السلحفاة والصياد
تاريخ النشر: 02/08/14 | 13:32في قديم الزّمان وفي أحد الشّطآن ، تصادقت سلحفاة بحريّة وصيّاد إنسان. وتوطّدت بينهما الصّداقة .ومَتُنَتْ بأن عقدا اتّفاقا . فقد كانت السّلحفاة تخرج إلى البرّ. لتضع بيضها معرّضا للخطر. تاركة إيّاه للمغيرين.وتعود آسفة دامعة العينين.إلى أن صادقت الصيّاد. فأشار عليها بحفر أخدود. لا يعلمه العدوّ الّلدود. ثمّ تردم بيضها في جوف الرّمال.تاركة الصيّاد ساهرا عليه في كلّ الأحوال.على أن تدلّه على أماكن السّمك ليعود بما لذّ وطاب. ويعود غيره فارغ الوطاب.
وفي إحدى المرّات، أبحر الصيّاد كعادته إلى صديقته السّلحفاة . ولكن ما إن رأته حتّى قالت له:
عد يا صيّاد، فالسّمك مازال حديث الميلاد. صغير الحجم.قليل اللّحم.لا يسمن ولا يغني من جوع، و صيده عندكم معشر البشر ممنوع.
فغضب الصيّاد وزمجر. وكاد من الغيظ ينفجر. وظـنّ أنّها خدعته. وأخلفت بعدما وعدته . فعاد لتوّه إلى الشّاطئ. يسكنه وهم خاطئ.وانطلق إلى البيضات. متوّعدا بالانتقام من السّلحفاة. . فأخذها وباعها في السّوق دون تردّد. ونسي ما كان بينه وبين السّلحفاة من تودّد. وكان يقول لنفسه : ثمن البيض يعوّض لي الخسارة. ولتكن تجارتي فيه خير تجارة.