويل.‏

-افرحْ، هذا يسمّى ذيلاً، هيّا.. ارفع رأسك، وفاخر به رفاقك.‏

نصب الأرنب أذنيه محتجّاً، وقال:‏

-أريد ذيلي، أنا لا أستطيع القفز، ذيل الثّعلب كبير، أحسّ أنّني أجرّ ورائي عربة ثقيلة.‏

لم يستمع أكثم لكلام الأرنب، لقد أعجبته اللعبة، ها هو يمدّ يده صوب الكلب الجّاثم في ظل العربة.‏

أحسّ هذا بالخطر، لكنّه لم يتمكّن من الاختباء.‏

-آه يا كلبي العزيز، ما رأيك في أن أضع لك رقبة طويلة، لترى ما وراء السّور؟ إنّها ستساعدك على الحراسة.‏

نبح الكلب غاضباً، لكنّ نباحه لم يحمه من وضع رقبة الزّرافة له.‏

انقلب أكثم على ظهره من شدّة الضحك، حين نظر إلى حيواناته قائلاً:‏

-ها.. ها، لقد شكّلت حيوانات عجيبة، لا مثيل لها في الدّنيا.‏

لم يستطع الكلب صبراً، زمجر في وجه أكثم، وهجم عليه ناسياً أنّ رقبته قد صارت طويلة جداً.‏

بغتة.. اصطدم رأسه بحافّة الطّاولة الصّغيرة، وسط الغرفة، فانخلعت رقبته، وارتمى أرضاً.‏

شعر أكثم بغلطه، اقترب من كلبه حزيناً، وشرع يعيد حيواناته إلى وضعها الطّبيعي.‏

لكنّه.. لحظة انتهائه، فوجئ بها تتركه مبتعدة.‏

أحسّ أكثم بالوحدة والضجر، جلس جانباً، وراح يفكّر بطريقة لمصالحتها ونيل رضاها.‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة