الحكومة الإسرائيلية تدفع الفلسطينيين باتجاه انتفاضة ثالثة

تاريخ النشر: 07/07/14 | 21:53

رافق عملية البحث عن المستوطنين المخطوفين الثلاثة عدوان احتلالي همجي على الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو عدوان مبيت وليس وليد اللحظة، وإنما خطط له في دهاليز وأروقة الدوائر العسكرية والأمنية الإسرائيلية، حيث أن اختطاف المستوطنين جاء بالتوازي والتزامن مع توقيع اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية بين حركتي “حماس” “وفتح” وتشكيل حكومة التوافق الوطني وإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، التي تعتمد الأسس الوطنية بما يخدم وينسجم مع أهداف وآمال وطموحات شعبنا الفلسطيني بالتحرر والاستقلال الوطني. وهذا الأمر لم يرق لحكام إسرائيل، لأن الوحدة الوطنية الفلسطينية تشكل ضربة قوية وخنجر حاد في صدر المشاريع التوسعية الكوليونالية الاحتلالية.
وعليه فإن أهداف العدوان بالأساس ضرب وتفكيك هذه الوحدة، ونسف الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة رامي الحمد اللـه عدا عن تقويض أسس حكم السلطة الوطنية الفلسطينية المنقوص وغير الثابت وإعادة مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك جر الطرف الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات بعد تعثرها وتوقفها نتيجة سياسة المماطلة والتسويف التي يمارسها الطرف الإسرائيلي المفاوض، وحينها يتمكن الطرف الإسرائيلي من فرض شروط استسلامية وتسوية تنتقص من حقوق شعبنا الفلسطيني.
وعلاوة على ذلك فالعدوان الاحتلالي الإسرائيلي يستهدف إضاعة وكسب الوقت والتغطية على السياسة التوسعية الاستيطانية وبناء المزيد من المستوطنات، وأيضاً تعزيز الروح البلطجية والعنجهية التي تبطش بأبناء شعبنا، والتي تغذيها حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة بهدف الحفاظ على الائتلاف الحكومي.
لقد صعدت سلطات الاحتلال ممارستها القمعية ضد شعب الوطن المحتل، فداهمت القرى والبلدات والمحافظات الفلسطينية، واقتحمت المؤسسات والبيوت، وفرضت حصاراً خانقاً، وطوقاً امنياً مشدداً، واعتقلت المئات من الفلسطينيين. وكل ذلك بهدف إخضاع السلطة الفلسطينية وتركيع شعب فلسطين، وفرض حلول استسلامية للمعضلة الفلسطينية وللصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
أن حكومة إسرائيل بعدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني، وتضييق الخناق عليه، وتشديد الحصار، وهدم البيوت، والقصف الصاروخي على غزة البطلة، واستباحة كل شيء في المناطق الفلسطينية المحتلة، واستمرار انتهاج سياسة البطش والقمع والإذلال والاعتقالات، والتهرب من استحقاقات اتفاقات السلام، فأنها تدفع بجماهير الشعب الفلسطيني باتجاه انتفاضة شعبية جديدة سيكون لها تأُثيرات وأبعاد على العملية السياسية، ومن شأنها إشعال الأرض تحت أقدام المحتلين، وتوتير المنطقة بأكملها، وستتواصل شلالات الدم التي ستروي الأرض الفلسطينية الطهور. وعلى المحتل أن يفهم ويعي أن القمع والعدوان لن يزيد الفلسطينيين سوى تلاحماً وإصراراً والمضي قدماً في طريق المصالحة وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني.
إن الحاجة في هذه المرحلة هي الحفاظ على الوحدة الوطنية وصيانة حكومة التوافق الوطني الفلسطينية، إضافة إلى التحرك الدبلوماسي على جميع الأصعدة لاستصدار قرار يدين الانتهاكات الإسرائيلية والعدوان الصاروخي الهمجي على شعبنا في القطاع، الذي سقط خلاله المزيد من الضحايا والشهداء الأبرار، وتبني إستراتيجية المقاومة ونهج الممانعة الوطنية. فالمقاومة الشعبية والوحدة الوطنية هما اقصر الطرق للتخلص من الاحتلال الرابض والجاثم، وعلى جميع الفصائل الوطنية الفلسطينية الارتقاء إلى مستوى المسؤولية لمنع العدوان وتمرير المشاريع التصفوية.

شاكر فريد حسن

shaker

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة