مزاح ورماح …."ممكن دقيقة من وقتك…" !
تاريخ النشر: 05/04/12 | 7:26جميلة هي الاتصالات الصباحية، عندما تحمل صوتاً أنثوياً لطيفاً، ينسيك جوقة الأصوات الخشنة التي كنت تسمعها إلى نهاية يومك السابق، لكن الإحساس سيختلف تماماً وينقلب، عندما تسمع صاحبة الصوت الجميل تقول عبارتها الخطرة: ممكن آخد دقيقة من وقتك؟!.
ان موضوع الـتيلي ماركتينغ، أو التسويق عبر الهاتف، موجود ومعروف حول العالم، لكن خصوصية مجتمعنا تجعل تطبيقه هنا مشوهاً، فهو يعتمد بدرجة كبيرة على الإحراج، وعلى استحياء الكثيرين من رد طلب أنثى تقوم بالعملية، لذا في معظم الأحيان، ومع إلحاح المتصلات المختلفات، اللاتي يطلبن الاشتراك في أندية، أو بطاقات خصومات معينة، أضطر إلى ستخدام أساليب ملتوية، فمرة أعطيها رقم أحد الزملاء على أنه سكرتيري، وأقول لها أن تخبره بأن المدير يقول له أن يقوم باللازم، بالطبع قد يكون هذا الزميل في وضع مزاجي سيئ وغير قابل للمزاح، فيقوم بسبها وسبي وسب الفندق والخصومات، وفي أحيان أخرى أستخدم تكتيك المهتم بالعرض “هااا، جمييييل، روووعة”، ثم اطلب منها الاتصال في وقت آخر، والمصيبة أنه عندما يأتي ذلك الوقت الآخر تكون هي لم تنسَ، وأكون أنا قد نسيت لمن هذا الرقم المتصل، لكن أتذكر أني لا أحبه، وأحاول التذكر فلا أتذكر، ومن باب الفضول أجيب على الاتصال.. لأندم بعد سماع الصوت ذاته: مرحبا استاذ!.
ثقافتنا واحترامنا للمرأة يمنعاننا، في كثير من الأحيان، من قول “لا”، فلو كان المتصل ذكراً لسمع على الدوام عبارة “إذا اتصلت مرة ثانية لا تلوم إلا نفسك”، لكن العقدة العربية تجاه الجنس الآخر تصور لك دوماً أن الطرف الآخر يحمل فتاة رقيقة ترغب في الستر فعليك التأدب معها، أحد الوقحين أوصاني بأن أفضل طريقة للتخلص من هذا الإزعاج، هي أن أكون “قليل الأدب” مع المتصلات، وأن أقول جملاً تعطي إيحاءات قذرة، وعليها فلن يتصلن مرة أخرى.
جربت هذا التكنيك، ولسوء حظي “كالعادة” كانت الضحية رقيقة للغاية، صدمتها عباراتي فبكت وبكت، وقالت لي إنه حرام عليّ أن أستغل ضعفها وأداءها واجبها وبكيت معها، ما اضطر ضميري السخيف إلى التحرك، فقمت بسبعة اشتراكات لي ولجميع أفراد العائلة ولصاحبي ولشريكي ، نوعاً من الكفارة، ولم أستثن أحداً سوى صاحب اقتراح الوقاحة الذي ورطني في هذا المطب.
بقلم عبدالله الشويخ