التاجر الأمين
تاريخ النشر: 23/07/14 | 17:46 مسعودٌ يمتلك حانوتًا لبيعِ الثياب.
جميعُ أهلِ الحيِّ يذهبون دومًا لشراءِ احتياجاتِهم من حانوتِ مسعودٍ، لم يكنْ في ذلك الحيِّ سِوى حانوتِ مسعود الذي وجد الفرصةَ سانحةً ليرفعَ أسعارَ ما يبيعُه من ثيابٍ، ولأنَّه التاجرُ الوحيدُ في الحيِّ اضطُرَّ أهلُ الحي للشراء منه.
مسعود أصبح جشعًا لا يكتفي بما يربح بل يستغلُّ ظروفَ الناس ويبيعُ ويرفعُ ثمنَ الثياب دُونَ داعٍ، ذهب إليه الكثيرُ من سكَّان الحيِّ يشتكون من ارتفاعِ الأسعار ولكنَّه كان يُجيبهم ببرود: هذه هي أسعارُ السوق.. أنا لا أُجبر أحدًا على الشراء.
بدأ الضِّيقُ يتسلَّل لصدورِ سكَّان الحيِّ من ذلك التاجر الطماع الذي لا يُراعي اللهَ ولا يُراقبه في بيعه وشرائه، لذا خطرتْ على ذهنِ العمِّ سالم فكرةٌ مدهشةٌ قرَّر تنفيذَها على الفور، لقد قام العم سالم باستئجار حانوتٍ صغيرٍ وبدأ تجارتَه الصغيرةَ في بيع الثياب لسكان الحي.
كان العمُّ سالمٌ رجلاً طيِّبَ القلب يراقب الله في تجارته مع الناس يبيع الثيابَ بسعرٍ معقولٍ فيخرج الناس من حانوته وهم سُعداء لأنه يبيعهم الثياب بأسعارٍ زهيدةٍ تقلُّ كثيرًا عن أسعارِ الحانوت الآخَرِ الذي يملكه مسعود الطماع.
لَاحظ مسعود الكساد الذي أصاب تجارته فاشتدَّ غيظُه، فمنذ أيام لم يدخل حانوته أحد كي يشتريَ ثوبًا بينما الجميعُ يتَّجهون لحانوتِ سالم، وفي غيظٍ شديدٍ اتَّجه مسعودٌ لحانوتِ سالمٍ وما أن وصل إليه حتى قال له: أنت تبيع الثيابَ بأثمانٍ بخسةٍ للغاية.
ابتسم سالم قائلاً: ورُغم هذا فأنا أربحُ والحمدُ لله.
هتف مسعود بمكرٍ: ولكنْ إذا اتفقنا على رفعِ سعرِ الثياب سنربح معًا ونُصبح أثرياءَ في أيامٍ معدودةٍ.
هتف سالم في قناعةٍ: لقد حذَّرنا رسولُنا الكريمُ صلى اللهُ عليه وسلم من الجشع، وقال إنَّ التاجرَ الصادقَ له منزلةٌ عاليةٌ في الجنة، ولذا فأحبُّ أن أكونَ تاجرًا صادقًا عند الله ومحبوبًا عند الناس بصِدق معاملتي.
وهكذا ظفر سالمٌ برضا ربِّه وحبِّ الناس له.