وفد مؤسسة الاقصى يتفقد المسجد الفاروقي في بيسان

تاريخ النشر: 28/02/12 | 4:28

قام وفد من “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” يوم أمس الاثنين 27/2/2012 بزيارة ميدانية وتفقدية الى المسجد الفاروقي في بيسان، وذلك بعد ورود انباء عن محاولات جهات يهودية السيطرة على مزيد من الأرض الوقفية للمسجد، كما وجاءت الزيارة للتأكيد على حق المسلمين في المسجد واصرارهم على تكرار المحاولات لترميم المسجد وحفظه من الهدم، بعدما تمّ الاعتداء عليه تكراراً ومراراً من قبل أذرع المؤسسة الاسرائيلية ، وقد وقف على رأس الوفد السيد عبد المجيد محمد – مسؤول ملف المقدسات في “مؤسسة الاقصى ” – .

وفي حديث مع السيد عبد المجيد خلال الزيارة قال :” يعود تاريخ المسجد الفاروقي في مدينة بيسان إلى أقدم الفترات الإسلامية الأولى ويرتبط ارتباط قوي مع تاريخ المدينة حيث كانت تعتبر محطة واصلة ما بين الشمال في مناطق الشام ومناطق بلاد الحجاز ، ويعود تاريخ هذا المسجد بالتحديد إلى الخليفة الراشدي الفاروق عمر ابن الخطاب – رضي الله عنه – وسمي باسمه مسجد الفاروقي، هذا المسجد تعاقبت عليه الفترات الإسلامية من الفترة الأموية حتى الفترة العثمانية والترميم الحالي الذي نراه امام أعيننا يعود إلى فترة الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني ، وهناك لافتة بالكلمات العثمانية القديمة تؤكد على تاريخ المسجد وعلى أنه تم ترميمه بأمر من الخليفة العثماني عام 1299هـ .

إحراق المسجد :

وحول ما حل في المسجد منذ النكبة الفلسطينية يقول السيد عبد المجيد :” في عام النكبة 1948 احتلت مدينة بيسان وكحال باقي المدن والقرى الفلسطينية هُجّر اهلها وتُرك المسجد مغلقاً فترة من الزمن إلا أنّ “سلطات الآثار الاسرائيلية” في السنوات العشر الأخيرة استخدمته كمخزن للوثائق وكل ما هو أثري وضعته السلطات داخل كراتين في المسجد ، إلا أنه وفي احد ايام شهر آذار من عام 2004م اعتدي على المسجد على يد أيادي حاقدة تكن لهذا المسجد كلّ حقدٍ ، وتحاول طمسه وهدمه وقاموا بإحراقه في ساعات الليل المتأخر ، وللأسف ساعات طويلة والنار تلتهب داخل المسجد وتآكل من جوانبه حتى سقط السقف ، وبعد ذلك أطفأ الحريق ، ومنذ ذلك اليوم وإلى يومنا هذا نحاول الاتصال من خلال الجهات المسؤولة في بلدية بيسان وجهات أخرى من أجل ترميم المسجد كما كان في سابق عهده ، إلا أننا وللأسف نقابل بالإهمال المتعمد من قبل هؤلاء المسؤولين والهدف واضح ألا وهو طمس هذه المعالم الإسلامية.

هدف الزيارة :

وحول هدف ورسالة الزيارة، قال: “بشكل عام نتواصل مع هذه المقدسات ونهدف من خلال زيارتها تفقد أحوالها ونعلم كل ما هو جديدٌ حولها، هذا بالدرجة الأولى، وبالدرجة الثانية دائما نحاول أن نوصل رسالة للمؤسسة الإسرائيلية والأطراف اليهودية أنّنا لن نسكت عن حقوقنا وأن هذه الشواهد والثوابت في بلادنا لا يمكن التنازل عنها وهي تاريخنا وجذورنا في هذه البلاد ولا بأي حال من الأحوال يمكن التنازل عنها ، وسنبقى نتواصل معها حتى تعود إلى أصحابها بإذن الله تعالى”.

إعتداءات جديدة :

وتابع :” يوجد قرب المسجد قطعة أرض وقفية تابعة له ومقبرة ، وهناك نشاطات يقوم بها احد السكان اليهود القريبين من المسجد بحيث أنه كلّ فترة من الزمن يقوم بالسيطرة على مسطحات جديدة من أراضي المقبرة أو المسجد ولا يوجد أي جهة للأسف تمنع هذا الشخص، وقد حاولنا من خلال الاتصال للتنسيق مع البلدية أن نوقف هذا الاعتداء المتواصل مع المقدسات إلا أنّه وفي الوقت الحالي وبعد أن رأينا أيضاً الاعتداء الأخير لهذا الرجل سنقوم بالتوجه إلى المحاكم وإلى جهات وتصعيد الخطوات سواءً كانت قانونية أو شعبية “.

شعور مؤلم :

وقال عبد المجيد :” شعورٌ مؤلم ان ترى المساجد والمقدسات في بلادنا ما يحل بها، بحيث ان المقدسات لها ارتباط وطيد بمشاعر المسلمين ، والمسجد هو مكان للعبادة نتواصل به مع الله عزّ وجل، ودور العبادة لها ارتباط بمشاعرنا في أحاسيسنا ووجداننا، وللأسف تحاول المؤسسة الإسرائيلية واليهود كأفراد أن يطمسوا هذه المعالم وأن يطمسوا وجودنا وتاريخنا ، الأمر حقيقة يشدنا بشكل قويّ للدفاع عن هذه الأماكن لأنها إذا ضاعت ضاع وجودنا ، واذا ضاع ماضينا لن يكون لنا مستقبل، لذلك تجدنا نرتبط فيها مشاعراً وأحاسيس وكل ما نملك من إمكانيات ومعتقدات مرتبطة في هذه الأماكن”.

من عبد الله زيدان /”مؤسسة الأقصى “- تصوير :”مؤسسة الأقصى ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة