هيا بنا للمكتبة
تاريخ النشر: 21/07/14 | 13:25سارةُ تذهبُ كلَّ يومٍ للمدرسةِ بصُحبةِ جارتِها سوسن.
كثيرًا ما حاولتْ سارةُ إقناعَ صديقتِها سوسن أن تأتيَ معها لمكتبةِ المدرسة ليجلسَا لقراءةِ القصصِ الجميلةِ والمغامراتِ الشَّيِّقةِ، ولكن سوسن كانتْ ترفضُ وتقول: ولماذا أُضِيعُ وقتي في القراءة.. سألعب مع الصديقاتِ أفضلُ.
سارة تذهب بمفردِها لمكتبةِ المدرسةِ وتقضي وقتَ الفسحةِ في قراءةِ الكُتبِ المُفيدةِ، وحينما لاحظتْ أمينةُ المكتبةِ اهتمامَ سارةَ بالكُتبِ وزيارتَها المنتظمةَ للمكتبةِ قالتْ لها: سارةُ.. ما رأيُكِ لو تستعيرين كلَّ يومٍ كتابًا أو قصَّةً لتقرئِي الكُتبَ على مهلٍ بدارك لتكتملَ الإفادةُ.
فرحت سارةُ كثيرًا بعرضِ أمينة المكتبة وقالت في حماسٍ: سأكونُ سعيدةً جدًّا هل يُمكنني أن أستعيرَ كتابًا اليومَ؟
أجابتها المعلِّمةُ في سرورٍ: بالطبع.. اختاري الكتابَ الَّذي يُعجبك.
وبالفعلِ اختارتْ سارةُ كتابًا وغادرتِ المكتبةَ على وعدٍ بإعادةِ الكتاب غدًا، وفي طريقِها للفصل التقتْ سارةُ بصديقتِها سوسن الَّتي نظرت للكتابِ الذي بين يدي سارة قائلةً: لماذا تُمسكين هذا الكتابَ؟
أجابتها سارة بسعادةٍ: لقد سمحتْ لي أمينةُ المكتبة باستعارةِ كتابٍ يوميًّا.
أطلقت سوسنُ ضحكةً ساخرةً وهي تقول: كم أرثِي لحالِك.. تُضيعين وقتك في القراءة.
نظرت لها سارةُ بعتابٍ قائلةً: بل أستثمرُ وقتي في القراءة.
مرَّت الأيَّامُ وسارة تقرأ الكتبَ المفيدةَ بينما سوسنُ تلعب مُهدرةً وقتها في اللعب، وذاتَ يومٍ وبينما سارة وسوسن يسيران معًا في المدرسة وجدا إعلانًا معلَّقًا على الجدار عن مسابقةٍ في المعلوماتِ العامَّةِ ستُجريها المدرسةُ صباحَ الغدِ، وعلى الفورِ ذهبت الصديقتان لتسجيلِ اسمَيْهما.
وفي اليومِ التَّالي بدأتِ المسابقةُ، وكلَّما توجَّهتِ المعلِّمةُ بسؤالٍ لسوسن كانت سوسن تظلُّ صامتةً لا تعرف الإجابةَ، بينما سارةُ تُجيب على كلِّ الأسئلة بطلاقةٍ وفصاحةٍ، وكانت نهايةُ المسابقةِ لصالحِ سارة التي حصلتْ على أكبرِ الدَّرجاتِ.
كانت جائزةُ سارة عروسةً جميلةً غاليةَ الثَّمنِ، فرحت سارة كثيرًا بجائزتِها بينما نظرت سوسنُ للجائزةِ وهي تقول في حسرةٍ: الآنَ فقط عرفتُ قيمةَ الكتاب.. وعرفتُ فائدةَ القراءة.
نظرت لها سارة قائلةً: ما رأيُك لو تنضمِّين معي ونذهب سويًّا لاستعارةِ الكتب.
أجابتها سوسنُ في حماسٍ: سأكون سعيدةً بمرافقتِك للمكتبة.. هيَّا بنا.