هل كانت «الملكة الأم» وشقيقها ديفيد ابني طبّاخة فرنسية؟
تاريخ النشر: 02/04/12 | 13:53قيل الكثير عن أفراد العائلة المالكة البريطانية، سلوكا ونشازا ومغامرات طائشة وفضائح مالية وجنسية وغيرها. لكن كتابا جديدا يلفت النظر بشكل خاص وربما أدى الى صدمة عميقة في أروقة أشهر الأسر في العالم وذلك بتسليطه الضوء على اليزابيث بوز – ليون، المعروفة بـ «الملكة الأم» وهي والدة الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا الحالية، وكشف ان والدتها (اليزابيث بوز) الحقيقية طباخة فرنسية انجبت ايضاً شقيقها ديفيد.
الكتاب ليس من تأليف قلم باحث عن الكسب والشهرة السريعين لأنهما متوفران لديه. فمؤلفته هي الليدي كولين كامبل – المتخصصة في شؤون الارستقراطيين وكانت أول من رفع النقاب عن حياة الأميرة ديانا المعذبة في كنف زوجها الأمير تشارلز، بكتابها «ديانا في حياتها الخاصة» (1992). وصار هذا الكتاب وقتها بمثابة زلزال تحت أقدام الطبقة الارستقراطية بأكملها في بريطانيا، لأنه رفع النقاب عما لم يخطر على البال وقتها ومنح كامبل لاحقا مصداقية قلما توافرت لغيرها.
والآن تفجر هذه الكاتبة قنبلة تاجية جديدة بزعمها أن سرا رهيبا ظل يغلّف حياة والدة الملكة الحالية اليزابيث الثانية، الملكة اليزابيث الأم (1900 – 2002)، وهو أنها لم تولد في الواقع لأمها سيسيليا وإنما لطباخة فرنسية حسناء اسمها مارغريت روديير كانت تعمل للأسرة. وتقول إن السبب في هذا هو أن سيسيليا، التي أنجبت ثمانية أبناء قبل ميلاد اليزابيث، صارت عاقرا – يقال بسبب حزنها الطاحن على ممات ابنتها الكبرى فايوليت. فأُجبر والدها كلود بوز – ليون، الايرل الرابع عشر لستراثمور والمملكة، على اتخاذ الطباخة الفرنسية أما «بديلة» أنجبت له ايضا شقيقها ديفيد الذي وُلد بعدها بعامين في 1902.
وتلفت كامبل الأنظار الى أن اسم الملكة الأم التعميدي هو «اليزابيث انجيلا مارغريت بوز – ليون» مشيرة الى أن تهجئة الاسم Marguerite فرنسية (مقابل الانغلوساكسونية وهي Margaret) ولم يتم اختيارها اعتباطا وإنما إكراما لوالدتها الحقيقية – الفرنسية – مارغريت روديير.
وتشير الكاتبة، ضمن أشياء أخرى، الى أن اليزابيث كانت تكنى «كوكي» Cookie المشتق من كلمة cook (الطباخ / الطباخة) نسبة الى والدتها. وكان من ألصق بها هذا اللقب دوق ويندسور (عمها الأمير إدوارد الذي تنازل عن العرش – سعيا لزواجه الشهير من المطلقة الأميركية واليس سيمبسون – لأخيه ووالدها الأمير ألبرت الذي صار الملك جورج السادس).
ويأتي كل هذا في كتاب كامبل «الملكة الأم: القصة غير المرويّة لاليزابيث بوز – ليون التي صارت الملكة اليزابيث الملكة الأم» الذي ستنشره دار «سنت مارتنز برس» الشهر المقبل. ووفقا لصحيفة «ديلي ميل» فإن هذا الكتاب يأتي في أسوأ وقت بالنسبة لابنتها الملكة اليزابيث الثانية التي أحيت يوم الجمعة الماضي الذكرى العاشرة لوفاة والدتها في 30 مارس 2002 بقداس كنسي في قلعة ويندسور.
وعلى الفور انهالت الانتقادات الغاضبة على هذا الكتاب من جانب حرّاس المؤسسة وخبراء الشؤون الملكية. فقال الكاتب والمؤرخ هيوغو فيكتور: «اعتقد أن التوقيت الذي اختارته كولين كامبل لترويج أكاذيبها يرقى الى مقام الإساءة السافرة. ونحن على علم بأنها ظلت تروّج لها في مجالسها الخاصة منذ زمن، لكن كل هذا محض هراء. فقط انظر الى الشبه الصارخ بين صورتي اليزابيث بوز – ليون (الملكة الأم) ووالدتها سيسيليا».
ورغم الاختلاف الكبير وسط مؤرخي العائلة المالكة على تاريخ ومكان ميلاد الملكة الأم بالضبط – وهو اختلاف يعزز الآن مزاعم كامبل على نحو ما – فقد قال مايكل ثورنتون، وهو أحد مؤرخي البلاط: «اعتقد أن كامبل لم تجد شيئا جديدا يكتب عن الملكة الأم فاختلقت قصة الأم الفرنسية هذه. للأسف فلا نستطيع التأكد من هذه المزاعم من دون فحص للحمض النووي لكليهما. هل بوسع كامبل توفير هذا؟ واعتقد ان من المؤسف ان تختار هذه الكاتبة عام اليوبيل الماسي للملكة للخروج بكل هذا».
لكن مزاعم كامبل نفسها ليست الأولى التي تلقي بظلال من الشك حول هوية الملكة الأم الحقيقية (بالإضافة الى تشتت المؤرخين في مسألة تاريخ ولادتها ومكانه بالضبط). ففي 1997 زعمت كاتبة اميركية هي كيتي كيلي في كتاب شهير لها بعنوان «الملكيون» أن سيسليا ليست والدتها الحقيقية وإنما هي ابنة سفاح من خادمة ويلزية كانت تعمل في بلاط والدها كلود بوز – ليون. وأضافت أن شقيقها ديفيد أيضا ابن لهذه الخادمة.