التقوى ركيزة العمل وأساس الصوم

تاريخ النشر: 10/07/14 | 12:02

تعتبر الغاية الأساسية من الصوم هي تحقيق التقوى، وهي أعظم مقصود وأنبل مطلوب، ومدار صلاح عمل الإنسان كله أو فساده يبنى على مدى تحقيقه للتقوى. ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : “ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح العمل كله وإذا فسدت فسد العمل كله؛ ألا وهي القلب”، وقال أيضاً: “التقوى ها هنا، التقوى ها هنا، التقوى ها هنا”، وهو يشير إلى صدره الشريف ثلاث مرات.

ان الصوم عبادة فرضها الله تبارك وتعالى لغاية وهدف، وأول ما يتبادر إلى الذهن في هذه العبادة قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”.

والمعروف لدى الكافة أن مدار العبادات جميعها يرتكز على تحقيق التقوى في القلب، وأعظم العبادات هي القلبية، يقول عليه الصلاة والسلام: “إن الله لا ينظر إلى صوركم وأشكالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”، إذ بصلاح هذه العبادات تصلح باقي العبادات، بل والمعاملات.

والمفترض في التقوى أن تكون علانية الإنسان وسريرته سواء، بل يجب أن تكون السريرة أفضل من العلانية، حينها يكون قد حاز الغاية العظمى، والهدف الأسمى من صيام رمضان كفريضة، وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى، فقال: “رُبَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورُبَّ قائم حظه من قيامه السهر والنصب”. وقال أيضاً: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”.

إن جوهر التقوى وحقيقتها ما تمثله من راحة نفسية وسكينة وطمأنينة يحصل عليها العبد المسلم في حياته، وتدفعه إلى فعل الخيرات وترك المنكرات، والتمسك بالطاعات، والالتزام بحسن الخلق في التعامل، وقضاء حوائج الناس، وبر الوالدين، وتدعوه أيضا لترك المفاسد، والابتعاد عن الموبقات، إذا تمكنت التقوى من قلب المرء جعلت حياته أنساً وفرحاً وسعادة، ليحصل على حلاوة مسعاه، وثمار تقواه التي سماها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ “حلاوة الإيمان”. وأشار إلى قول الله تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب”، وفي قوله: “ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً”، وكذلك: “ومن يتق الله يكفر عن سيئاته ويعظم له أجراً“.

3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة