القطرات الأربع
تاريخ النشر: 27/07/14 | 14:21كان في قديم الزمام ملكٌ كبيرٌ حكيم اسمه حسَّان وكان الملك
حسان يحبُّ الأذكياءَ ويرفعُ قَدْرَهم فهو يُقيم مُسابقةً بينَ حينٍ وآخر يطرحُ فيها
سؤالاً واحداً ومَنْ يجبْ عنه يقلّدْهُ وساماً ملكيّاً رفيعاً
واليوم هو يومُ المسابقةِ الكبرى
الملك حسان في شرفةِ القصر وحولَهُ الوزراء والقُوّاد
والساحة الواسعة تغصُّ بالبشر من رجالٍ ونساءٍ وأطفال وكلُّ واحدٍ
يقول في سِّرهِ: ماسؤالُ اليوم
لقد حضر الناسُ من أقصى المملكة ليسمعوا السؤالَ الجديد
ما أَغلى قطرةٍ في المملكة
ومتى الجواب في مثل هذا اليوم من العام القادم
وانصرف الناسُ يفكِّرون في السؤال
قال طفلٌ لأبيه: إذا عرفْتُ أغلى قطرة هل أنالُ وسامَ الملك
ابتسمَ والدهُ وقال: نعم يابني
قال الطفل: قطرة العسل
لماذا
لأنها حلوةٌ ولذيذةٌ
وقالتْ طفلةٌ لأُمِّها : أنا أعرفُ أغلى قطرة
ماهي
قطرة العطر
لماذا
لأنَّها طيِّبةُ الرائحة
وشُغِلَ الناسً بالقطرات فهذا يقول : إنَّها قطرةُ الزيت
وذاك يقول: إنَّها قطرةُ النفط
وأكثرهم يقول: سؤالُ الملكِ ليس سهلاً كما تظنّون
فما القطرةُ التي يريد
قال عقيل: لن أهدأَ حتى أعرفَ الجواب
وأقبلَ على مطالعةِ الكتب ومصاحبةِ العلماء
تارةً يقرأُ في كتاب وطوراً يصغي إلى عالم
مضتْ عدَّةُ شهور ولم يصلْ إلى مايريد
وذاتَ يوم زار عالماً كبيراً فوجدَهُ مُنكباً على تأليفِ كتاب
المحبرةُ أمامه والريشةُ في يده
وفجأة لمع في ذهنه الجواب: إنها قطرةُ الحبر
رمزُ العلوم والأدبْ
لولاها ضاع تراثنا
لولاها ماكانتْ كُتُبْ