الإرهاق قد يكون مؤشرا على الإصابة بمرض الكبد منذ سنوات

تاريخ النشر: 23/06/14 | 13:21

في وقت يمكن أن يرتبط فيه مرض التهاب الكبد الوبائي بالأوشام التي يتم رسمها على الأجسام وتعاطي المخدرات عن طريق الحقن، كما حدث مع كيث ريتشاردز وباميلا أندرسون، فلنا أن نتخيل إذن كيف شعرت تلك السيدة التي تدعى، ميلاني ديموك، حين اكتشفت أنها مصابة بمرض التهاب الكبد، عند قيامها بإجراء اختبارات الدم، عقب عملية جراحية في القلب في العام 2010.

فقالت ميلاني التي تبلغ من العمر الآن 50 عاماً ” كان الطبيب مذهولاً، وكذلك كنت أنا أيضاً. فأنا لم استخدم المخدرات قط، ولم أقم برسم أي وشم، وكذلك لم تظهر علي لدي أية أعراض. كنت أشعر أنني على ما يرام. لم تكن لدي أدنى فكرة حول طريقة إصابتي بهذا المرض”.

هذا ينتقل التهاب الكبد الوبائي عن طريق الاتصال بالدم، وحين يدخل الفيروس الجسم فإنه يسبب تليفاً وفشلاً بوظائف الكبد. وكذلك فهو يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الكبد أيضاً لأنه يقتل الخلايا، مما يتسبب في ارتفاع معدل تكوين خلايا جديدة، وهذا يعني وجود فرصة أكبر لحدوث طفرات.

ولكن يستغرق المرض 30 عاماً في المتوسط ​​بعد الإصابة بالعدوى قبل أن يبدأ تليف الكبد في الظهور، والأمر المخيف هو أنه يبقى بدون أعراض واضحة حتى ذلك الحين. وأضافت ميلاني “سألني طبيبي ما إذا كان قد جرى نقل دم لي في وقت مضى. نعم، لقد ولدت بعيب في القلب، ولهذا أجريت لي عملية جراحية في القلب عندما كان عمري 16 عاماً. كما جرى نقل دم لي عندما أنجبت ابنتي عام 1982 لأنني فقدت الكثير من الدم وقتها. قال الطبيب إن ذلك هو السبب، لأن عمليات فحص الدم المستخدم في النقل بدأت عام 1992. كان أمراً مخيفاً جداً أن أكون مصابة بالمرض كل هذا الوقت دون أن أدرك ذلك. وقال الأطباء إنه لو لم يكن قد تم اكتشاف الأمر فقد كنت سأعاني من تليف الكبد في غضون 5 سنوات”.

ويعد كل من استخدام المخدرات عن طريق الحقن ونقل الدم الأسباب الأكثر شيوعاً، ولكن يمكن الإصابة بالفيروس من خلال الإجراءات الطبية، بما في ذلك علاج الأسنان والوشم والثقب.

ويعد هذا المرض من أقل المخاطر الآن في بريطانيا، لكنه لا زال يشكل تهديداً رئيسياً إذا كان سبق لك أن قمت بمثل هذه الإجراءات في بعض البلدان التي تكون فيها معايير التعقيم ضعيفة. وفي حالات نادرة يمكن أيضاً أن ينتقل المرض من شخص إلى آخر عن طريق تقاسم فرشاة الأسنان (إذا كانت اللثة تنزف)، وأيضاً شفرات الحلاقة.

وهذا المرض من الأمراض القابلة للشفاء، لذلك فإن الأطباء يحثون أولئك الذين قد يكونون في خطر – بما في ذلك أي شخص كان قد تم نقل دم لهم قبل عام 1992 – للقيام ببعض الفحوصات. وعلى الرغم من أن كل الدم المتبرع به يتم فحصه الآن بحثاً عن التهاب الكبد، فإن الإصابة لن تظهر إذا كنت تجري فحص دم روتيني لسبب آخر. فسوف تحتاج إلى إجراء فحص خاص بفيروس التهاب الكبد C لمعرفة ذلك.

وقال غراهام فوستر أستاذ أمراض الكبد في جامعة كوين ماري بلندن “يمتلك الكبد قدرة غير عادية على الشفاء، لذلك يمكن أن يستغرق ظهور المشكلات عقوداً. إنه يشبه خزان البنزين في سيارتك – فهو سوف يسير بسرعة 100 ميلا في الساعة، ولكن بعد ذلك عندما تنفد آخر قطرة بنزين فسيتوقف فجأة.

وأضاف تشارلز جور الرئيس التنفيذي لتحالف التهاب الكبد “تكمن المشكلة في أن الأعراض المبكرة ستكون الشعور بالإعياء والتعب، وهؤلاء الناس سيفكرون بهذا الشكل:`أنا في الخمسين من عمري، وهذا أمر طبيعي`”.

ويتمثل مصدر آخر للقلق في مجموعات الوشم المنزلي التي يمكنها أن تسبب مشكلات إذا ما تم تقاسم الإبر. وأضاف فوستر “لدي مخاوف خاصة بشأن الأشخاص الذين يسافرون إلى الخارج للحصول على علاج رخيص للأسنان. فرومانيا على سبيل المثال لديها مشكلة كبيرة مع التهاب الكبد C، وكذلك مصر أيضا”.

وقد تضمن علاج ميلاني حقنة أسبوعية بعقار الإنترفيرون الذي يحفز الجهاز المناعي لمحاربة الفيروس، بالإضافة إلى قرص يومي من الريبافيرين (Ribavirin)الذي يوقف انتشار الفيروس. وقد حققت ستة أشهر من العلاج نتائج جيدة بالنسبة لميلاني التي شفيت الآن تماماً من التهاب الكبد C، ولكن الآثار الجانبية – بما في ذلك الغثيان والأرق والأعراض التي تشبه الأنفلونزا وضعف التركيز – يمكن أن تكون منهكة.

4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة