أطباء رومانيا لا يعملون دون رشوة
تاريخ النشر: 02/04/12 | 13:53ذكر تقرير لصحيفة ذي إندبندنت أون صنداي أن الأطباء في رومانيا يعزفون عن العمل إذا لم يتلقوا رشى من المرضى نظرا لرواتبهم المتدنية، وهو ما يجعل الأطفال ضحية لهذا الفساد في المستشفيات الرومانية. فالطبيب كاتالين سيرتوفينو الذي يدير وحدة قلب بأجهزة حديثة بمستشفى ماري كوري في بوخارست يعجز عن توظيف أطباء وموظفين في وحدته، لأنه حظر تقديم المرضى للرشى، الأمر الذي جعل وحدته معطلة منذ عام ونصف العام.
وتشير الصحيفة إلى أن الطبيب سيرتوفينو يخوض معركة منفردة ضد ثقافة الفساد التي تستشري في أوساط الجراحين الذين يطالبون بعمولات مقابل إنقاذ أرواح الأطفال، وكذلك في أوساط الممرضين الذين لا يقدمون على تغيير شراشف الأسرة دون عمولة.
وتلفت ذي إندبندنت أون صنداي النظر إلى أن ذلك النوع من الفساد يعد من الأسباب التي جعلت معدل الوفيات في أوساط الأطفال يزيد على ضعف المعدلات في الاتحاد الأوروبي، لا سيما أن طفلا من كل مائة يقضي قبل قدوم عيد ميلاده الأول.
وتنقل عن وزير الصحة لاديسلو ريتلي قوله “بصراحة، إن هذه القضية راسخة في نظامنا إلى درجة يصعب القضاء عليها”.
ويتحدث المرضى الرومانيون عادة عن قيمة الرشى في “السوق السوداء”، ويقولون إن الجراحين يحصلون على المئات وربما أكثر من اليوروات لإجراء عملية جراحية واحدة، في حين يتقاضى أطباء التخدير ثلث ذلك، حسب قدرة المريض المالية.
أما الممرضون فيحصلون على القليل من اليورو كلما أقدموا على تقديم العلاج أو تغيير أنابيب التغذية، في حين يتطلب الحصول على شهادة موقعة لإجراء العملية في الخارج مئات وربما آلاف اليوروات.
وتبلغ الرشى في مختلف أرجاء رومانيا نحو 750 ألف يورو يوميا، وفقا لتقرير البنك الدولي.
وتشير الصحيفة إلى أن العديد من الأطباء الذين يشعرون بخيبة الأمل غادروا البلاد التي تنفق 4% فقط من الناتج الإجمالي على الرعاية الصحية، أي نصف النسبة التي تنفق في دول أوروبا الشرقية.