ندوة:"اللغة العربيّة في وسائل الإعلام" في أكاديميّة القاسمي
تاريخ النشر: 13/03/12 | 5:39بمبادرة من قسم اللغة العربية ومجمع القاسمي للغة العربيّة وآدابها في أكاديميّة القاسمي، انطلق أسبوع فعاليات ونشاطات اللغة العربيّة ببرنامج حافل ومثير، والذي استُهلّ بندوة عُقدت في قاعة المؤتمرات في الأكاديميّة تحت عنوان “واقع اللغة العربيّة في وسائل الإعلام”، شارك فيها: الإعلاميّة إيمان القاسم سليمان ممثلة عن الإعلام المسموع، الإعلاميّ سهيل كيوان ممثلاً عن الإعلام المكتوب والإعلاميّة ربى ورور ممثلة عن الإعلام المرئي، وذلك بحضور محاضري الأكاديميّة وطلابها.
افتتح اللقاء د. نادر مصاروه رئيس قسم اللغة العربيّة مرحبًا بالحضور ومؤكدًا أنه يكمل مسيرة بدأها كل من أ.د فاروق مواسي ود. ياسين كتاني اللذان وطّدا دعائم قسم اللغة العربيّة، ثم ذكر أن أسبوع اللغة العربيّة أصبح بمثابة برنامج القسم لكل عام بغية رفع مكانة اللغة العربية، وتمنّى أن يكون أسبوعًا مثمرًا وممتعًا.
أدارت النّدوة الأستاذة هيفاء مجادله المحاضرة في قسم اللغة العربية، والتي افتتحت الجلسة بأسلوب غريب، حيث قامت بإلقاء نشرة إخباريّة تحفل بأخطاء نحويّة ولغويّة، مبرزةً من خلالها المعضلات التي تواجه اللغة العربيّة من أخطاء فادحة في وسائل الإعلام. وتطرّقت في مقدّمتها إلى دور الإعلام في تشويه اللغة من جانب، وفي تطويرها من جانب آخر، مفصّلة أبعاد هذه المعادلة. ثم بدأت النّدوة بأسلوب يعتمد الحوار والنّقاش المفتوح مع ضيوف النّدوة.
في مداخلاتها وصفت الإعلاميّة إيمان القاسم سليمان، محرّرة ومقدّمة برامج في صوت إسرائيل، الواقع المرير الذي تمرّ به اللغة العربيّة إلى درجة أنها تستنجد قائلة ” أنقذوني”! فكتابتها أصبحت بالأحرف الانجليزية والأرقام عوضًا عن أحرفها التاريخيّة، كما نشاهد على صفحات الفيسبوك ورسائل الهواتف النقّالة، وهذا بحدّ ذاته يضعف ملكة الكتابة الصحيحة. وناشدت الطالبات والطلاب الاستعانة بمعاجم اللغة العربيّة وكتب قواعدها للحفاظ على اللغة السّليمة لأنها جزء من تاريخنا وحضارتنا. وفيما يتعلّق بالإعلام قالت القاسم: “أصبح بعض الصحفيّين يكتفون بكتابة سطرين عن الخبر وإرفاق أربعين صورة، وهذا لا يصحّ لا بحقّ اللغة ولا بحقّ العمل الصحفي. وطالبت أن تكون ضوابط صحفيّة لغويّة ذاتيّة للبقاء على المستوى الإعلامي الراقي. وفيما يتعلّق باللغة العربيّة الفصحى مقابل المحكيّة أجابت القاسم: لكل حادث حديث. الحوارات الإذاعية الإنسانيّة الشخصيّة لا بأس من إجرائها بالمحكيّة لإفساح المجال أمام المشاركين لوصف مشاعرهم والتّعبير عما يمرّ بهم بدون قيود، أمّا الحوارات الأكاديميّة، الاجتماعيّة، الاقتصاديّة، السياسيّة وغيرها فمن المفروض إجراؤها باللغة الفصحى. كما نوّهت القاسم إلى الدور الإيجابي الذي تلعبه مواقع الانترنت حاليًا حيث أنها فتحت أمامنا المجال للاطّلاع على الصّحافة العربيّة العالميّة من مختلف الدول، وفي ذلك الفائدة وتقوية الملكات اللغوية.
الإعلامية ربى ورور، معدّة ومقدّمة برامج ثقافيّة فنيّة وحواريّة، تطرّقت إلى عملها في مجال البرامج التلفزيونيّة والإعلانات، وأشارت إلى أهمية اللغة كهويّة وثقافة، وكوسيلة للتّواصل بين النّاس والتّعبير عن الذّات، وأوردت أمثلة ونماذج تُظهر أن اللغة تعكس أيضًا توجّهات سياسيّة وفكريّة لدى مستخدميها. وشدّدت على أهمية اللغة كجزء من الموروث الحضاري لدى الشعوب. كما أوضحت موقفها إزاء الطّرح المتعلّق بكون اللغة مرآة تعكس الواقع.
الإعلامي سهيل كيوان، صحفي ومحرّر في صحيفة كل العرب، تحدّث عن جيل كبار الصحفيّين الذين ندين لهم بمهارتنا الصحفيّة واللغويّة والذين رافقوه منذ بداية مشواره الإعلامي، واستحضر أمثلة من زاويته الشهيرة “أهداف” مستعرضًا أسلوب استخدام العبارات والعناوين والكلمات لإيصال الهدف للقارئ. كما تطرّق في مداخلاته إلى الارتباط القويّ بين الأدب والإعلام، فهو الأديب والرّوائي من جهة، والصّحفي من جهة أخرى. وشدّد كيوان على أهمية المحافظة على سلامة اللغة العربيّة، وتشجيع الجيل الجديد كذلك على الكتابة كما فعل مؤخرًا، في خطوة جريئة، حين خصّص صفحة كاملة من الصّحيفة لنشر إبداعات الطلاب.
يُشار إلى أن النّدوة تميّزت بطابع حواري اكتسب نكهته من تفاعل الجمهور الذي شارك بمداخلاته واستفساراته.
اختُتم اللقاء بتكريم الضّيوف وتقديم الشّكر لهم على مشاركتهم وحضورهم.