قَائدُ الفريق
تاريخ النشر: 25/07/14 | 9:34تمَّ اختياري قائدَ فريقٍ.
قرَّرتِ المنطقةُ التَّعليميَّةُ إقامةَ دَوْرِي المدارس، ننتظرُ هذا الدَّوري مِنَ العَامِ للعامِ بشوقٍ ولهفةٍ، وكانتِ المفاجأةُ أن تختارَني إدارةُ المدرسةِ لأكونَ قائدَ الفريقِ.
وهكذا أصبحَتْ جميعُ المدارسِ المشتركةِ بالدَّوري تعرفُني وتتحدَّثُ عنِّي كأنِّي أسطورةٌ في لُعبةِ كُرَةِ القدمِ رُغْمَ أنِّي مُجرَّدُ لاعبٍ يُحِبُّ اللعبةَ.. لسْتُ مُحترِفاً كما يُشِيعون.. لكنَّني سأبذلُ قُصَارَى جهدي للفوزِ بالكأسِ.
كنتُ أجمَعُ فريقي عَقِبَ اليومِ الدِّراسيِّ لنتمرَّنَ ساعتين يومياًّ، كان لا بُدَّ أن نكونَ مُستعدِّين لمُواجهةِ جميع الفِرَقِ الأُخرَى، كانتْ مسؤوليَّةً كبيرةً، لكنَّ أعضاءَ فريقي كانُوا على قدرِ المسؤوليَّةِ، كلُّهم يلتزم بتعليماتي الصَّارمة، حارسُ المرمَى أصبحَ مُحترفاً ببعضِ تمريناتِ اللِّياقةِ وبعضِ التَّسديداتِ التي سدَّدْناها إلى مرماهُ.. أصبحَ خلالَ أيَّامٍ قليلةٍ حارسَ مرمَى مِنَ الطِّرازِ الأوَّلِ.. حارسٌ لا تدخلُ الكرةُ لمرماه.
بدأ الدَّوري وخُضْنا أوَّلَ مُباراةٍ، جميعُ تلاميذِ المدارسِ يُتابعون المباراةَ بشَغَفٍ وكلٌّ منهم يُشجِّعُ فريقاً، كانتْ مباراةً صعبةً ورُغم صعوبتِها استطعْنا الفوزَ بهَدفَيْنِ نظيفَيْنِ.. وتأهَّلْنا للمباراةِ التَّاليةِ.
تمرُّ الأيَّامُ ونحنُ نُتابع مبارياتِ المدارس لنعرفَ مَواطِنَ القُوَّةِ والضَّعفِ في الفِرَقِ المُنافسةِ، وكلَّما خُضنا مباراةً كنَّا نخوضُها بخطَّةٍ مناسبةٍ لكلِّ فريقٍ نُواجهه، وكان الفوزُ دوماً من نصيبِنا، لأنَّنا كنَّا نُخطِّطُ جيِّدًا ونتدرَّبُ جَيِّدًا ونلعبُ دائماً برُوحِ الفريقِ.
وجاءتِ اللحظةُ الحاسمةُ.. سنُواجه الفريقَ الأزرقَ.. أصعبُ فريقٍ في الدَّوري، المُدرَّجاتُ تمتلِىءُ بالتَّلاميذِ الذين جاؤُوا خِصِّيصًا لمشاهدةِ المواجهةِ الأخيرةِ، ورُغم براعةِ فريقي إلَّا أنَّ الفوزَ كان بعيدَ المنالِ، شعرْتُ بالقلقِ مع مُرورِ الشَّوطِ الأوَّلِ ثمَّ الثَّاني، لم نُحْرِزْ هدفاً واحدًا، وفي اللحظةِ الأخيرةِ احتسبَ لنا حَكَمُ المباراةِ ضربةَ جزاءٍ، قلبي يدقُّ بشِدَّةٍ وأنا أستعدُّ لتسديدِ ضربةِ الجزاءِ.. أصواتُ التلاميذِ المُتفرِّجين تعلو مُردِّدةً اسمي.. شادي.. شادي.
سَدَّدْتُ الكُرَةَ للمرمَى.. هدفٌ.. هدفٌ.. يا للفرحةِ.. لقدْ كَلَّلَ اللهُ جهدُنا بالبطولةِ.. لقد فُزْنا.. فزنا بالكأسِ.