رمضان شهر العتق من النيران

تاريخ النشر: 12/07/14 | 12:01

الحمد لله الذي جعل رمضان سيد الأيام والشهور، وضاعف فيه الحسنات والأجور، و الصلاة والسلام على نبينا محمد قدوة الصائمين، وأسوة القانتين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين ومن اقتدى بهم وسلك نهجهم إلى يوم الدين. أما بعد:
فقد كتب الله عز وجل الصيام علينا كما كتبه على الذين من قبلنا، قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)“البقرة، الآية:183”

فضائل شهر رمضان:
أولا: الصيام جنة من النار: ففي الحديث المتفق عليه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) إذا فالصوم جنة أي وقاية من النار وكلما صام العبد بعد عن النار، فإذا كان من صام يوما أبعد سبعين عامًا عن النار فما بالك بمن يصوم شهرا وما بالك بمن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر و ما بالك بمن يصوم أكثر من ذلك لا شك أنه أبعد ما يكون عن النار.

ثانيًا: أن الصوم سبيل إلى الجنة: ولذلك روى النسائي بسند صحيح عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله دلني على عمل يقربني من الجنة و يباعدني عن النار فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (عليك بالصوم فإنه لا مثل له عليك بالصوم فإنه لا مثل له)

ثالثًا: أن صومه إيمانًا واحتسابًا يكفر الذنوب: وذلك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) (صحيح البخاري) من صام رمضان إيمانا واحتسابا- يعني إيمانا بالله عز وجل واحتسابا لأجر الصوم ومعرفة بما أعد الله تبارك وتعالى للصائمين فهو يصوم ويتوقع الأجر الذي سيعطاه على هذا الصيام غفر له ما تقدم من ذنبه.

رابعًا: أن الصوم شافع مشفع في الصائم: ولذلك روى الإمام أحمد والحاكم بسند حسن عن عبد الله ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (القرآن والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: يا رب منعته الطعام والشراب فشفعني فيه، ويقول القرآن: يا رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال: فيشفعان) وورد في حديث حذيفة المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة) يعني ما يحدث منك من أخطاء من كلمة نابية أو اعتداء أو إيذاء لأهلك أو خطأ عليهم أو في مالك أو في جيرانك أو تقصير أو ما أشبه ذلك من الصغائر تكفرها الصلاة والصوم والصدقة.

خامسًا: أن الصوم أجره عظيم وسبب للسعادة في الدارين كما أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك: ولذلك جاء في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. يقول الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان ؛ فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك).

سادسًا: ومن فضائل شهر رمضان أنه تغلق فيه أبواب النيران وتفتح فيه أبواب الجنات وتصفد فيه الشياطين ومردة الجن: كما جاء في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان غلقت أبواب النيران وفتحت أبواب الجنة وصفدت الشياطين) وفي لفظ: (وسلسلت الشياطين).

سابعًا: أن فيه ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر: قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر، الآية:3) وقد حسب بعض أهل العلم ألف شهر فوجدها تزيد على ثلاثة وثمانين سنة.

2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة