ماذا لو كان روميو وجولييت عربيين

تاريخ النشر: 21/06/14 | 10:55

روميو وجولييت يعيشان قصة حبّهما على رمال الصحراء في الدراما البدوية “رعود المزن” المأخوذة عن ملحمة وليم شكسبير المسرحية الشهيرة، ومن كتابة وفاء بكر وإخراج أحمد دعيبس، وتعرضها MBC خلال شهر رمضان المبارك.
يجمع العمل كل من الأردني ياسر المصري في دور “رعود” الفارس الشجاع والمقدام، والسعودية ريم عبد الله في دور الحبيبة شاعرة الصحراء العربية وحسنائها. الحبيبان يتحدّيان الظروف والمصاعب، ويواجهان الحروب من أجل علاقة يرفضها الجميع من حولهم، ويختاران مصيراً واحداً، فإما الحب… أو الموت. وتطرح الأحداث قصة غير تقليدية تحمل فيضاً من مشاعر الحب والرومانسية والشهامة العربية، في قالب شرقي خالص، يراهن المخرج أحمد دعيبس على تميّزه وضخامته، ويضم نخبة من الممثلين، منهم: عبير عيسى، وجميل عواد، وجولييت عواد، ومحمد العبادي، وجميل براهمة، ومحمد الضمور، وعبد الكريم القواسمي، وشفيقة الطل، وداوود جلاجل، ومحمد المجالي، وسهير فهد، وشاكر جابر، ورفعت النجار، وهشام هنيدي، ورانيا فهد، وابراهيم أبو الخير، وهدى حمدان، وبكر قباني، ولونا بشارة، ووسام البريحي، وباسلة علي.

طبعاً، الرهان الأبرز هو على النجم ياسر المصري في شخصية الفارس الشهم والشجاع، وعلى أدائه الملفت، واجتهاد ريم عبد الله في اللهجة البدوية، في إطار قصة تحمل المشاهد إلى أجواء تمزج ما بين تاريخ الصحراء العربية وتفاصيلها من جهة، وروعة الجبال الخضراء والبحيرات من جهة أُخرى، في “رعود المزن… حكاية الحب والحرب”.

من جهته، يوضح المخرج أحمد دعيبس “أنه يقدّم قصة “الفارس رعود، الذي يضع على عاتقه إنهاء العداوة التاريخية بين قبيلتيْن تتناحران منذ زمن طويل، من أجل السلام، من دون أن ينقاد إلى الاستسلام والخنوع، وينشد حب المزن، من دون أن يذهب إلى الحرب، أو أن يرضخ لشروط يفرضها الأقوى بحثاً عن لذة الانتقام وشهوته”. وفيما يرى المخرج في تمثيل ياسر المصري روعة الأداء، يكشف أن ريم عبد الله أجادت تقديم دورها، مثنياً على التزامها واجتهادها، “لأن لهجتها تنسجم مع طبيعة الأعمال البدوية، لكنها احتاجت أن تتمرّن على بعض المفردات”. ويؤكّد دعيبس أن الممثلة عبير عيسى ستشكّل مفاجأة للجمهور العربي، “هي الجازية التي تمثّل الشر المطلق، وإذا كنا غالباً ما نرى الشر حكراً على الرجال في أعمال مماثلة، فإن عبير عيسى أبدعت وأتقنت الدور”، لافتاً إلى أن “الممثل جميل براهمة سيتحول أيضاً من الفارس المقدام، إلى تأدية دور الشرّير الذي يقف مع الجازية ويلتزم بتوجيهاتها وأوامرها”. ويكشف دعيبس عن شخصية “القائد – النموذج” الذي يؤدّيه جميل عوّاد، وهو مثال للزعيم الذي يُضحّي ويتفانى من أجل إسعاد كل من حوله. أما جولييت عواد فتُقدّم دوراً يحمل بعداً إنسانياً عميقاً، فهي ترمز إلى الأرض الطيّبة”.

في السياق نفسه، يؤكّد المخرج أحمد دعيبس أن “العمل يبتعد عن قصص الأعمال البدوية التقليدية التي يتمحور موضوعها حول الصراع على مركز الزعيم أو الشيخ، ليُقدّم قصة حب بين شاب وفتاة من قبيلتيْن مختلفتيْن، تعيشان العداوة منذ زمن طويل، ويحاول الحبيب البطل والفارس الشجاع، التوفيق ما بين القبيلتيْن بهدف الفوز بقلب حبيبته الشاعرة الجميلة”، معتبراً أنه “العمل البدوي الوحيد الذي لا يكرّر القصة التقليدية نفسها، بل يطرق باب قصة الحب من زوايا أخرى”. ويلفت دعيبس إلى أن “قصة المسلسل استوحتها الكاتبة وفاء بكر من رائعة شكسبير روميو وجولييت، لكنها ستقدم بمواصفات تنسجم مع بيئتنا وطبيعتنا وتتناسب مع أجواء الصحراء”. كما يشدّد دعيبس على اهتمامه بالمشهدية وبالشق البصري في التنفيذ وبحرصه “على تقديم القصة بإيقاع سريع ومدروس وبعدسات سينمائية، تتناسب مع طبيعة الدراما التلفزيونية”، لافتاً إلى أن “الكاتبة كتبت العمل بأسلوب حواري جذاب، وأخذت الأحداث في اتجاه مشوّق للغاية”. كما لم يلجأ المخرج إلى التصوير في الصحراء وحدها، معتبراً أن “التحدي هو مدى قدرتنا على التعامل مع البيئة بشكل جريء ومختلف، وبدل التصوير الدائم في الصحراء، قمنا بالتصوير في المواقع الجبلية الخضراء وبحيرات المياه في محمية مترامية الأطراف، هي “سد الملك طلال” في الأردن، وهو الأمر غير الشائع في الدراما البدوية”.

أخيراً، يؤكّد المخرج أحمد دعيبس على اجتهاد صناع العمل لناحية الشكل وتعريب القصة بما يتناسب مع البيئة العربية، واصفاً العمل بالأسطورة البدوية الجذابة، بلغة بصرية جميلة، وحبكة مسليّة ومشوقة.

ويبقى السؤال: هل يمتد هذا الجهد البصري إلى مضمون القصة الشهيرة، التي عولجت مراراً في السينما والتلفزيون والمسرح، عربياً وعالمياً، وبالتالي يُحدث فيها تغييراً يُبدّل مصير الأبطال؟!

2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة