في خروج عن المألوف، العلماء حاكوا أصوات العوالم الأخرى لأول مرة!
تاريخ النشر: 04/04/12 | 4:49اشتغل الإنسان في بحثه عن أسرار الفضاء بالعنصر المرئي، فعاد بالأفلام والصور الفوتوغرافية. لكنه أهمل الجانب الآخر وهو “المسموع”. ولهذا خرج فريق من العلماء ببحث مهم يسد هذه الثغرة للمرة الأولى. فقد أحرز فريق من الباحثين بجامعة ساثامبتون الانكليزية سبقا علميا بتوظيفهم قواعد الفيزياء والرياضيات لمحاكاة الأصوات الطبيعية التي يمكن سماعها في عوالم أخرى، من دوي البرق في كوكب الزهرة وصفير الرياح في المريخ إلى فرقعة الجليد المتكسر في براكين تايتان أكبر أقمار زحل.
وبناء على هذا تمكن هؤلاء العلماء أيضا من معرفة أنواع الآثار التي تحدثها العوامل الطبيعية في مختلف تلك الكواكب مثل الضغط الجوي ودرجة الحرارة على الأصوات البشرية. ووجدوا، على سبيل المثال، إن صوت الإنسان يصبح أقرب شيء الى درجة غليظة من أصوات الشخصيات الكارتونية الـ”سميرفس” (الأقزام) المعروفة لدى الصغار من مشاهدي برامج الأطفال التلفزيونية.
ونقلت صحيفة “ديلي تليغراف” البريطانية عن قائد فريق البحث البروفيسير تيم لايتون، من شعبة أبحاث الصوت والتذبذبات بالجامعة، قوله: “نحن واثقون تماما من صحة نتائجنا. فقد التزمنا في سبيل التوصل اليها بأدق المعايير الفيزيائية والرياضية وحسبنا بدقة الآثار التي تحدثها أشياء كالجو السائد والضغط وديناميكيات السوائل”.
وقال لايتون إن الأصوات في الزهرة عموما تتسم بالعمق، لأن جو هذا الكوكب يتميز بكثافة عالية. وعلى سبيل المثال إذا تحدث على سطحه شخص ذو صوت رفيع، صار كمن يصدر صوتا غليظا عميقا، وهذا لأن حباله الصوتية تتأرجح ببطء كبير مقارنة مع سرعة تأرجحها على كوكب الأرض.
لكن سرعة الصوت على الزهرة أكبر كثيرا منها على الأرض كما يقول البروفيسير. والأثر الذي يحدثه هذا هو أن “يخدع” العقل في ما يتعلق بـ”حجم” المتحدث أو الجهة الصادر عنها.
والافتراض هنا هو أن هذه خاصية توارثها الإنسان منذ وقت النشوء والتطور الأساسيين لتمكينه من “قياس” الأصوات التي يسمعها ليلا ويحدد على أساسها ما إن كان الحيوان الذي يصدرها كبير الحجم وخطرا بالتالي أو صغيرا ويمكن تغافله”.
وعلى هذا الأساس فلو سمعنا صوتا بشريا على سطح الزهرة صار تأويلنا له أنه صادر عن مخلوق يتمتع بصوت عميق لكنه “قزم” بسبب صغر “حجم الصوت” نفسه والانخفاض النسبي في درجة علوه. وبعبارة أخرى فهو يصبح كصوت صادر عن شيء أقرب الى شخصيات الـ”سميرفس” الكارتونية.
ويقول البروفيسير إنه مهتم كثيرا بمعرفة، أشياء مختلفة، أبرزها الطبيعة الصوتية التي ستتخذها الموسيقى في الفضاء. ويضيف: “ما يحدث لو إرسلنا رواد فضاء موسيقيين مع آلاتهم الى المريخ؟ ما الحال الذي تصبح عليه موسيقاهم على سطحه؟ ربما صارت شيئا جديدا تماما، وهذا أمر مثير حقا من ناحية علمية لأنه فكرة جديدة تماما ولم تخضع للتجربة العلمية بعد”.
يذكر أنه برغم مرور سنوات عديدة على استكشاف أسرار الفضاء، تظل “أصوات الكواكب” مجهولة لدى الإنسان. فقد ظل يركز على “المرئي” بشكل شبه كامل وسجله بالصور الفوتوغرافية والسينمائية والرادارية. لكنه أغفل “المسموع” – بشكل شبه كامل ايضا – ولذا ركز البروفيسر لايتون وفريقه أبحاثهم على هذا الجانب المهم. ويذكر أن نتائج الأبحاث الصوتية الجديدة ستُضاف الى معرض “رحلة عبر الكون” الذي يفتح أبوابه بمدينة وينشيستر، مقاطعة هامبشاير الانكليزية، مع عطلة عيد الفصح.