زعبي تستجوب الوزير ساعر حول الخدمة المدنية
تاريخ النشر: 01/12/10 | 7:40أعلنت وزارة المعارف اليوم، الثلاثاء، عن قرارها منح كل معلم يتقدم لطلب عمل في سلك التربية والتعليم وادى الخدمة المدنية الاسرائيلية 30 نقطة استحقاق في حال أدى الخدمة المدنية الإسرائيلية.
ويأتي هذا القرار لتشجيع ما يسمى بـ”الخدمة المدنية الإسرائيلية”، الأمر الذي أثار استهجان وغضب المسؤولين العرب على جميع فئاتهم وانتماءتهم، حيث اعتبروها خطوة غير تربوية، وسيتم التصدي لها قضائيا وبرلمانيا وشعبيا، لاسيما وأن أجهزة الأمن الإسرائيلية قد وضعت نصب أعينها بعد هبة القدس والاقصى عام 2000 دمج العرب في مؤسسات الدولة اليهودية، وبإشراف وزارة الأمن الإسرائيلية التي رصدت ميزانيات هائلة لتمرير هذا المشروع.
كما يأتي هذا القرار بعد أن تقدم مسؤول مديرية الخدمة المدنية شلومو جاربي بطلب لوزارة المعارف.
فالنائبة حنين زعبي، من التجمع الوطني الديمقراطي، قدمت استجواباً لوزير المعارف جدعون ساعر، حول مخطط الوزارة منح أفضلية لمن يؤدي مخطط الخدمة المدنية للقبول كمعلمين في جهاز التعليم العربي.
وعقبت النائبة زعبي بأن هذا المخطط لم يأت لحل مشكلة البطالة لآلاف المعلمين العرب، ولم يأت لاختيار الأفضل من بين المعلمين الذين ينتظرون منذ سنوات فرصة الدخول للسلك التعليمي بسبب قلة فرص العمل بالرغم من كثافة الصفوف، ولم يأت لإضافة ملاكات، بل أتى لفرض ولاءات سياسية، كان من المفترض أن تحاربها أي وزارة تربية وتعليم، يفترض أنها تربي الإنسان الحر والكريم وتعزز المواطنة الفاعلة.
وأضافت أنه بدل ذلك، وبدل أن تقوم الوزارة بحل مشاكل التعليم المستعصية، وتزايد نسبة التسرب، وانخفاض الانجازات التعليمية، ونسبة قبول الطلاب في الجامعات، والتي هي مسؤوليتها الأولى، تقوم بوظيفة فاشية، تريد بها أن تسيطر على عقول وأفكار وقيم ليس فقط المعلمين بل الطلاب بالأساس، في مخطط لخلق أجيال من الطلاب الخانعة والذليلة.
وتابعت أنه “بعد الفشل الذريع لمخططات فرض الخدمة المدنية على المواطن العربي، وبعد فشل إنتاج “العربي- الجيد” من قبل وزارة المعارف نفسها، تأتي الأخيرة متطوعة لتساهم وبشكل علني وصريح ووقح، في ما فشلت به مخططات ملتوية ناورت بشتى الطرق في سبيل سلب وعي وكرامة بناتنا وأبنائنا”.
وأكدت على أن المطلوب هو محاربة كل تدخل شاباكي في جهاز التربية والتعليم، وأن المطلوب هو أن تكف هذه الوزارة عن أداء دور المروّض للعربي، عبر الدوس على هويتنا وتاريخنا وانتمائنا. هذه هي نفس الوزارة التي كان عليها ليس فقط أن تعزز هويتنا ولغتنا وتعمق وعينا بتاريخنا، بل وأن تزيد من وعي الطالب اليهودي بكل ما يتعلق بالتاريخ الفلسطيني في البلاد، فقط بهذا تستطيع الوزارة أن تساهم بخلق مجتمع مدني ودولة طبيعية.
وخلصت النائبة زعبي إلى القول إن على وزير المعارف أن يعي بأن هذه الخطوات تعمق أزمة الثقة بين المجتمع العربي بكل فئاته وقياداته وبين الوزارة، وأن كل ما يتعلق بميزانيات ومخططات دعم اللغة العربية أو دعم البرامج التعليمية، لن تفيد الطالب إذا ما خسر كرامته وذاته، وأن المطلوب هو بالذات خطط وتوجهات في الاتجاه المعاكس تماما.