مابين مؤامرتين وقعتم يا عرب ,فهل قرأتم تاريخ بعض زعمائكم؟؟!
تاريخ النشر: 11/07/14 | 23:40لقد كانت اتفاقية سايكس – بيكو – سازانوف عام 1916،اول طعنه وأول مؤامره تلقاها العرب ساهمت بتقسيم كيانهم الجغرافي والديمغرافي فقد كانت تفاهما سريا بين فرنسا والمملكة المتحدة و بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى وبموجب هذه الاتفاقيه فقد حصلت فرنسا الاستعماريه على سوريا ولبنان ومنطقة الموصل في العراق ,, أما بريطانيا فأمتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي متوسعا بالإتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سوريا,,,
لاحقا لهذا التقسيم وبعد الثوره الروسيه وتكشف هذه الوثائق وهذه المخططات وظهورها للعيان ، وتخفيفا للإحراج الذي أصيب به الفرنسيون والبريطانيون بعد كشف هذه الاتفاقية ووعد بلفور، صدر كتاب تشرشل الأبيض سنة 1922 ليوضح بلهجة مخففة أغراض السيطرة البريطانية على فلسطين. إلا أن محتوى اتفاقية سايكس – بيكو تم التأكيد عليه مجددا في مؤتمر سان ريمو عام 1920 بعدها، أقر مجلس عصبة الأمم وثائق الانتداب على المنا طق المعنية في 24 حزيران 1922 لإرضاء أتاتورك واستكمالا لمخطط تقسيم وإضعاف سورية، عقدت في 1923 اتفاقية جديدة عرفت باسم معاهدة لوزان لتعديل الحدود التي أقرت في معاهدة سيفرو تم بموجب معاهدة لوزان التنازل عن الأقاليم السورية الشمالية لتركيا الأتاتوركية إضافة إلى بعض المناطق التي كانت قد أعطيت لليونان في المعاهدة السابقة,,,
ولقد قسمت هذه الاتفاقية وما تبعها سورية الكبرى أو المشرق العربي إلى دول وكيانات سياسية كرست الحدود المرسومة على الاقل لليوم الذي أكتب فيه هذا المقال ,,,
هنا أنتهت المرحله الاولى والشق الاول من المؤامره على الشعوب العربيه من هذا المخطط الذي يستهدف الجغرافيا العربيه ,,,
فبعد انتهاء المرحله الاولى من هذا المخطط الذي يضمن الامن والامان للكيان الصهيوني المسخ وبعد زراعة الكثير من الانظمه الوظيفيه او “أذناب الاستعمار ” لتحكم كل منها بعض أقطار العروبه و لتؤسس هذه الأنظمه فيما بعد كجزء من دورها الوظيفي لحاله ستتعمق بالمستقبل وهي تمزيق الديمغرافيا المكونه للمجتمعات العربيه وتشكيل حاله واسعه من التناقضات التي ستكون نواه فيما بعد لحالة التقسيم الجديده للكيانات الجديده التي ستفصل عن بعضها البعض في المستقبل لتشكل “ثلاثه وخمسون ” كيان عرقي وديني ومذهبي وطائفي وهنا كانت المؤامره الثانيه ,,,,
وبالفعل قام بعض هؤلاء “الزعماء ” بتأدية المهمه الموكله اليه بكل كفاءه وفقآ لاوأمر مشغله وسيده الصهيو- امريكي وبالفعل تم أشعال فتيل التناقضات المذهبيه والعرقيه والدينيه بالكثير من أقطار العروبه ,,
اليوم وبعد نجاح هذا المخطط وهتان المؤامراتين وفق رؤية صناع القرار الأمريكي الجد د وهؤلاء من يخططون ويدرسون الخطط على الأرض ويتنبؤون بالنتائج ثم ينفذون على الأرض هذه المخططات ، وعلى رأس هؤلاء “دينيس روس” المستشار في “معهد واشنطن” وهو المهندس الخفي لسر غزو العراق والمؤرخ الأميركي “دافيد فرومكين” وهو مهندس احتلال أفغانستان ومروج نظرية “صراع الحضارات “وتأثيرها على أمريكا، والباحثان” كينيث بولاك ودانييل بايمان “، وهما يعتبران من أعمدة البيت الأبيض لرسم وبناء سيناريوهات التخطيط للمستقبل الأمريكي وشكل العالم الجديد بعد ما يسمى بحصد نتائج” الربيع العربي “وضبط فكرة” صراع الحضارات “ضمن مفهوم التبعية لأمريكا، هؤلاء جميعا اتفقو من خلال دراسة معمقه قامو بها أن هذه الفترة الحرجة من عمر أمتنا العربيه هي الفترة الأنسب والوقت المناسب للانقضاض على العرب وبلدانهم وشعوبهم الهشة وتقسيمها إلى دويلات عرقية وديمغرافية ويشاركهم بكل ذلك المخططان الاستراتيجيان الصهيونيان برنارد لويس ونوح فيلدمان، ويلقى هذا الموضوع رواجا كبيرا الآن في أجنحة وأروقة البيت الأبيض الذي تحكمه وتديره مافيا صهيو –ماسونيه قذره ,,,
وهنا يقول عراب الصهيونيه الامريكي برنارد لويس في أحدى مقالاته المنشوره قبل مايقارب الثلاث عقود من الان شارحآ عن طبيعة الغزو المستقبلي الصهيو امريكي للمنطقه العربيه ويقول فيها ” إن الحل السليم للتعامل مع العرب المسلمين هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان،,,,
و إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلي وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم،فنحن نضمن أن عملائنا أنجزو كل شيء ولم يبقى علينا الا التنفيذ الان ، ولذلك يجب تضييق الخناق علي هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها،,,التي أسس لها حكامهم ,, لذلك اليوم يجب أن تغزوها أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة الاسلاميه فيها ”
ولمن لايعرف من هو “برنارد لويس “,, فبرنارد لويس …مستشرق امريكي الجنسية، بريطاني الأصل، يهودي الديانة، صهيوني الانتماء فقد اوصلته جماعات اللوبي الصهيوني في امريكا ليكون مستشارا لوزير الدفاع لشئون الشرق الأوسط. وهناك أسس فكرة تفكيك البلاد العربية والإسلامية، ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضا، وهو الذى ابتدع مبررات غزو العراق وأفغانستان,,,,
الان وبعد قراءة هذه الحقائق وهذه المراجع الموثقه تاريخيآ نستطيع أن نفهم ولو بالشيء اليسير الذي يكون أقرب للواقعيه حقيقة واقعنا المعاش اليوم ,,فالهدف اليوم للكيان الصهيوني المسخ والذي هو بالطبع أداه من أدوات الغرب الصهيوني الماسوني الذي تحكمه اليوم القوى المسيحيه المتصهينه بكل ما تحمله من تجليات متطرفه هذه القوى ,,فهدف الصهاينه اليوم هو تأمين كيانهم المسخ “المدعو بدولة اسرائيل ” بالمنطقه وتوسيع نفوذه الى أقرب نقطه تقدر من خلالها أن تكون هي السيد المطاع لمجموع “ثلاث وخمسون “كيان عرقي ومذهبي وديني تسعى الان وبالتعاون مع بعض المستعربين والمتاأسلمين لتاسيسها بهذه المنطقه ,,,,
والوقائع على الارض اليوم للأسف تقول أننا نسير كعرب للأسف بطريق أنجاز فصول هذا المشروع على أرض الواقع لتحقيق مقولة بني صهيون “حدودك يا اسرائيل من الفرات الى النيل ” فهل من صحوه عربيه اليوم ولو متأخره ؟؟!!………………
بقلم هشام الهبيشان – الشرق الأوسط