حل مشكلة ( غيرتي تعكر صفو حياتي)

تاريخ النشر: 23/11/10 | 0:28

نشكر جميع المعقبين على تفاعلهم الطيب مع قضية الشاب, ونضع بين أيديكم حل المشكلة (غيرتي تعكر صفو حياتي) برأي الاختصاصية الدعوية(هالةبنت محمد صادق شموط- دبلوم عالي في الشريعة): الحمد لله الذي طهر قلوبنا بالإيمان، والصلاة والسلام على الهادي بالقرآن، وعلى آله وصحابته الأبرار.

الأخ الفاضل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد …..

من استشارتك تبين لي أنك إنسان مستهدف من الشيطان، وأنك إنسان طيب تريد التغيير إلى الأحسن؛ وما كثرة الاستغفار وكراهيتك للحال التي تصيبك إلا دليل على معدنك الطيب أحسبك كذلك، ولا أزكي على الله  أحد؛ كما تدل على أصالة حب الخير لديك.

أخي الكريم الحسد: داء قلبي من آفات القلوب، وإن شر ما يتعرض له المسلم في مسيرة حياته يتسرب إليه من وساوس الشيطان، ورفقاء السوء، ونفسه الأمارة به، وبعده عن ذكر الله تعالى؛ وغفلته عن آخرته. هذه الحالة تسبب أمراضا هي من لوازم الحسد، وأهمها الغيرة، والحقد، والتعالي والسخط، وغالبا ما تصيب هذه الأمراض من يتصف بصفات إيجابية تتوق إلى السمو؛ لذلك إن وقع في مثل تلك الآفات، ترفضها نفسه، وتلومه على استسلامه لهذه العلل؛ وهذه حالة إيجابية؛ ولكنها لا تكفي.

الإسلام حرم الحسد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا يجتمع في جوف عبد غبار في سبيل الله، وفيح جهنم، ولا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد )) رواه البيهقي.

وهو الحالقة التي تحلق الدين لا الشعر، وعرفه أهل العلم: هو تمني الحاسد زوال النعم عن المحسود بخلاف الغبطة فهي: أن تتمنى النعم التي أنعمها الله لك ولغيرك، وهي ( الغبطة )، وحكمها جائز.

يقول الغزالي: ( الحسد جمرة تتقد في الصدر؛ فتؤذي صاحبها، وتؤذي الناس به. إن الأولى بالمسلم أن يتحول إلى ربه يسأله من فضله؛ فإن خزائنه ليست حكرا على واحد بعينه ثم يستأنف السعي في الحياة بعدئذٍ …. والتطلع إلى فضل مع الأخذ في أسباب اكتسابه شيء غير كراهية فضل عندما ينزل بإنسان معين.

الحسد يورث صاحبه الحقد، ويجعله يعيش في دائرة دنياه الرخيصة الفانية، وإن من آثار الحسد – الغيرة الممقوتة التي هي كالنار يأكل بعضها بعضا، وتأكل صاحبها.

أخي الكريم، ليس للحسد دواء إلا ذكر الله ولزوم الاستغفار، ثم تحصين النفس بالمعوذات، والعكوف على كتاب لله، وكثرة الصلاة ( النوافل ) وتذكر الحساب، واستشعار نعم الله على الإنسان، وأن الله يؤتي فضله من يشاء ، والرضا بما قسم الخالق جل جلاله، وينبغي أن يعلم المؤمن أنه لن يؤمن الإيمان الصحيح حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

أخي الفاضل، إنك بحسدك وغيرتك لا تضر أحدا وإنما تؤذي نفسك، وتغضب ربك؛ لذلك أنت محتاج إلى تقوية الصلة بالله؛ وذلك بأن تأخذ بالأسباب المؤدية إليها، ينبغي أن تتصور وقوفك حافيا عاريا يوم القيامة محاسبا على كل شيء.

اجلس مع نفسك كل يوم بل كل وقت، وحاسبها قبل أن تحاسب، فإن وجدت سلامة في الصدر نجوت من النار، وإن كانت ملوثة بالغضب والحسد والسخط، فتلك هي المصيبة؛ فبادر إلى التوبة والاستغفار،والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن النفس الأمارة بالسوء،  ولا تفكر فيما عند الناس؛ وابك ذنوبك وخطاياك قبل أن لا توبة ولا طاعة.

كن تقيا نقيا صدوق اللسان بلا غل ولا حسد، فالقلب الأسود يفسد الأعمال الصالحة، ويعكر صفوها. صاحبْ من يذكرك بربك ويعينك على مرضاته. قمْ في جوف الليل مصليا وداعيا كي ينجيك الله من الحسد وغيره من آفات نفسك.

إن سلامة القلب دليل على صحة الإيمان. أكثر من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر )) رواه أبو داود .

وفقك الله إلى الخير، وأعانك على نفسك. والحمد لله رب العالمين.

المستشارة الدعوية:هالة بنت محمد صادق شموط

مركز الاستشارات لها أون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة