هدية الشتاء
تاريخ النشر: 29/07/14 | 10:55طلب مازن من أمه أن تنسج له كوفية جميلة يلفها حول رقبته كي تحميه برودة الشتاء، وعدته أمه أن تسهر ليل نهار حتى تنتهي من نسج الكوفية.
مازن يذاكر دروسه باهتمام بينما أمه في حجرة المعيشة جالسة تنسج بإبرتها شالا لصغيرها مازن.
نادر صديق مازن يزورهم كي يذاكر دروسه مع مازن، وبينما هما يستذكران دروسهما نظر مازن لصديقه نادر قائلا: لماذا لا تجعل أمك تنسج لك كوفية جميلة تحميك من البرد.
طأطأ نادر رأسه في أسى وهو يجيبه قائلا: يبدو أنك لا تعلم أن أمي توفاها الله منذ شهور.
شعر مازن بالخجل الشديد وحاول أن يغير دفة الحديث كي لا يُحرَج أكثر من هذا، عادا للمذاكرة بينما الأم الذكية جالسة تغزل كوفية مازن في صمت.
بعد أيام وبينما مازن جالسا في حجرته مع صديقه نادر واذ بأمه تدخل وعلى شفتيها ابتسامة رائعة وتحدثت لصغيرها مازن قائلة: مازن.. لك عندي مفاجأة.. لقد انتهيت من كوفيتك تماما.
وما أن أنهت الأم عبارتها حتى أخرجت كوفية جميلة من خلف ظهرها فأسرع مازن إليها والسعادة تتقافز على وجهه قائلا: أشكرك يا أمي الحبيبة.. لقد سهرت كثيرا تعملين من أجلي حتى أنهيت هذه الكوفية.
وهنا التفت الأم صوب نادر قائلة في حنان: أما أنت يا نادر فكوفيتك أجمل.
نهض نادر وقد ارتسمت على وجهه علامات الدهشة قائلا: كوفيتي!
أخرجت الأم كوفية رائعة ناولتها للصغير نادر وهي تقول: بالطبع.. كوفية من أجلك فأنت مثل ولدي مازن تماما.
سالت الدموع من عين نادر وهو يقول: أشكرك يا عمتي.. بارك الله فيك.
ربتت الأم على رأسه قائلة في حنان: بارك الله فيك يا صغير.
غادرت الأم الحجرة في هدوء وقد شعرت بسعادة غامرة، لقد استطاعت بكوفية صغيرة إدخال السرور على هذا الصغير.