مجموعات يهودية دعت إلى حملة اقتحام الأقصى

تاريخ النشر: 02/12/10 | 2:21

تقرير : محمود أبو عطا

أربعة مجموعات من المستوطنين تعدادها قرابة 105 شخصا تقتحم المسجد الأقصى صباحا .وتحاول أداء طقوس تلمودية داخله.غلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ صباح فجر اليوم الخميس 2/12/2010 ابواب المسجد الاقصى المبارك ،  وفتحت فقط بابين من ابوابه ومنعت من هم دون سن ال40 من دخول الاقصى لاداء صلاة الفجر وتجمع العشرات من قوات الاحتلال والقوات الخاصة حول كل باب من ابواب الاقصى ، مما  اضطر مئات المصلين للصلاة خارج المسجد الاقصى قبالة ابوابه ، هذا ويستمر حتى الساعة 9:15 اغلب ابواب المسجد الاقصى كما ويستمر تحديد الاجيال  المسموح لها بدخول الاقصى .

هذا وقامت أربعة مجموعات  قوامها 105 مستوطنا باقتحام المسجد الاقصى في تمام الساعة 8:00 صباحا بحراسة من قوات الاحتلال واعداد كبيرة ، حيث يقوم المستوطنون في هذه الاثناء بالتجول داخل المسجد الاقصى ويحاولون اداء بعض الشعائر التلمودية  بمناسبة ما يسمى بعيد الحانوكا العبري ” تطهير الهيكل” ويسود جو من التوتر الشديد داخل المسجد الاقصى المبارك ، حيث تتواجد قوات كبيرة من شرطة الاحتلال والقوات الخاصة ، وينتشرون في ساحات المسجد الاقصى ، بينما يتواجد المئات من كبار السن في المسجد الاقصى والذين تعالت اصواتهم بالتكبير والتهليل عند اقتحام المستوطنين للاقصى فقامت قوات الاحتلال بمحاصرتهم واستتفزازهم وتهديدهم باخراجهم من الاقصى اذا استمروا في التكبير .

هذا وقامت مؤسسة الاقصى بتوثيق الاوضاع في المسجد الاقصى في صلاة الفجر ولكن قامت قوات من الشرطة بالاستيلاء على كاميرات مؤسسة الاقصى ومصادرة الصور حتى اللحظة ، ومنعت في نفس الوقت طاقم مؤسسة الاقصى الصحفي محمود ابو عطا والمصور شرف احمد من دخول المسجد الاقصى المبارك منذ صلاة الفجر وحتى الان ، وعلى ما يبدو فان الامر يتعلق بالتحذيرات التي اصدرتها الحركة الاسلامية على لسان نائب رئيسها فضيلة الشيخ كمال خطيب ومؤسسة الاقصى  حول مخطط اقتحام الاقصى خلال الحانوكا ابتداء من صباح اليوم .

وكانت ” مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ” قد حذرت في بيان لها يوم امس الاول الثلاثاء 30/11/2010م من دعوات لجماعات يهودية متعددة لإقتحام المسجد الأقصى المبارك ، وتنظيم ايام  دراسية ومحاضرات حول الهيكل المزعوم داخل المسجد الأقصى المبارك  ، وذلك إبتداءً من اليوم الخميس 2/12/2010م وعلى مدار أسبوع كامل ، بمناسبة العيد العبري “الحانوكا” – عيد الأنوار والذي يسميه البعض عيد ” تطهير الهيكل ” – والذي يرتبط حسب ادعاءاتهم بشعائر لـ ” تطهير الهيكل ” ، وبدأت جماعات يهودية مطلع الأسبوع بتوزيع دعوات في المواقع الإلكترونية تدعو الى إقتحام المسجد الأقصى بشكل جماعي   ، وأعلنت عن حملة خاصة لكل من يشارك في الإقتحام بتقديم وجبة من الطعام والشراب ، كما وأعلنت عن حملة  تعليمية ومحاضرات تلمودية بإسم ” شعائر الهيكل ” ، لما يسمى بفئة  ” شبيبة الحريديم ”  لكل من يشارك بإقتحام المسجد الأقصى ، مقابل دفع خمسين “شيقل” لكل مشارك ، وذلك ايضا خلال  ايام ” الحانوكا ” ، والذي يبدأ اليوم الخميس 2/12/2010م وينتهي الخميس المقبل  9/12/2010م ، فيما نشرت المواقع الإلكترونية نفسها أخبارا تدعي فيها ان سبب إنحباس المطر هو عدم ” الصعود الى جبل الهيكل ” و”عدم الإهتمام ببناء الهيكل ” ، وفي نفس الوقت بدأت قنوات تلفزيونية تابعة لليمين والمستوطنين بإجراء تقارير ولقاءات صحفية تدعو الجماهير اليهودية الى المشاركة في إقتحام المسجد الأقصى والمشاركة في حملة التعليم التلمودية خلال الأسبوع المذكور ، وقدم المدعو ” باروخ بن يوسف ” في مقابلة صحفية بثتها القناة السابعة التابعة للجماعات اليمينية شرحاً عن حملة الصعود والتعلّم في “جبل الهيكل” بمناسبة الحانوكا ، وأشار المدعو ” بن يوسف ” الى وجود دورات تعليمية  في الاقصى تابعة للحركة الإسلامية الشمالية تضم نحو 200 طالب  ، ولذلك قررنا أيضًا تعليم أبنائنا ” – على حد قوله – ، وللترويج  للإعلانات التي تدعو لإقتحام المسجد الاقصى نشر خبر على أحد مواقع الانترنت التابعة للجماعات اليهودية جاء فيه : “نحن نتجهز وبصدد استقبال آلاف الاشخاص الذين سيصعدون الى ” جبل الهيكل ” خلال ” الحانوكا ” وسيقوم مئات أفراد الشرطة بحراستهم” .

من جهته قال الشيخ كمال خطيب – نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني في تصريحات صحفية ، إن هناك دعوة رسمية من قبل جماعات يهودية متطرفة لإقتحام الأقصى خلال عيد ما يسمى ” يوب طوب” أو ” تطهير الهيكل “, حيث سيستمر عيدهم أسبوع كامل, دون تحديد اليوم المخصص لإقتحام الأقصى” .

وأضاف الشيخ خطيب : ” هناك إغراءات مادية قدمها المتطرفون اليهود للمستوطنين ، متمثلة بوجبة غداء كاملة ومبلغ 50 شيكل, وذلك من أجل تحفيزهم على المشاركة في إقتحام الأقصى وتدنيسه ” .

وأكد  الشيخ كمال خطيب أن تلك المحاولة ليست الأولى من نوعها ، مشيراً إلى أنها تأتي في سياق الممارسات الإسرائيلية المتواصلة لتهويد المسجد الأقصى وإدعاء أن القدس يهودية،  وأضاف : ” موقفنا واضح من تلك الإقتحامات المتكررة وذلك بالدفاع عن المسجد الأقصى من تدنيس اليهود المتطرفين “.

وإعتبر الشيخ الخطيب أنّ الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو هي من يعطي الضوء الأخضر للجماعات اليهودية بهدف إقتحام الأقصى وتدنيسه، مؤكداً أن كافة الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني بالإضافة إلى أهالي الضفة الغربية والقدس سيكونون أول من يدافع عن القدس من الممارسات الإسرائيلية التهويدية”.

في السياق نفسه قالت ” مؤسسة الأقصى ” أن الدعوات لمثل هذه الإقتحامات وتنظيم المحاضرات التلمودية حول بناء الهيكل المزعوم تأتي بالتزامن مع نشاط  تعبوي محموم من قبل الجماعات اليهودية  لبناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك ، حيث نظم في الشهر الأخير العديد من المؤتمرات والمحاضرات حول بناء الهيكل المزعوم في عدد من المستوطنات ، شملت عرض أفلام وثائقية ، ومحاضرات تلمودية ونشر لفتاوي دينية يهودية كلها تدعو الى تكثيف إقتحام المسجد الأقصى المبارك وتسريع وتصعيد النشاط الميداني لبناء الهيكل الثالث المزعوم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة